سليمان (يسار) وميقاتي قبيل اجتماعهما أمس في قصر بعبدا. رويترز

ميقاتي يعلق قرار بقائة في الحكومة علي مشاورات سليمان

أعلن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أمس، انه ليس متمسكاً بمنصب رئاسة الحكومة، لكنه علق اي قرار حول هذه المسألة في انتظار مشاورات وطنية يجريها رئيس الجمهورية بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، العميد وسام الحسن، وقطع محتجون عدداً من الطرق في وسط مدينة طرابلس، رداً على عملية الاغتيال، فيما اصيب خمسة اشخاص بجروح في اطلاق نار استهدف منطقة جبل محسن، ذات الأغلبية العلوية، في المدينة، كما حصلت اعتصامات واحتجاجات في مناطق اخرى ذات أغلبية سنية، فيما أكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست، أمس، أن العمل الإرهابي، الذي وقع في حي الأشرفية في بيروت مستهدفاً الحسن هو «استهداف للأمن والاستقرار في لبنان الشقيق».

وتفصيلاً، قال ميقاتي للصحافيين اثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء «أكدت لفخامة الرئيس عدم تمسكي بمنصب رئاسة الوزراء، وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة».

واضاف «أعرف ان طائفتي (السنية) تشعر بأنها مستهدفة، لذلك اقول لها انني استغني عن هذا المنصب او غيره، وقد تحدثت لرئيس الجمهورية (ميشال سليمان) عن كل الهواجس التي امر بها».

وتابع ان سليمان طلب منه التروي «وقال يجب أن ننظر إلى الموضوعات الوطنية، ولا يجب ان ندخل لبنان في فراغ». وقال إن الرئيس «طلب فترة زمنية معينة لكي يتشاور مع اركان هيئة الحوار الوطني، لذلك علقت اي قرار لحين يأتيني رد فخامة الرئيس على تصور معين».

وأوضح رداً على اسئلة الصحافيين «لن أداوم في السراي الحكومي، وألغيت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة (أمس)»، مشيراً في المقابل الى انه سيحضر «أي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء».

واشار ميقاتي الى ان لبنان يمر «بلحظات صعبة جدا».

من جهة ثانية، ربط ميقاتي بين مقتل الحسن وكشف مخطط تفجيرات في لبنان الشهر الماضي، يعزى الفضل في اكتشافه الى رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن العميد الحسن. وقد وجه القضاء اللبناني التهمة في اعداد هذا المخطط الى النظام السوري، وأوقف في القضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة. وقال ميقاتي «بعد ما حصل من اكتشاف المتفجرات، لا بد لأي تسلسل منطقي الا ان يربط بين الأمرين». واضاف «لا يمكن لمجلس الوزراء ان يستبق التحقيق، لكن لا يمكنني ان افصل بين اكتشاف المؤامرة على لبنان الشهر الماضي وما حصل (أول من) أمس».

وكانت قوى «14 آذار» (المعارضة) دعت ميقاتي الى الاستقالة، محملة اياه مسؤولية اغتيال الحسن في تفجير سيارة مفخخة، أول من أمس، أودت ايضا بحياة شخصين آخرين على الأقل وأوقعت اكثر من 100 جريح.

وعبر ميقاتي عن اسفه لهذا الاتهام، مشيراً الى أن علاقتة بالحسن كانت طيبة، وقال «لم اشعر في اي يوم انه تابع لفريق سياسي، بل كان يتعامل بمهنية صافية». وأضاف «ليس الموضوع حكومياً، بل هو موضوع وطن ونحن حريصون على وحدة الوطن، وحريصون على كل ما يؤدي الى استقراره وأمنه».

واشار إلى ان التحقيق باغتيال الحسن «سيأخذ مجراه وهناك تعاون مع السلطات المحلية والدولية للوصول الى الحقيقة».

ومن المقرر ان يشيع جثمان العميد الحسن، اليوم، في بيروت وسط دعوة الى حشد شعبي للمشاركة في التشييع. وسيوارى جثمانه إلى جانب جثمان رئيس الحكومة السابق الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في فبراير 2005 بعملية تفجير، ودفن في وسط بيروت التجاري، وكان العميد الحسن ضمن فريق الحريري قبل ان يعود الى السلك الأمني.

وعكست الصحف الحزن والخوف الذي اصاب اللبنانيين والأسئلة الكثيرة التي يطرحها اغتيال الحسن على مستقبل البلد ذي التركيبة السياسية الهشة، وقد احتلت الجريمة عناوينها الرئيسة.

وكتبت صحيفة «السفير» في العنوان «وسام الحسن شهيداً.. والسلم الأهلي في خطر»، وفي عنوان آخر «صانع الأمن وسام الحسن يسقط شهيداً في انفجار مجرم في الأشرفية».

وكتبت صحيفة «النهار» «رأس الحربة ضد النظام السوري.. شهيداً»، مشيرة الى ان الاغتيال «نقل البلاد في لحظات من ضفة الى ضفة مع كل الأخطار المحدقة بالاستقرار الأمني».

وقال شهود عيان ان شخصين اصيبا بجروح، أمس، عندما فتح الجيش اللبناني النار على مجموعة كانت تغلق الطريق احتجاجاً على انفجار سيارة ملغومة ادى الى مقتل الحسن.

ودانت ايران اغتيال الحسن، متهمة اسرائيل بالوقوف وراءه، فيما دانه أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، واعتبره يستهدف الأمن والاستقرار في لبنان، واصفاً إياه بأنه «عمل إرهابي جبان يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية و الأخلاقية».

في سياق آخر، أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكماً غيابياً بالسجن مدة 15 عاماً على لبناني ولبنانية بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل والحصول على جنسيتها.

الأكثر مشاركة