«الجيش الحر» يسيطر على أحياء استراتيجيــة في حلب
حقق الجيش السوري الحر، أمس، تقدماً على جبهات عدة في حلب وتمكن من السيطرة على أحياء استراتيجية في المدينة عقب ساعات من المعارك العنيفة مع القوات النظامية التي قصفت الأحياء المعارضة بالدبابات، بينما بدأت القوات النظامية هجوماً على أحياء يسيطر عليها الجيش الحر في شمال العاصمة دمشق، فدمرت منازل ونفذت سلسلة اعتقالات، بينما استهدف انفجار سيارة للشبيحة قرب مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين في دمشق، في وقت ارتفع إلى 81 عدد قتلى أمس بنيران القوات النظامية معظمهم في دمشق وريفها وحلب، كما خرجت تظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مناطق عدة في جمعة «توحيد كتائب الجيش السوري الحر»، وشهدت مناطق عدة قصفا مكثفا واشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر.
وشهدت مدينة حلب السورية، أمس، معارك غير مسبوقة، و«على جبهات عدة» منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في مارس ،2011 غداة إعلان مقاتلي المعارضة اطلاق هجوم «حاسم» في ثاني كبرى المدن السورية.
وحقق الجيش السوري الحر، تقدما على جبهات عدة، وتمكن من السيطرة على أحياء استراتيجية.
وقال أبوفرات، أحد قادة لواء التوحيد البارز في حلب «على جبهة (حي) صلاح الدين (جنوب غرب)، تمكنا من السيطرة على إحدى قواعد القوات النظامية، وقتل 25 جندياً على الاقل في هذا الهجوم».
وقال أحد المقاتلين المعارضين في هذا اللواء، الذي شارك حتى منتصف الليلة قبل الماضية في المعارك التي اعتبرها المقاتلون «حاسمة»: «سمعنا الجنود عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية يطلبون من قادتهم إرسال الدعم، كانوا يبكون ويقولون سنموت جميعاً».
وأوضح مقاتل آخر ان 20 مقاتلا معارضا قتلوا وأصيب 60 آخرون بجروح في الاشتباكات التي بدأت أول من أمس، مع اطلاق آلاف من المقاتلين المعارضين هجوما منسقا على جبهات عدة بهدف دفع القوات النظامية الى التراجع في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والاذاعة والعامرية والسكري جنوب غرب المدينة.
وأشار عدد من قادة المقاتلين المعارضين الى انهم نجحوا في التقدم على محوري السكري والاذاعة.
وبات مسجد الامويين في حلب الهدف الجديد للمقاتلين المعارضين، وهو يقع على خط التماس في قلب المدينة القديمة. وشهدت أطراف المسجد اشتباكات ظهر أمس، وترددت أصداء انفجارات عدة في الحي حيث قامت دبابات القوات النظامية بإطلاق قذائفها في شكل منتظم، بحسب ما لاحظت صحافية «فرانس برس».
وتراجعت حدة الاشتباكات بعد الظهر، وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» في المدينة بأن أصوات رشقات نارية كانت تسمع كل 15 دقيقة في حيي الاذاعة وبستان القصر. وأكد أن الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرقاً تتعرض لقصف متواصل منذ أول من أمس، من قبل القوات النظامية.
وأشار المراسل والمرصد السوري لحقوق الإنسان الى أن حي الكلاسة المجاور تعرض لقصف عنيف.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان المقاتلين المعارضين الموجودين في حلب «هم من كل المناطق السورية»، واستقدموا تعزيزات «في العدد والمعدات» قبل بدء هجوم «حاسم» الخميس، لكنهم مازالوا غير قادرين على مجاراة القوة النارية للقوات النظامية. وكان عبدالرحمن قال في وقت سابق «إن المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس»، مضيفاً انه «في السابق كانت المواجهات تجرى في شارع او شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على جبهات عدة». وافاد سكان في أحياء بوسط المدينة يسيطر عليها النظام، وكانت حتى الآن بمنأى عن اعمال العنف مثل السليمانية وسيد علي، بإطلاق نار «غير مسبوق» صباح أمس.
وقال زياد (30 عاماً) المقيم في السليمانية، إن «المواجهات لم تتوقف، وكذلك اطلاق النار، الجميع كان مذعوراً، لم يسبق ان سمعت ما يشبه ذلك من قبل».
وقال أحد السكان، طالبا عدم كشف اسمه، أمس، «هذه أول مرة أرى ذلك في السيد علي، عادة نسمع طلقتين او ثلاثة، لكن الأمر هذه الليلة كان غير مسبوق».
واشار الى ان قذيفة هاون ادت الى مقتل «أربعة أشخاص من عائلة واحدة في سيد علي، رجل في الـ70 من العمر، زوجان وطفلهما». وأضاف ان السكان حاولوا نقلهم الى المستشفى لكنهم كانوا قد فارقوا الحياة.
وأكد مصدر عسكري لـ«فرانس برس» ان الاشتباكات الأكثر حدة اندلعت فجر أمس، في حيي العرقوب وميسلون (شرق) واستمرت ساعات عدة. وأشار الى ان المقاتلين المعارضين حاولوا مساء أول من أمس «أكثر من مرة»، و«على جبهات عدة»، اختراق ساحة سعدالله الجابري وسط المدينة، من دون أن ينجحوا في ذلك، بحسب المصدر. وأوضح المصدر نفسه أن 10 من المقاتلين المعارضين قتلوا لدى محاولتهم اقتحام حي الشيخ مسعود ذي الغالبية الكردية في شمال المدينة. وفي دمشق، بدأت القوات النظامية هجوماً على أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال العاصمة، فدمرت منازل ونفذت سلسلة اعتقالات، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
واقتحمت القوات النظامية أحياء برزة وجوبر والقابون مع قطع للطرق المؤدية للحي، وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت عدداً من المواطنين في حي برزة، وفق المرصد.
من جهتها، تحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية»، عن حملة امنية وعسكرية واسعة النطاق في هذه الأحياء، مشيرة الى تعرض عدد من المنازل والمحال التجارية الى التدمير والنهب. وكرر النظام السوري في مناسبات عدة أنه قام «بتطهير» دمشق من «الارهابيين»، وهي التسمية التي يطلقها على مقاتلي المعارضة، إلا ان المعارك بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين لم تتوقف رغم التقدم العسكري لقوات النظام.
وفي محافظة ريف دمشق، قصفت القوات النظامية مدينتي الزبداني ودوما بالصواريخ وقذائف الهاون، مترافقا مع إطلاق نار كثيف من الحواجز العسكرية من المدينة، وفي قدسيا بالمحافظة نفسها سقط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي الذي اشتبك مع الجيش الحر، كما سُمعت أصوات انفجارات ضخمة تهز البلدة.
وفي الرقة التي يسيطر الجيش الحر على أجزاء واسعة منها، أطلقت قوات النظام الرصاص على تظاهرة قرب أحد المساجد.
إلى ذلك، خرجت تظاهرات في مناطق عدة تطالب بإسقاط نظام الأسد في جمعة «توحيد كتائب الجيش السوري الحر».
وأحصى المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات 213 تظاهرة في 192 نقطة تظاهر في مختلف أنحاء سورية.
ففي إدلب خرجت تظاهرات في كفرنبل وكفر تخاريم تطالب بإسقاط الأسد، كما خرجت تظاهرات في حي الوعر بحمص والحولة وتلبيسة. وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في يبرود وحرستا وعربين وقارة وقدسيا وعسال الورد.
وفي محافظة الحسكة خرجت تظاهرات في القامشلي وعامودا ورأس العين.
وفي محافظة درعا خرجت تظاهرات في درعا البلد والغارية الشرقية وانخل وأبطع واليادودة وخربة غزالة وطفس ونصيب ومدن وبلدات أخرى في ريف درعا.