إيران: لا نية لخفض العلاقات مع الإمارات
أكد نائب وزير الخارجية الإيراني رامين مهمان، عدم وجود نية لدى طهران لخفض أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، لافتاً الى أن ما تردد حول هذا الشأن كان مجرد «أنباء خاطئة ليست حقيقية» سارعت إيران إلى نفيها.
وقال مهمان لـ «الإمارات اليوم» إن إيران ترتبط بعلاقات قوية وتاريخية مع الإمارات، وهما جارتان ولديهما الكثير من القواسم المشتركة، ولفت الى أن طهران تسعى لتطوير هذه العلاقات، مشيراً الى أن وفداً قنصلياً إيرانياً يزور أبوظبي ودبي حالياً لتحسين فرص تطوير وتوسيع العلاقات الثنائية في هذا التوقيت.
وأضاف نائب وزير خارجية إيران الذي يشارك في منتدى الإعلام الأوروبي الآسيوي في العاصمة الكازخستانية أستانة، أن «بعض الدول الغربية تثير المشكلات بين الدول الإسلامية ودول الشرق الأوسط وتسعى لخلق توترات وأجواء خوف ورعب بين السنة والشيعة وإيران والعرب من خلال إثارة قضايا وهمية غير حقيقية»، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز السلم والأمن في منطقة الخليج والشرق الأوسط، داعياً الى اعتبار الأزمة السورية «مثالاً» على تدخلات الغرب لخلق التوترات.
وأوضح أن أالأزمة السورية قابلة للحل «إذا ما امتنعت دول كثيرة عن التدخل في الشأن الداخلي لسورية وإنهاء نفوذها في سورية، ومن ثم الجلوس والتفاوض لإيجاد مخرج للأزمة على أن تكون صناديق الاقتراع هي كلمة الفصل ما بين النظام والمعارضة السورية».
وأكد أن إيران «ليست وحدها» من يقدم الدعم للنظام السوري، منتقداً دعم قطر والسعودية وتركيا على وجه الخصوص وتسليحهم وتمويلهم للجيش السوري الحر، واصفاً التدخل الايراني في سورية بأنه «دعم للشعب كما تدعم ايران بقية الشعوب».
وأشار إلى أن الحل الأفضل لأزمة سورية يكون بتعاون جميع الدول مع إيران لوقف القتال، لافتاً الى ان جميع الدول يجب أن تكون قلقة من استمرار هذه الأزمة، وأن «أي حرب أو توترات لن تكون في مصلحة الجميع».
وحذر من محاولات للتدخل الغربي العسكري أو تدخل للناتو لحل الأزمة السورية لأن ذلك سيقود إلى «توسيع رقعة الأزمة إلى بلدان المنطقة». وقال إن «أي أتدخل عسكري غربي داخل سورية أو داخل أي دولة في المنطقة هو أمر خطر للغاية يمهد لتوسع الأزمة الحاصلة في سورية لتشمل دولاً أخرى في المنطقة وأقاليم أخرى».
وأشار الى انه من الضروري العمل على تهدئة الأوضاع، كما يجب على جميع الدول أن تتفاوض وتتعاون لايجاد الحل، قائلاً «إننا نستطيع حل المشكلة أفضل من غيرنا، ولكن ليس بإرسال السلاح».
واستبعد نائب وزير خارجية إيران وصول أثار ما يعرف بـ «الربيع العربي» إلى إيران. وقال إن «ايران لديها خبرة في التعامل مع الأزمات الاقتصادية أوالحصار تفوق 30 عاماً، وحصارها اقتصاديا ليس بالأمر الجديد،» مشيراً الى أن وجهة نظر الايرانيين عن الحصار الغربي المفروض عليهم هو بسبب دفاع ايران عن حقها المشروع في امتلاك التكنولوجيا المعقدة والمتطورة مثل الانشطة النووية السلمية «وهي أنشطة يريد الغرب احتكارها» بحسب مهمان.
وأوضح أن الدول الغربية تريد أن تتحكم في أية تكنولوجيا وتمنع دول أخرى من امتلاكها «لأن السيطرة المستقبلية على العالم من قبل الدول العظمى من خلال التكنولوجيا المعقدة فقط، وهذا هو السبب الرئيس في فرضهم للحصار على بلادنا»، وقال إن «إيران طورت أالتكنولوجيا وإذا ما كان الغربيون قلقين بشأن بنائنا لأسلحة تستخدم تلك التكنولوجيا المعقدة، فإننا وقعنا اتفاقية تسمح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بالتفتيش في مواقعنا وهم يترددون على إيران دوما وهم يراقبون على مدى 24 ساعة أنشطتنا في إيران».
واشترط مهمان أن يحترم الغرب حق إيران في امتلاك الطاقة النووية، وأن أيقبل الغرب بأنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم بما فيه تخصيب اليورانيوم داخل إيران لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات مع الغرب، مؤكداً استعداد بلاده لشراء اليورانيوم المخصب لحاجتها إلى تأمين هذا النوع من الطاقة لشعبها للأمور السلمية والطبية.