حكم ذاتي في مينداناو
وصلت الحكومة الفلبينية والثوار من جبهة تحرير مورو الإسلامية، أول من أمس، إلى اتفاق إطار يفتح الطريق لإنهاء تمرد مسلح مستمر منذ 40 عاماً سقط خلاله نحو 120 ألف قتيل. ويعتمد الاتفاق خريطة طريق لإقامة منطقة حكم ذاتي شبه كامل في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أغلبية يطلق عليها اسم بانغسامورو، ضمن إطار هذا البلد قبل نهاية ولاية الرئيس بينينو أكينو عام .2016
وتشير كلمة بانغسامورو الى المسلمين والأقلية غير المسلمة التي تعيش في جنوب الفلبين.
وجبهة تحرير مورو الإسلامية، شريك الاتفاق، جبهة إسلامية مسلحة تسعي لتحرير شعب مورو المسلم ويتزعمها مراد إبراهيم، الذي اختير لرئاسة الجبهة عقب وفاة زعيمها السابق ومؤسسها، الشيخ سلامات هاشم، عام .2003 قامت الحركة على يد سلامات هاشم بعد أن انفصل عن جبهة تحرير مورو القومية عام ،1977 وكان سبب الانشقاق أن تيار الجبهة الوطنية بدأ يقترب من حكومة مانيلا، ويتخلى عن مطلب الاستقلال، واكتفى بفكرة إقامة حكم ذاتي، إلا أن الجبهة انتهت إلى ما عارضته. وتسعى الجبهة إلى تأسيس دولة إسلامية مستقلة في مينداناو منذ ،1978 وقد دخلت في مفاوضات مع الحكومة عام .1997 وقد اعترفت منظمة المؤتمر الإسلامي بجبهة مورو الإسلامية ممثلاً لمسلمي الفلبين.
وتقول الجبهة إن عدد أعضائها يبلغ 120 ألف متدرب، 60٪ منهم مسلحون، إضافة إلى أكثر من 200 ألف مؤيد آخر، في حين تذكر مصادر أخرى أن عددهم يزيد قليلاً على 12 ألف مسلح.
ومينداناو هي ثاني أكبر جزر الفلبين، وتشكل مع كل من لوسون وبيسايا ما يعرف بأرخبيل الفلبين.
وتتألف جزيرة مينداناو من أربعة أقاليم إدارية هي: الشمالية، والجنوبية، والوسطى، والغربية، وتتبعها 500 جزيرة لا تتجاوز مساحة الواحدة 2.6 كيلومتر مربع، وتشكل مدينة دافاو العاصمة الرسمية للجزيرة.
وتبلغ مساحة مينداناو 140 كيلومتراً مربعاً، وهي تضم أعلى جبال الفلبين التي يشكل معظمها براكين نشطة.
ويبلغ تعداد السكان 14 مليونًا تقريبًا، أي خُمس سكان الفلبين كلها، ومعظمهم من المسلمين، فيما يتوزع أصحاب العقائد الأخرى بين المسيحية والبوذية والإلحاد. وتتكلم مينداناو لغة المارتاو، وهي الغالبة، وتكتب بالحرف العربي، وتتضمن ألفاظاً عربية كثيرة.