أبوحمزة.. جهادي في قلب لندن
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، أن الحكومة البريطانية ستحاول تسريع اجراءات ترحيل المتهمين بعد المعركة القضائية التي استمرت ثماني سنوات، للتمكن من تسليم الإمام الاسلامي المتطرف ابوحمزة المصري الى الولايات المتحدة. وقد وصل ابوحمزة وأربعة متهمين آخرين في قضايا إرهاب الى الولايات المتحدة، أمس، اثر ترحيلهم من بريطانيا بعد ساعات من قرار المحكمة العليا في لندن رفض استئنافهم الأخير ضد الترحيل.
وقال كاميرون «أنا سعيد جدا لمغادرة أبوحمزة البلاد». وكانت الولايات المتحدة طالبت اول مرة بتسليم ابوحمزة في ،2004 وتمت الموافقة على ذلك في 2008 لكن القضية بقيت أربع سنوات امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
وأبوحمزة المصري اسمه الكامل مصطفى كمال مصطفى، أحد الدعاة المسلمين في المملكة المتحدة الذي أثير حوله ضجة إعلامية كبيرة لاتهامه «بتعبئة المسلمين على الكراهية لغير المسلمين»، وفق حكم القضاء البريطاني الذي حكم عليه بالسجن سبعة أعوام لهذه التهمة في 7 فبراير .2006
ولد أبوحمزة في 15 أبريل 1958 في الإسكندرية في مصر لعائلة متوسطة الدخل، وكان والده ضابطاً في الجيش المصري. في عام 1979 انتقل إلى المملكة المتحدة للدراسة وتزوج هناك سيدة بريطانية مسلمة، لكن هذا الزواج انتهى بالطلاق بعد خمسة أعوام. في التسعينات سافر المصري إلى أفغانستان متطوعاً للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب الطويلة التي خاضها الأفغان ضد التدخل العسكري السوفييتي في أفغانستان. وأثناء حملة لإزالة الألغام تعرض المصري لاصابات نتيجة انفجار لغم وأدت هذه الإصابات إلى فقدانه البصر في عينه اليسرى وبتر في يده اليمنى. في عام 1999 حكم على ابنه محمد بالسجن ثلاث سنوات من قبل السلطات في اليمن نتيجة اتهامه بالضلوع في سلسلة من التفجيرات ضد المصالح الغربية.
كان أبوحمزة المصري إماما لجامع فنسبيري الذي شيد عام 1990 في شمال لندن والذي ذاع صيته بسبب ربط اسم هذا المسجد بما وصفته بعض وكالات الأنباء الغربية بـ«مركز لتجمع المسلمين المتطرفين»، وتم توجيه تنبيه لإدارة المسجد عام 2000 بعدم استعمال المسجد مركزاً سياسياً، وفي 20 يناير 2003 اقتحمت الشرطة البريطانية مسجد فنسبيري للتحقيق والتفتيش، وحسب تقارير الشرطة البريطانية فإنه تم في ذلك التفتيش العثور على «جوازات مزورة وغاز مسيل للدموع وسكاكين ومسدسات»، بالإضافة إلى ما أسمته الشرطة «موسوعة الجهاد الأفغاني»، وكانت حسب وصف الشرطة «دليلاً يحتوي على أسماء ساعة بيج بن وبرج إيفل وتمثال الحرية كأهداف يمكن مهاجمتها».
تم عزل المصري من وظيفته إماماً للجامع في الرابع من فبراير ،2003 لكنه استمر في إلقاء خطبه الدينية في الشارع المقابل للمسجد. اشتهر المصري بتعاطفه العلني مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومواقفه المناهظة لعملية غزو العراق .2003
في 24 سبتمبر 2012 رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رفضاً نهائياً طلب الاستئناف للمصري لمنع ترحيله إلى أميركا، فقدم طعناً إلى المحكمة العليا في بريطانيا. وفي 5 أكتوبر 2012 رفضت المحكمة العليا في بريطانيا طلبه وقررت تسليمه إلى الولايات المتحدة، وتم ترحيله مع أربعة متهمين آخرين من قاعدة عسكرية بريطانية قبيل منتصف ليلة 5 أكتوبر، حيث بدء خضوعه للمحاكمة، أمس.