تركيا تحذر سورية بعد هجوم بقذيفة مورتر على أراضيها
معـارك شـرسـة في حلب.. ومجـــزرة جديدة في ريف دمشق
دارت اشتباكات شرسة في عدد من احياء حلب، امس، غداة مواجهات أول من أمس «غير المسبوقة»، في حين قامت القوات النظامية بحملات دهم شمال دمشق، وأعدمت ثمانية أشخاص ذبحاً في بلدة قدسيا. وتزامنت الأحداث مع تباينات اضافية في الموقفين الأميركي والروسي من النزاع، فيما ألمحت تركيا إلى أنها ستقوم بعمل إذا تكرر هجوم بقذيفة مورتر على أراضيها من داخل سورية.
وتفصيلاً، افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات، صباح امس، في حلب بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في احياء باب انطاكيا والجلوم وباب جنين ومحيط حيي الشيخ خضر وبستان الباشا وحي الميدان وحي الإذاعة الذي تعرض للقصف.
وكانت وقعت صباحاً اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين (جنوب غرب) اثر الهجوم الذي نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على نقطة عسكرية للقوات النظامية للحي، بحسب المرصد.
كما افاد مراسل وكالة «فرانس برس» في المدينة عن وقوع اشتباكات فجراً في احياء الصاخور (شرق) وبستان القصر والكلاسة في جنوب غرب المدينة، التي شهدت ليلة اول من امس اشتباكات مع محاولة مقاتلي المعارضة التقدم على عدد من المحاور، منها الوسط، حيث دارت اشتباكات عنيفة في الأعظمية والسبع بحرات ودوار الجندول، بحسب المرصد.
وأدت الاشتباكات الى اشتعال النيران في المحال التجارية بسوق المدينة الشهير الذي يعد من اهم الاسواق التجاربة بمدينة حلب، بحسب المرصد.
وكانت حلب شهدت فجر الخميس الجمعة اشتباكات غير مسبوقة وعلى جبهات عدة، بحسب المرصد، بعدما شن المقاتلون المعارضون هجمات على القوات النظامية في محاولة لدفعها خارج بعض احياء العاصمة الاقتصادية لسورية، التي بقيت في منأى عن النزاع حتى 20 يوليو الماضي.
وبصورة متزامنة، قصف الجيش السوري أحياء بالعاصمة دمشق بينها السيدة زينب، واقتحم أيضاً حي برزة وأحرق محال فيه. وفي ريف دمشق، أعدمت القوات النظامية صباح امس ثمانية أشخاص ذبحاً في بلدة قدسيا التي شهدت مذبحة أخرى قتل فيها 20 مدنياً وفقاً لناشطين.
وقال عضو التنسيقية المحلية بقدسيا، قيس محمد، إن القتلى اعتقلوا قبل يومين، وعثر عليهم مذبوحين صباح امس، مؤكداً أن البلدة لاتزال محاصرة بقوات من الحرس الجمهوري وتشكيلات أخرى. وقالت عضو مجلس قيادة الثورة بدمشق، ديما الشامي، ان شبيحة النظام ذبحوا بدم بارد ثمانية أشخاص، بينهم إخوة وزوجان أمام أعين الناس.
كما قصف الجيش، صباح امس، ضاحيتي دوما ومعضمية الشام، اللتين تتبعان لمحافظة ريف دمشق، ما تسبب في إصابات. وقامت القوات النظامية بحملة دهم واعتقالات في حي برزة الذي شهد حالة نزوح بين الأهالي خلال الاقتحام، بحسب المرصد.
كما افادت الهيئة العامة للثورة السورية عن اقتحام الحي بالدبابات من قبل قوات الأمن والشبيحة، وكسر أقفال أحد المحال التجارية مقابل جامع السلام، وسرقته بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس» ان اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في منطقة البساتين الفاصلة بين برزة وحرستا، ادت الى مقتل مقاتلين اثنين.
كما دارت اشتباكات صباحاً في حي التضامن (جنوب) تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة دهم. ورغم اعلان القوات النظامية في يوليو الماضي سيطرتها على مجمل احياء العاصمة، فلايزال بعض منها، لاسيما في الجنوب، يشهد اشتباكات في جيوب مقاومة للمقاتلين المعارضين.
وقصف الطيران الحكومي، فجر امس، بلدة «موحسن» بدير الزور، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين بينهم سيدة وابنتها، وفقاً للمرصد السوري. وتحدث ناشطون أيضاً عن قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ على أحياء في حمص وعلى الرستن التي تقع في ريف المدينة.
وفي درعا جنوب سورية، وقعت اشتباكات عند حواجز عسكرية للجيش النظامي في بصرى الشام والغارية الشرقية، ما أسفر عن مقتل ستة جنود نظاميين وفقاً للمرصد السوري.
وافاد المرصد عن استهداف آلية للقوات النظامية عن مدخل بلدة المزيريب، ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود نظاميين على الأقل، مشيراً الى تعرض البلدة للقصف وتسجيل اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل شهاب والمزيريب.
واوضحت الهيئة العامة للثورة ان الطيران المروحي قصف بلدة المزيريب وقام بتمشيط البساتين بين تل شهاب والمزيريب برشاشات الطيران.
وادت اعمال العنف في المناطق السورية المختلفة أول من أمس، الى سقوط 120 قتيلاً، بحسب المرصد الذي أحصى مقتل اكثر من 30 الف قتيل منذ منتصف مارس .2011
الى ذلك تلقت المعارضة السورية دعماً أميركياً إضافياً، مع اعلان وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، عن زيادة المساعدات للمعارضة غير المسلحة، وتأكيد وزير الدفاع، ليون بانيتا، قيام الحكومة السورية بنقل بعض من مخزونها من الأسلحة الكيميائية.
وقالت كلينتون في اجتماع مصغر لمجموعة اصدقاء سورية، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان بلادها ستقدم مساعدة اضافية بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة (السكان) في الحصول على الغذاء والماء والبطانيات والخدمات الطبية الأساسية، و 15 مليوناً لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، ما يرفع دعمنا الإجمالي للمعارضة غير المسلحة الى نحو 45 مليون دولار.
وامتنعت الولايات المتحدة مراراً عن التجاوب مع طلبات المقاتلين المعارضين تزويدهم بالأسلحة، مكتفية بتقديم دعم تقني وما تصفه بأنه مساعدات غير قاتلة.
في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب بعرقلة تطبيق اتفاق جنيف الذي لا يتحدث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الأساسي للروس. ودعا لافروف في كلمته امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية، الجمعة، اعضاء مجموعة العمل حول سورية الى تأكيد التزامهم باتفاق جنيف الذي يوفر الوسيلة الأسرع لإنهاء النزاع، مذكراً بأن موسكو اقترحت على مجلس الأمن تبني قرار بذلك لكن هذا المقترح تم تعطيله من قبل الغرب. ولا يتضمن الاتفاق اي دعوة لتخلي الأسد عن السلطة، وهو ما تصر عليه دول غربية وعربية والمعارضة السورية.
اما وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، فقد اعلن تخصيص 12.9 مليون دولار علاوة على 30.5 مليون تم تخصيصها لصندوق انساني. وقال «الكثير من الأرواح ازهقت والكثير من الدم سال ويعاني السوريون الكثير. وعلينا الا نتركهم يفقدون الأمل».
وشدد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، على مساعدة المناطق المحررة في سورية، وهي الوسيلة الملموسة اكثر لمساعدة الشعب الذي «يشعر بأنه تُرك لمصيره». واشار الى اجتماع مقبل في اكتوبر بالدوحة لتسريع تشكيل حكومة مؤقتة في سورية.
في غضون ذلك واصلت الأمم المتحدة ضغوطها على النظام السوري مع اعلان رئيسة مجلس حقوق الانسان، لورا دوبوي لاسير، تعيين القاضية كارلا دل بونتي، والمقرر الخاص السابق للأمم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن، مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سورية. وسبق هذا الاعلان موافقة مجلس حقوق الإنسان على اقتراح عربي مدعوم أميركياً وأوروبياً لتمديد مهمة اللجنة التي شكلت اكثر من عام ويرأسها البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، توفير موارد اضافية لها.
وفي تطور آخر ألمحت تركيا إلى أنها ستقوم بعمل إذا تكرر هجوم بقذيفة مورتر على أراضيها من داخل سورية. وقالت وكالة دوجان الخاصة للأنباء إن قذيفة مورتر أطلقت من سورية سقطت في جنوب شرق تركيا، اول من أمس، وألحقت أضراراً بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية. وصرح وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، للصحافيين في نيويورك، بأن أنقرة أبلغت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالحادث، في تصريحات أذاعتها شبكة (سي.ان.ان.ترك).
وذكر داود أوغلو ، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من دون أن يخوض في تفاصيل: «أود أن يعلم الناس انه إذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فإننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news