«الحر» يهاجم قوافل ومراكز عسكرية في معرّة النعمان.. و«مجزرة» في دير الزور
دمشق تطلب من الإبراهيمي التعــاون في وقف تسليح المعارضة
طلب وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، من مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أمس، العمل على وقف إمداد المعارضة بالسلاح من الخارج. فيما قصفت القوات السورية مدينة معرّة النعمان في شمال غرب سورية، التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، بينما يواصل المعارضون هجماتهم على قوافل ومراكز عسكرية لهذه القوات في المنطقة. في حين شهدت أحياء من مدينة حلب، قصفاً واشتباكات بين الجيشين النظامي والحر. في وقت عُثر على عشرات الجثث، بينها 37 جثة في مجزرة دير الزور.
وأجرى الإبراهيمي محادثات مع المعلم في دمشق على أمل التوصل الى وقف إطلاق النار خلال الايام الاربعة لمناسبة عيد الاضحى بدءاً من 26 أكتوبر الجاري.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، عقب اللقاء، إن المحادثات بين المعلم والإبراهيمي «كانت بناءة وجادة استعرض خلالها الجانبان آخر التطورات الإقليمية والجهود التي تقوم بها الامم المتحدة حالياً في سورية، سواء على الصعيد الانساني أم على صعيد مهمة الإبراهيمي».
واعتبر البيان أن «الجانبين بحثا سبل تطوير هذا التعاون وما تقدمه سورية بهذا الصدد، لتسهيل مهمة الإبراهيمي».
وطالبت السلطات الإبراهيمي «بالعمل لدى بقية الأطراف التي تقوّض مهمة الإبراهيمي، عبر استمرار تسليح وإيواء وتدريب وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة».
ونقل البيان عن الابراهيمي قوله إنه قدم «عرضاً لأبرز نتائج محادثاته التي أجراها خلال جولته المحلية والإقليمية على دول المنطقة، وناقش الجانبان الظروف الموضوعية والواقعية لوقف العنف من أي طرف كان من أجل تحضير الأجواء للحوار الشامل بين السوريين، والذي تراه الحكومة السورية الطريق الوحيد للخروج من الأوضاع الحالية، بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي».
ولم يتطرق البيان الى وقف اطلاق النار الذي دعا اليه الابراهيمي خلال الأيام الاربعة لمناسبة عيد الأضحى.
ويأمل الإبراهيمي في أن تؤدي الهدنة الى وقف اطول لاطلاق النار، الذي أودى بحياة اكثر من 34 ألف شخص خلال النزاع المستمر منذ 19 شهراً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال الابراهيمي للصحافيين لدى وصوله الى مطار دمشق، إن المحادثات حول الاوضاع في سورية ستشمل «الحكومة والاحزاب السياسية والمجتمع المدني». واضاف «سنتحدث عن ضرورة تخفيف العنف الموجود إن أمكن بمناسبة عيد الاضحى المبارك، وان يتوقف القتال تماماً».
ويفترض ان يلتقي الابراهيمي الرئيس السوري بشار الاسد ايضاً في موعد لم يحدد بعد. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بيان مشترك «كل الاطراف المتحاربة في سورية الى ان تأخذ في الاعتبار دعوة (الابراهيمي) الى وقف لاطلاق النار، ووقف أعمال العنف بكل اشكاله، خلال فترة عيد الأضحى».
كما طالبا «كل اللاعبين الاقليميين والدوليين بدعم هذا النداء».
من جهتها، دعت الولايات المتحدة الى وقف لاطلاق النار في سورية خلال عيد الاضحى، ملقيةً بثقلها وراء جهود الابراهيمي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، فيكتوريا نولاند، انها تؤيد دعوة الابراهيمي لوقف إطلاق النار «حتى يتسنى للشعب السوري قضاء العطلة الدينية في سلام وأمن». وحثت نولاند الحكومة السورية على وقف العمليات العسكرية، ودعت قوى المعارضة الى ان تحذو حذوها.
على الصعيد الميداني، ذكر المرصد السوري أن مدينة معرة النعمان في شمال غرب سورية تعرضت، أمس، لقصف جوي من القوات النظامية، بينما يواصل المعارضون هجماتهم على قوافل ومراكز عسكرية لهذه القوات في المنطقة.
وقال المرصد في بيان إن «مدينة معرة النعمان وقرية معر شمشة (المجاورة) تعرضتا لقصف بالطائرات الحربية».
واشار الى «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، الذين هاجموا قافلة عسكرية على طريق دمشق حلب الدولي جنوب مدينة معرة النعمان».
وسيطر المقاتلون المعارضون خلال الايام الماضية على جزء من هذه الطريق، ما بات يعيق وصول امدادات لقوات النظام الى المنطقة والى مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وقتل ثلاثة أشخاص، أمس، في قصف على عدد من أحياء حلب، بينما تشهد أحياء اخرى فيها اشتباكات.
من جهة ثانية وقعت، بحسب المرصد، اشتباكات في حي جوبر شرق مدينة دمشق وعلى طريق المتحلق الجنوبي (غرب) قرب منطقة الدويلعة، رافقتها اصوات انفجارات ناتجة عن قصف هذه المناطق.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، في بريد إلكتروني، أن حي القابون في جنوب العاصمة يتعرض لقصف بالمدفعية والهاون وسط إطلاق نار كثيف.
كما أفاد المرصد وناشطون عن عمليات عسكرية واعتقالات في ريف دمشق.
ويأتي ذلك غداة يوم دامٍ قتل فيه 133 شخصاً في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، في حين تم العثور على عشرات الجثث في مناطق متفرقة، بينها 37 في مدينة دير الزور (شرق).
وذكر المرصد في محصلة عن ضحايا أول من أمس، انه تم العثور على عدد من الجثث المصابة بطلقات نارية في مناطق مختلفة، بعضها «متفسخ».
وبين هذه الجثث 14 تم انتشالها من «بين ركام الابنية التي تهدمت اثر قصف تعرضت له قبل يومين مدينة سقبا» في ريف دمشق.
وقال المرصد إنه تم العثور «على 37 جثة على الاقل في مقبرة حي الموظفين في مدينة دير الزور، بعضها متفسخ وبعضها عليه اثار حروق، تم التعرف الى هوية 12 منها». ووصف المجلس الوطني السوري المعارض، في بيان، العثور على الجثث بانه «مشهد مروّع قل نظيره في البشاعة».
واتهم قوات «النظام المجرم» بإلقاء «جثث المدنيين في مقبرة قبل أيام»، مشيراً الى أن المدنيين القتلى «تعرضوا للحرق والتعذيب الوحشي والتنكيل اللاإنساني قبل قتلهم وجمع جثثهم».
وعبر المجلس «عن عميق استنكاره وصدمته من هذا السلوك الوحشي لجنود النظام المجرم»، متعهداً «بتقديم كل الدعم لثوار دير الزور البطلة»، ومطالباً «جميع السوريين بنجدة دير الزور وثوارها بكل ما يستطيعون».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news