تظاهرة في كراتشي ضد الفيلم المسيء. إي.بي.إيه

«التعاون الإسلامي» تطالب بقوانين تمنع «الكراهية الدينية»

طالب وزراء خارجية الدول الاسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الليلة قبل الماضية، بقوانين تمنع التحريض على «الكراهية الدينية» بعد إدانتهم لفيلم أميركي مسيء للاسلام تسبب في تظاهرات عنيفة، فيما خرج الآلاف الى شوارع كراتشي اكبر المدن الباكستانية، أمس، في احتجاج جديد على الفيلم.

وتفصيلاً، شدد وزراء الدول الـ57 الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي على ضرورة استخدام حرية التعبير بـ«مسؤولية»، في بيان نشر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

وطلب الوزراء الحكومات في العالم بـ«اتخاذ التدابير المناسبة، بما في ذلك قانون ضد الاعمال التي تحرض على الكراهية الدينية والتمييز والعنف»، على أساس الدين.

وقد اجتمع وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث ادين فيلم «براءة المسلمين» الذي بثت مقتطفات منه على الانترنت بشكل واسع.

وندد الوزراء بـ«التعصب والتمييز والافكار المسبقة السلبية، والكراهية الدينية والعنف ضد المسلمين، وكذلك الاساءة الى دينهم»، مثلما حصل مع الفيلم والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.

وجاء في البيان «ان هذه الاعمال التي تنم عن كره الاسلام تخالف حرية العبادة والمعتقد التي تكفلها النصوص الدولية حول حقوق الانسان، واساءت بشكل خطير» الى المسلمين في العالم.

وأضاف الوزراء «نقر بأهمية حرية التعبير لكننا نشدد أيضاً على وجوب التأكد من ان هذه الحرية تمارس بمسؤولية من قبل الجميع، وبما يتوافق مع القوانين الدولية لحقوق الانسان».

ودعا الوزراء الى «التيقظ الشامل للمضاعفات التي قد تنجم عن التحريض على الكراهية الدينية والتمييز والعنف».

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أول من أمس، في خطاب أمام الجمعية العامة للامم المتحدة «ان التزايد المقلق للاعمال التي تسيء الى الأديان، وبالتالي إلى الذين يعتنقون هذه الاديان بات لها مضاعفات خطيرة على السلام والامن الدوليين». وأضاف «حان الوقت لاعتبار التشنيع بكل الاديان وباتباعها بمثابة جريمة بغيضة، وعلينا اتخاذ التدابير بسرعة».

وعلى صعيد الاحتجاجات، ارتدى المتظاهرون الباكستانيون الذين من بينهم نشطاء من جماعة «سني تحريك» الدينية، عصابات رأس خضراء وبيضاء اثناء سيرهم في شارع محمد علي جناح الرئيسي في المدينة، فيما قام بعضهم بالدوس على العلم الاميركي، وهتفوا بشعارات من بينها «اشنقوا منتج الفيلم الأميركي». ووضعت قوات الأمن الفلبينية في حالة تأهب قصوى، أمس، بعد أن أصدرت السفارة الأميركية إنذارا طارئا بشأن تهديد مزعوم ضد الأميركيين في العاصمة. وذكرت السفارة في إنذارها أن «التهديد ضد الأميركيين في العاصمة مانيلا جرى رصده من قبل قوات أمن موثوق بها»، لكنها لم تعط تفاصيل حول طبيعة أي هجوم محتمل. كما أصدرت بريطانيا وأستراليا وكندا تحذيرات إلى رعاياها. وتعهد فرع شركة «غوغل» في البرازيل بالالتزام بتنفيذ أمر محكمة بحجب مقاطع فيديو سياسية بعد أن تسببت في اعتقال رئيس الفرع، لكن أحد مقاطع الفيديو على الأقل كان لايزال متاحاً، أول من أمس.

من جانبها، ذكرت أجهزة الاستخبارات الاميركية ان الهجوم الدموي الذي تعرضت له القنصلية الاميركية في بنغازي كان مخططا له، وأن منفذيه على صلة بتنظيم القاعدة، الا انها أكدت انه «لاتزال هناك العديد من الاسئلة دون أجوبة».

ودعا عضو الكونغرس الجمهوري، بيت كنغ، الى استقالة سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، واتهمها بتضليل الاميركيين بشأن الهجوم من خلال استبعادها التلميحات بأنه عملية ارهابية مخطط لها. لكن وفي وقت سابق من هذا الاسبوع رفض البيت الابيض هذه الانتقادات، وقال ان اهدافها سياسية. وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني، ان المعلومات التي تم تقديمها الى الشعب حول الهجوم استندت الى «أفضل معلومات استخباراتية كانت لدينا».

الأكثر مشاركة