أوباما ورومني يتبادلان الهجوم حول الاقتصاد
شكلت الشؤون المحلية الأميركية، خصوصاً موضوع الاقتصاد، محور المناظرة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسة الجمهوري ميت رومني، التي استمرت 90 دقيقة، في جامعة دنفر بولاية كولورادو الأميركية، حيث بدا رومني هادئاً ومصمماً مقدماً اداء جيداً اتسم بالهجومية في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته، أوباما، الذي تتوقع استطلاعات الرأي فوزه قبل خمسة اسابيع من الانتخابات الرئاسية.
وعمد رومني الذي كان بحاجة ماسة الى الخروج من المناظرة في موقع قوة لتخطي تخلفه في استطلاعات الرأي، الى مهاجمة الرئيس منذ بدء المناظرة، مستهدفاً سياساته الاقتصادية التي «سحقت» الطبقة الوسطى الاميركية، على حد قوله.
وواصل رومني نهجه الهجومي طوال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، وبدا أكثر ارتياحاً في هذا النوع من المبادلات، فيما بدا اوباما في بعض الاحيان عصبيا يسعى الى تفادي المواجهة المباشرة، وفي احيان اخرى غير مهيأ بشكل جيد.
وانتقد اوباما بدوره عدم اعلان رومني عن معطيات محددة، فيما تبادل الخصمان الاتهامات بشأن الضرائب وإصلاح نظام الضمان الصحي.
وقال رومني معلقاً على برنامج اوباما «إن الرئيس لديه رؤية مشابهة كثيرا لتلك التي عرضها حين ترشح قبل اربع سنوات: رؤية لحكومة اكبر حجماً مع المزيد من النفقات والمزيد من الضرائب والمزيد من الضوابط». وتابع «هذا ليس الرد المناسب لاميركا. سأعيد لاميركا الحيوية التي تعيدها الى العمل».
ورد اوباما مؤكدا ان رومني سيقر تخفيضات ضريبية بقيمة 5.4 تريليونات دولار، يستفيد منها بصورة خاصة الاكثر ثراء، ومتهماً خصمه بعدم تحديد الثغرات في النظام الضريبي التي يعتزم سدها.
وقال «إن الحاكم رومني لديه نظرة تقول انه ان خفضنا الضرائب عن الاثرياء وخفضنا الضوابط، فسنكون افضل حالا. اما انا، فلدي نظرة مختلفة»، داعيا الى «الوطنية الاقتصادية».
وتحدى رومني اوباما قائلاً، ان «كل ما قاله عملياً عن خطتي الضريبية غير دقيق»، مؤكدا ان الاقتصاد «عانى» بسبب «الإفراط في فرض ضوابط».
واكد رومني ان الاقتصاد الاميركي سلك «طريقاً غير مثمرة» منذ بدء رئاسة اوباما في يناير ،2009 مؤكدا أن الطبقة الوسطى «سحقت»، في تذكير بهفوة ارتكبها نائب الرئيس جو بايدن، وسارع الجمهوريون الى استغلالها. غير أنه لفت بصورة خاصة الى ان الارقام تعبر بنظره عن سوء أداء الرئيس المنتهية ولايته على الصعيد الاقتصادي، خصوصا في ما يتعلق بالعجز في الميزانية الذي لم ينخفض عن 1000 مليار دولار على الرغم من وعود اوباما بخفضه الى النصف.
ورد اوباما «حين وصلت الى المكتب البيضاوي، كان ينتظرني عجز يفوق الـ1000 مليار دولار، وكنا نعلم من اين اتى»، ولم يذكر سلفه جورج بوش، غير انه اشار الى «حربين تم دفع نفقاتهما بوساطة قروض ومجموعتين من التخفيضات الضريبية التي لم تكن ممولة».
ودار سجال ايضاً حول مسألة الضمان الصحي خلال المناظرة التي حضرتها في الصف الامامي زوجتا المرشحين ميشال اوباما وآن رومني.
وأكد رومني مرة جديدة عزمه على إلغاء الاصلاح الذي اقره الرئيس الديمقراطي عام ،2010 فرد اوباما «من السخرية اننا رأينا هذا النموذج يعمل بشكل فاعل جدا في ماساتشوستس»، في اشارة الى اصلاح مماثل اقره رومني في ولايته حين كان محافظاً لها.
وختم المرشح الجمهوري «إذا ما أعيد انتخاب الرئيس عليكم ان تعتادوا على بطالة مزمنة»، مغتنماً هذا المنبر المتاح له من اجل تعزيز حظوظه، بعدما لم ينجح ترشيحه رسميا في المؤتمر الوطني الجمهوري، ولا اختياره مرشحه لنيابة الرئاسة بول راين في تحقيق ذلك.
من جهته، ختم اوباما وهو يبتسم «قلت قبل اربع سنوات انني لست رجلا مثاليا، وانني لن اكون رئيسا مثاليا، وهذا هو الوعد الذي يعتقد الحاكم رومني انني وفيت به». وتابع «لكنني وعدت ايضا بأنني سأناضل كل يوم من اجل الشعب الاميركي، وقد وفيت بهذا الوعد، واذا ما انتخبتموني فسأواصل نضالي هذا خلال ولايتي الثانية».
وانطلقت المناظرة بنبرة اكثر خفة فلفت اوباما الى انه يحتفل مع زوجته ميشال بالذكرى الـ20 لزواجهما، فهنأهما رومني، وأكد ممازحاً انه «المكان الاكثر رومنسية، هنا برفقتي» لهذه المناسبة.
لمشاهدة مخطط يوضح استطلاع المناظرة الرئاسية، يرجى الضغط على هذا الرابط.