اشتباكات بين «الحرّ» والنظامي قــرب دمشق
وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحرّ في ضواحي العاصمة دمشق، ترافقت مع قصف على بساتين جديدة عرطوز، قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، فيما استمر القصف والاشتباكات في حلب، بالتزامن مع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف، التابع للقوات النظامية والمحاصر منذ أيام في محافظة إدلب، غداة نداء أطلقه من دمشق مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، في حين أعربت الجامعة العربية عن مخاوفها من أن «الأمل ضعيف» في تطبيق هذه الهدنة مع استمرار القتال.
واستمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة في مناطق سورية عدة، ترافقت مع قصف عنيف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة وقعت على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة، «بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة»، وأوضح أن المدينة «تتعرض لقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية».
وقتل خلال الاشتباكات مقاتلان، فيما قتل رجلان وسيدة إثر اطلاق نار وقصف على البلدة.
وفي ريف العاصمة، تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اكد مقتل مقاتلين اثنين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز. وقتل رجل جراء القصف على مدينة داريا، ومواطنان على الاقل جراء القصف الذي تعرضت له بلدة اوتايت. كما قتل جندي منشق خلال اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق.
وفي حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن شمالها، افاد المرصد باستمرار القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة ايام، وباشتباكات فجر أمس، في محيط فرع المداهمة بحي الميدان، بالإضافة إلى اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الإذاعة وأحياء حلب القديمة أسفرت عن مقتل مقاتل.
كما أورد المرصد نبأ مقتل خمسة مدنيين برصاص قناصة في حي باب جنين في حلب. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف، التابع للقوات النظامية، والمحاصر منذ ايام من «مقاتلي الكتائب الثائرة الذين يحاولون السيطرة عليه».
وقال المرصد في بيان، إن «النيران شوهدت وهي تشتعل» في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف بعد «هجوم عنيف نفذه مقاتلون من جبهة النصرة ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف، منذ صباح اليوم (أمس). وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة ادت الى «تدمير أربع آليات ومقتل ما لا يقل عن تسعة جنود وجرح اكثر من 20 عنصراً من القوات النظامي». ويقع هذا المعسكر على الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، التي تتعرض بدورها للقصف، بحسب المرصد.
وفي معرة النعمان، توفي مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في ريف المعرة، ومدني جراء القصف على المدينة.
كما قتل ثلاثة مقاتلين متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة حارم وريف معرة النعمان.
وسمح استيلاء مقاتلي المعارضة على هذه المدينة في التاسع من اكتوبر الجاري بقطع محور الطريق الرئيس الذي تستخدمه القوات النظامية للتزود بالتعزيزات العسكرية اللازمة لعمليات الشمال.
وفي ريف حمص، اوقعت الاشتباكات التي جرت في مدينة القصير بحياة ثلاثة مقاتلين. وأشار المرصد الى وفاة مقاتل في بلدة تلبيسة بينما كان يقوم بتجريب صاروخ محلي الصنع. وجنوباً، أودى القصف الذي تعرضت له بلدة المزيريب عند منتصف الليلة قبل الماضية بحياة طفل، فيما نال القصف الذي تعرضت له مدينة طفس من مقاتل.
من جهة ثانية، افاد المرصد بمقتل اكثر من 21 جندياً نظامياً خلال العمليات العسكرية التي تجري في كل من إدلب ودرعا وحلب وحمص وريف دمشق، من دون ان يوضح المزيد من التفاصيل.
وتأتي هذه الاشتباكات لتعزز مخاوف الجامعة العربية التي أعلنت، أمس، على لسان نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي، ان «الأمل ضعيف» في تطبيق هدنة خلال الأضحى، كما اقترح الإبراهيمي. وقال بن حلي لـ«الإمارات اليوم»، على هامش «منتدى الطاقة العالمي 2012» في دبي، أمس، إنه «إلى هذه اللحظة لم تصلنا بعد المعلومات الكافية، لأن تكون هناك استجابة لوقف إطلاق النار، لمحاولةأأ كسر دائرة العنف في سورية».
وأضاف «في حال استطعنا كسر دائرة العنف هذه ولو ليومين أو ثلاثة من خلال وقف إطلاق النار لمنع سقوط ضحايا، يمكن بعد ذلك أن نصل إلى مدخل لمعالجة الأزمة من جميع نواحيها»، مشيراً إلى أن الإبراهيمي «يحاول بالوسائل كافة إنجاح هذه المبادرة». وذكر للصحافيين، أن «كل المساعي سواء في الأمم المتحدة أو الجامعة العربية وحتى الدول الأقليمية تحاول وبشتى الوسائل أن تضغط على الطرفين خصوصاً الحكومة التي لها اليد الطولى لكي توقف هذه المجازر».
وذكر أن قضية اللاجئينأ السوريين تمثل إحدى القضاياأ الاساسية العاجلة. وبين أن اللاجئين يحتاجون إلى 600 مليون دولار بشكل عاجل، محذراً من مخاطر امتداد الأزمة في سورية إلى خارج الحدود. وأشار إلى أهمية «بناء موقف عربي صلب يسارع إلى إنقاذ المتضررين واللاجئين والنازحين والمنكوبين، إلى جانب الموقف الاقليمي بالنسبة للدول التي لها علاقة بالموضوع، ثم يأتي بعد ذلك الموقف الدولي في مجلس الأمن، ووحدة صوته وقراره»، مضيفاً أن «الموضوع ليس فقط في موقفي الصين وروسيا من الأزمة السورية، بل هو أكبر وأعمق من ذلك». ودعا إلى ضرورة «وقف نزيف الدم بالدرجة الأولى، ومن ثم الحوار»، للوصول إلى مرحلة انتقالية لبحث كيفية «إنقاذ سورية الدولة ومؤسساتها ومرافقها، والوصول إلى ما يتطلع إليه الشعب السوري من ديمقراطية وحرية وكرامة ورخاء».