تحولت عن العمل المسلح للحفاظ على «مكتسبات الثورة»
ليبيا: «أنصار الشريعة»إلى العمل المدني
قرر مئات الإسلاميين الليبيين المناصرين لتطبيق الشريعة الإسلامية، التحول الى العمل الدعوي غير المسلح في البلاد، من أجل المحافظة على «مكتسبات وثوابت الثورة»، التي أطاحت بحكم العقيد معمر القذافي.
ففي تجمع عقد الليلة قبل الماضية في بنغازي شرق ليبيا، أعلن مئات من هؤلاء الاسلاميين تأسيس مؤسسة مدنية دعوية أطلقوا عليها اسم «التجمع الإسلامي لتحكيم الشريعة».
وقرر قرابة 1000 إسلامي تجمعوا في مسجد الانصار وسط المدينة، ترك خلافاتهم والتكتل لتحقيق أهداف عدة متفق عليها بينهم، على رأسها «العمل على تحكيم شرع الله ليكون واقعاً معيشاً في البلاد».
وقالوا في بيان تأسيس التجمع «قمنا على اختلاف توجهاتنا بالاتحاد والعمل على تحقيق القدر المتفق عليه بيننا»، مؤكدين على «ترك التفرق والتنازع المفضي الى الفشل».
وأشاروا الى أنهم وضعوا لهذا التجمع اهدافاً سيسعون لتحقيقها بكل الوسائل الشرعية المتفق عليها بينهم، من خلال العمل على وحدة الصف وجمع الكلمة ودعوة بقية المؤسسات الى الانضمام لهذا التجمع.
وأوضحوا ان هدف التجمع هو «المحافظة على مكتسبات الثورة وثوابتها والوفاء لدماء الشهداء والجرحى، واحترام وتقدير الثوار والدفاع عنهم، والوقوف إلى جانبهم عند المساس بهم او الاساءة اليهم».
كما أكدوا ضرورة العمل على «تطهير مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية وإعادة بناء الجيش والشرطة على عقيدة الولاء لله والوفاء للوطن، واعادة بناء السلطة القضائية وفق الشريعة الاسلامية وثوابتها».
وقال التجمع انه «سيتواصل مع مؤسسات الدولة ومسؤوليها للمحافظة على مسار الثورة وثوابتها، وسيعمل على تقديم مشروع إسلامي متكامل لإعادة بناء الوطن».
وبينما قرر بعض الإسلاميين في هذا التجمع خفض سقف تشددهم في مسألة تكفير الديمقراطية المستقاة من الدول الغربية، قال التجمع إنه سيعمل على «مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المشروع الاسلامي بكل الطرق الشرعية».
وجاء إعلان تأسيس هذا التجمع بعد انتفاض مئات من سكان بنغازي نهاية الشهر الماضي على الميليشيات المسلحة، وتمكنهم من اخراج مجموعات إسلامية عدة من قواعدها بعد معارك أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وقال الشيخ أحمد الزليتني، الذي كان احد القادة الميدانيين للثورة، واختير منسقا عاما للتجمع، إن «الفكرة من التجمع جاءت بعد الحملة التي شنت على الثوار بشكل عام والاسلاميين منهم بشكل خاص».
وأكد على أهمية «توحيد صف الشباب الاسلامي وصف الكلمة بينهم ورؤيتهم، وتقديم مشروعات عملية بخصوص جملة من الاهداف أبرزها تحكيم شرع الله»، مشدداً على أن «كل التيارات الاسلامية والفكرية باختلاف مناهجها ومشاربها وتوجهها ووسائلها تلتف» حول هذا الهدف.
وتابع «خضنا جدالا كبيرا وورش عمل مطولة لأكثر من اسبوعين، واصلنا فيها الليل بالنهار من أجل توحيد الصف وجمع شمل الشباب الاسلامي في أمور متفق عليها، ويمكنهم أن يتعاونوا عليها في ما بينهم». وأكد أنه تم التحاور مع بعض أعضاء المؤتمر الوطني العام. وقال «جلسنا معهم وأشركناهم في حملة مكافحة الربا بما في ذلك رئيس المؤتمر وأبدى تجاوباً معنا».
وأكد الشيخ الزليتني، أن هذا التجمع «دعوي إصلاحي يتفق على وسائل وآليات دعوية اصلاحية يحاول أعضاؤه قدر الامكان أن تكون معتدلة منضبطة بضوابط شرعية، تتفق عليها التيارات الاسلامية المختلفة».
وحول العمل المسلح من خلال كتائب الثوار، قال الزليتني «اتفقنا في ما بيننا على أن العمل العسكري ليس خياراً لنا، ولو أنه يكون مشروعاً أحياناً. اتفقنا على العمل السلمي الآن، وهو أصبح محل اتفاق بين كل التيارات الإسلامية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news