«مجزرة» في دوما وتبادل اتهامات حولها.. واشتباكات حول مطار حلب الدولي

الإبراهيمي يعلن موافقــة دمشــق و«الحر» على هدنة الأضحى

مدنيون يحاولون إسعاف 3 أشخاص أصيبوا بقصف مدفعي نفذته قوات النظام السوري على مخبز في مديــــــــــــــــــــــــــــــــــنة حلب. أ.ب

أعلن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، أمس، موافقة النظام السوري ومسؤولين في الجيش السوري الحر على هدنة خلال عيد الاضحى الذي يبدأ غداً ويستمر أربعة أيام، وفيما أكدت دمشق أن القرار النهائي بخصوص الهدنة «سيصدر اليوم»، في قرار رسمي كما قال الإبراهيمي، أكد الجيش الحر أنه سيوقف إطلاق النار «في حال التزام النظام بذلك أولاً»، في حين عثر على 25 جثة في مدينة دوما بريف دمشق قضوا في «مجزرة» تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بارتكابها، بينما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري مع تعرض أحياء في المدينة ومناطق في ريفها للقصف.

وقال الإبراهيمي للصحافيين بعد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إن دمشق ومسؤولين عن مقاتلي المعارضة السورية اتصل بهم قبلوا دعوته إلى هدنة في عيد الأضحى الذي يبدأ غداً ويستمر أربعة أيام، مضيفاً أن من المرتقب أن تعلن السلطات السورية موافقتها على الهدنة بشكل رسمي في بيان يصدر اليوم على أبعد تقدير.

وأضاف أن «الحكومة السورية وافقت على مقترح الهدنة خلال ايام عيد الاضحى»، وأن «معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف إطلاق النار».

وأكد أنه «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف إطلاق النار نأمل أن نتمكن من البناء عليها من أجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن وأطول، ويكون هذا جزءاً من عملية سياسية متكاملة».

وأطلع الإبراهيمي مجلس الأمن، أمس، على حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة وشملت دمشق.

وأكد للمجلس الملتئم في نيويورك، عبر دائرة الفيديو المغلقة أن الهدنة التي يقترحها هي «خطوة صغيرة» يمكن ان تؤدي الى فتح حوار سياسي وإلى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع.

وقال دبلوماسي كان حاضراً، خلال العرض إن انعدام الثقة بين طرفي النزاع في سورية وصل الى مستوى دفع الابراهيمي الى القول إنه «غير واثق بأن الهدنة ستصمد».

وأضاف أن الابراهيمي طلب «دعماً قوياً وموحداً» من مجلس الامن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذراً من ان فشلاً جديداً في المجلس سيؤدي الى «اتساع رقعة النزاع» الى دول الجوار.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السورية، أمس، في بيان أن القرار النهائي بخصوص إعلان هدنة العيد سيصدر اليوم.

وأضافت «لايزال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الاضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، مؤكدة أن «الموقف النهائي سيصدر يوم الغد(اليوم) بخصوص هذا الموضوع».

من جهته، قال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ، في اتصال مع «فرانس برس» إن الجيش السوري الحر سيوقف إطلاق النار «إذا التزم النظام بذلك»، مشككاً في ان تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار حتى لو أعلنت ذلك. وأضاف «كذب النظام مرات عدة في السابق. من المستحيل أن يطبق الهدنة حتى لو قال إنه سيفعل».

من جهته، قال متحدث باسم «كتيبة المصطفى» التي تعد الأكثر حضوراً في الغوطة الشرقية بريف دمشق «أي هدنة تلك التي ستطبق وطائرات الميغ لا تهدأ من القصف؟ أي هدنة والمجازر لا تعد ولا تحصى؟ أي هدنة والشهداء يأتون بالمئات؟».

بدورها، أعلنت «جبهة النصرة الاسلامية»، أمس، رفضها للهدنة. وقالت الجبهة التي اعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سورية في بيان «لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف»، مضيفة «لسنا بإذن الله ممن يدع مجالاً لماكر ان يخدعه».

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الرسمي السوري، إنه عثر على أكثر من 20 جثة في ريف دمشق، أمس، ووصفت دمشق الحادث بالمجزرة، قائلة إن «مجموعات إرهابية نفذتها»، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها.

وأفاد المرصد في بيان عن العثور على 20 جثة في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما في ريف دمشق، بينها أربع لاطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة أن الضحايا قتلوا على أيدي القوات النظامية فجر أمس.

في المقابل، ذكر التلفزيون الرسمي السوري، أن عدد الضحايا .25 ووصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ما حصل بانه «مجزرة». وقالت إن «مجموعات إرهابية مسلحة» ارتكبت، أمس، «مجزرة بشعة»، ونقلت عن مصدر في المحافظة قوله إن «المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام الذي يتزعمه الارهابي زهران علوش».

وفي مدينة حرستا في المنطقة ذاتها، قتل، أمس، تسعة أشخاص، بينهم اربعة مقاتلين، بحسب المرصد، في قصف واشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ أيام اقتحام المدينة.

كما قتل ستة اشخاص وجرح 20 آخرون، أمس، في تفجير سيارة مفخخة في جنوب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.

وقال التلفزيون في شريط اخباري، إن «التفجير الارهابي» بسيارة مفخخة في دف الشوك (اول طريق التضامن في جنوب العاصمة) اسفر في حصيلة اولية عن مقتل ستة مواطنين وجرح نحو 20 آخرين، اضافة الى اضرار مادية في مكان التفجير.

أما المرصد فقال في بيان، إن الانفجار استهدف حافلة لنقل الركاب تقل 24 شخصا بين حيي التضامن ودف الشوك، وأدى الى «مصرع ما لا يقل عن ثمانية (اشخاص) وجرح نحو 20 آخرين».

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات بين القوات النظامية «ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف»، الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ فترة بعد استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة. وأشار المرصد الى قصف على المنطقة ومعلومات «مؤكدة» عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين «جار توثيقها».

كذلك قتل خمسة أشخاص على الأقل في «قصف من طائرة حربية تعرضت له بلدة كفرومة» الواقعة في المنطقة أيضاً.

وفي حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، بحسب المرصد، بينما تتعرض أحياء في المدينة ومناطق في ريفها للقصف. وأضاف المرصد أن أحياء طريق الباب والميسر بمدينة حلب وبلدة حيان في ريفها تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية.

وفي محافظة الرقة (شمال)، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية في انفجار سيارة مفخخة «استهدف حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة»، بحسب المرصد. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة هم طفلان في الـ12 والـ14 من العمر وسيدة، في قصف على قرية الحواش من القوات النظامية. وبلغ عدد القتلى في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، أمس، 57 شخصاً.

في سياق متصل، قتل أكثر من 35 ألف شخص خلال النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهراً، بحسب المرصد.

تويتر