تنازل عن حق العودة لبلدته صفد.. و«حماس» تنتقد تصريحاته «غير الوطنية»
عباس: لا انتفاضة ثالثة ما دمــت رئيساً
تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بألا تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل ما دام رئيساً للسلطة، كما نفى عن نفسه أي حق دائم في المطالبة بالعودة إلى بلدته التي طرد منها وهو طفل أثناء حرب ،1948 في حين انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات عباس، واعتبرت أنه لا يعبر إلا عن نفسه فقط.
وقال عباس في حديث للقناة الثانية الإسرائيلية، اول من أمس، إنه ما دام في السلطة «فلن تكون هناك أبداً انتفاضة مسلحة ثالثة» ضد إسرائيل، في تأكيد لسيطرته على الأمن في المناطق التي يديرها الفلسطينيون بالضفة الغربية.
وقال «لا نريد أن نستخدم الإرهاب، لا نريد أن نستخدم القوة، لا نريد أن نستخدم الأسلحة، نريد أن نستخدم الدبلوماسية، نريد أن نستخدم السياسة، نريد أن نستخدم المفاوضات، نريد أن نستخدم المقاومة السلمية».
وبثت القناة العبرية الثانية مقتطفات من المقابلة التي دعا فيها عباس الإسرائيليين إلى جعل القضية الفلسطينية وملف العودة للمفاوضات في مقدمة أولوياتهم في الانتخابات التي ستجرى في اسرائيل في يناير .2013 وقال مخاطباً الإسرائيليين «هذه القضية هي التي ستحدد مصير أولادك».
ونفى عباس أن يكون رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قد قدم استقالته.
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قالت، إن فياض طلب من عباس تشكيل حكومة تضم ممثلين من الصف الأول لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بما فيها فتح، اذا ما أريد له البقاء على رأس الحكومة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة القدس المحلية عن المصادر قولها، إن سبب خطوة فياض هي «تقديرات يشاركه فيها الكثير من القادة الفلسطينيين، بأن تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الشهر على منح فلسطين صفة دولة مراقبة قد تقابله الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية بإجراءات انتقامية تشمل وقف تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية».
وشدد عباس على أنه سيستمر في جهوده لنيل اعتراف بعضوية غير كاملة في الأمم المتحدة، وقال رداً على سؤال: هذا إجراء من طرف واحد؟ «ما تقوم به إسرائيل في تشييد المستوطنات هو إجراء من طرف واحد، ولا تلتزم بالدعوات والقرارات الاممية بهذا الشأن لوقف البناء».
وفي المقابلة نفسها، قدم عباس تنازلا نادرا - وإن كان رمزيا - لإسرائيل عندما قال للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، إنه ليس له حق دائم في المطالبة بالعودة إلى البلدة التي طرد منها وهو طفل أثناء حرب ،1948 التي قامت في أعقاب إعلان تأسيس إسرائيل.
وعندما سئل عباس - الذي كان يتحدث بالإنجليزية من مدينة رام الله بالضفة الغربية إلى نشرة الأخبار بالتلفزيون الإسرائيلي التي تتمتع بأكبر نسبة مشاهدة - هل يريد أن يعيش في بلدة صفد التي عاش فيها طفولته في منطقة الجليل، قال «لقد زرت صفد مرة من قبل، لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها لا أن أعيش فيها».
وأضاف عباس: فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل.
ويعتبر حق العودة من بين الأمور التي تعرقل محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ يطالب الفلسطينيون بمنح نحو خمسة ملايين فلسطيني حق العودة لأراض في إسرائيل خسروها هم أو أقاربهم، في حين تستبعد إسرائيل ذلك خوفاً من تدفق فلسطيني يقضي على الغالبية اليهودية.
وتقول إسرائيل إنه ينبغي إعادة توطين اللاجئين في دولة فلسطينية مستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي الأراضي التي احتلتها في حرب عام .1967
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصريحات عباس التي جرى بثها عند عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي من زيارة لفرنسا.
وفي تعليق على الموضوع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بول هيرشسون، إن مسؤولية عدم العودة إلى المفاوضات مازالت تقع على عاتق عباس. وأضاف «إذا كان يريد أن يرى صفد أو أي مكان آخر في إسرائيل فإنه يسعدنا أن نريه أي مكان، لكن يجب أن تكون هناك رغبة في المضي قدماً في عملية السلام».
وتابع أنه نظراً لأن عباس ليس مواطنا إسرائيليا «فإنه ليس له الحق في أن يعيش في إسرائيل، نحن نتفق على هذا».
وفي غزة نددت «حماس» بتصريحات عباس، قائلة إنه لا يعبر إلى عن نفسه فقط. وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبوزهري، إنه لن يقبل أي فلسطيني التنازل عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها. وأضاف «إذا كان أبومازن (عباس) لا يريد صفد فإن صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله». وقال أبوزهري ان تصريحات عباس غير وطنية، مضيفاً ان هذه التصريحات تعني إلغاء حق العودة ولا تعكس اطلاقا موقف الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم وزارة الصحة في حكومة «حماس» المقالة في قطاع غزة، ان فلسطينيا يبلغ من العمر 22 عاما أصيب بجروح خطرة بقذيفة اطلقتها دبابة اسرائيلية أمس في وسط القطاع.
ولم يذكر المتحدث أي تفاصيل عن الملابسات الدقيقة لإصابة الشاب الذي جرح عندما كان قرب خط الحدود شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين.
ورفض الجيش الاسرائيلي الادلاء بأي تعليق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news