أكراد يستعدون لمرحلة ما بعد سقوط النظام
أفادت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، أن أكراد سورية الذين يقيم معظمهم في شمال شرق البلاد، يستعدون بهدوء لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد، بفتح مراكز للشرطة ومحاكم ومجالس محلية، يأملون أن تشكل حجر الأساس لمنطقة الحكم الذاتي مع استمرار الأزمة هناك. وقالت الصحيفة إن «رفع الأعلام الكردية واللافتات باللغة الأم في محافظة الحسكة يعطي انطباع التحرير، بعد سنوات من حكم حزب البعث، تمت خلالها مصادرة الأراضي في المناطق الكردية، وقمع التعبير عن الهوية الكردية، واعتقال الآلاف من نشطاء الأكراد، خصوصاً بعد أعمال الشغب في المناطق الكردية عام 2004». وأضافت أن الاستعدادات للحكم الذاتي تجري مع وجود قوات النظام بالعديد من بلدات ومدن محافظة الحسكة، التي يبدو أنها تغض الطرف عن ما كان يشكل في السابق تهديداً لا يمكن تصوره لها.
وأشارت الصحيفة إلى أن تغاضي الدولة السورية عن هذه التحركات قد يكون خطوة استراتيجية لتجنب فتح جبهة أخرى في الصراع الدائر، أو لتنشيط الحركة الكردية الانفصالية في تركيا من أجل هز حكومتها، بسبب دعمها للجيش السوري الحر المتمرد، وفقاً لمعارضين سوريين.
وقالت إن تركيا أعربت عن مخاوفها من أن المؤسسات الجديدة بالمنطقة يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، المعروف بصلاته الوثيقة مع حزب العمال الكردستاني المصنّف منظمة ارهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن قيام مقاتلي الأخير بتكثيف حملتهم في شرق تركيا في الأشهر الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن صور عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، تزيّن الآن جدران مباني المجلس المحلي الذي تم افتتاحه حديثاً في بلدة «غيركيليجي» بمحافظة الحسكة، حيث يصطف الناس في طوابير للحصول على نشرات مرسلة من العراق أو لغرض التحكيم في النزاعات المحلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news