الفلبين: «اتفاق» يمهد لإنهاء الحرب في الجنوب
اعلنت الحكومة الفلبينية والانفصاليون المسلمون في جنوب البلاد، أمس، إبرام اتفاق لإنهاء حركة تمرد اسفرت عن سقوط 150 الف قتيل منذ 1978 ونزوح مئات الآلاف من السكان. وينص الاتفاق الإطار الذي اعلن عنه رئيس الفلبين، بينينيو اكينو، أمس، على اقامة منطقة تمتع بحكم ذاتي شبه كامل في منطقة ميندناو، التي يقيم فيها عدد كبير من المسلمين في البلاد التي تضم اغلبية مسيحية.
وميندناو او الجزيرة الكبيرة في الجنوب تشكل قاعدة لجبهة مورو الإسلامية للتحرير، أكبر حركة تمرد مسلمة في البلاد تضم نحو 12 الف شخص.
وقال الرئيس الفلبيني ان «هذا الاتفاق الاطار يمهد الطريق لسلام دائم في ميندناو»، واضاف ان الاتفاق «يشمل كل المجموعات الانفصالية السابقة»، مؤكداً ان «جبهة مورو الإسلامية للتحرير لم تعد تطالب بدولة منفصلة».
ورحبت جبهة مورو الإسلامية بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في ماليزيا بعد اشهر من المفاوضات، وقالت انها ترى فيه «بداية السلام». وقال نائب رئيس جبهة مورو المكلف الشؤون السياسية، غزالي جعفر «نحن سعداء ونشكر الرئيس على ذلك».
ولم يذكر بينينيو اكينو اي برنامج زمني لإعلان اتفاق سلام نهائي. لكن غزالي جعفر قال ان الجانبين يفكران في تحديد منتصف 2016 مهلة نهائية لإنجازه. وصرح اكينو وجعفربأنه ما زالت هناك عقبات يجب تجاوزها، من بينها عرض الاتفاق على السكان في الفلبين عن طريق استفتاء. لكن لا شىء يضمن ان يسمح الاستفتاء بتمرير الاتفاق في هذا البلد الكاثوليكي.
وكانت مسودة اتفاق تم التوصل اليها في عهد الرئيسة غلوريا ارويو في 2008 في اللحظة الأخيرة بسبب معارضة داخلية قوية.
وذكر جعفر ايضا أن الاتفاق الذي اعلن عنه، أمس، ليس سوى مسودة «لخارطة طريق» وانه مازال هناك الكثير من النقاط التي تجب مناقشتها من بينها مساحة المنطقة التي ستتمتع بحكم ذاتي.
كما لم يرد اي نقطة في البيان حول تخلي المتمردين عن اسلحتهم.
وميندناو واحدة من اكثر المناطق خصوبة وغنى بالمواد الأولية في البلاد، بما في ذلك الذهب والنحاس ومعادن اخرى لا تستثمر كثيراً حالياً. لكن عقوداً من اعمال العنف والاضطرابات جعلت منها واحدة من افقر مناطق الفلبين.
وستبقى سيطرة الحكومة على مجالات الدفاع والأمن والسياسة والخارجية والنقد، كما قالت الحكومة.
وتسعى جبهة مورو ومجموعات اخرى الى استقلال جنوب الفلبين منذ مطلع السبعينات.
وقد اسفرت الحرب عن سقوط اكثر من 150 الف قتيل معظمهم في عقد السبعينات الدامي، وتركت قطاعات واسعة من المنطقة في فقر هائل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news