يعطي أولوية لاندماج المسيحيين في المـــــجتمع وتعزيز العيش المشترك مع المسلمـين

اختيار الأنبا تواضـــروس بابا للإسكندرية وبطريركاً للكرازة المرقسية

مراسم القرعة الهيكلية وإعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلان الأنبا تواضروس بابا للإسكندرية. أ.ب

اختير الأنبا تواضروس بابا جديداً للاقباط في مصر إثر «قرعة هيكلية» قام خلالها الطفل بيشوي جرجس مسعد بسحب واحدة من ثلاث ورقات تحوي اسماء الشخصيات الثلاث الذين انتخبهم ممثلو الاقباط الاسبوع الماضي، للمشاركة في هذه القرعة، ليصبح البابا الـ118 للإسكندرية وبطريركاً للكرازة المرقسية، ويؤكد تواضروس على أهمية اندماج المسيحيين في المجتمع، وصرح في وقت سابق لانتخابه «كمصريين نحن نعيش مع إخوتنا المسلمين، هذه أولوية مهمة جدا في العيش المشترك، والحياة المشتركة، والمسؤولية هي أن نحافظ على ذلك».

وتفصيلاً، قام الانبا باخوميوس الذي كان قائماً لمقام البابا منذ وفاة شنوده الثالث في مارس الماضي بإجراء قرعة اولى لاختيار طفل من بين ،12 ليختار البابا الجديد، ثم عصب عينيه قبل ان يسحب الطفل كرة من ثلاث كرات بلاستيكية شفافة تحوي كل منها اسم واحد من المرشحين الثلاثة، وفتحها باخوميوس وقرأ الاسم المكتوب عليها وهو الانبا تواضروس الذي يصبح بذلك البابا الـ118 لبطريركية الاقباط الارثوذكس.

وقام الانبا باخوميوس بعد ذلك بفتح الكرتين البلاستيكيتين الأخريين، وعرض امام الحضور والكاميرات الورقتين اللتين كانتا بداخلهما وتحملان اسمي الانبا رفائيل والقمص رفائيل افامينا، ليتأكد الجميع ان أسماء المرشحين الثلاثة كانت مشاركة بالفعل في القرعة.

وجرى اختيار البابا الجديد وفقاً للائحة 1957 التي مازالت سارية والتي يطالب العديد من الاقباط بتعديلها حتى يكون اختيار البابا بالانتخاب ومن دون قرعة.

وقال اسقف كنائس شبرا الخيمة، الانبا مرقص، لوكالة «فرانس برس»، إن القرعة الهيكلية «تقليد بدأ منذ عقود بعيدة ثم توقف لسنين طويلة قبل ان يعود مجدداً عام 1959 مع انتخاب البابا كيرلس السادس».

والى جانب البابا كيرلس، جرى اختيار البابا شنودة في 1971 بالقرعة الهيكلية ايضاً، وفقاً لمرقص.

وحتى اليوم، كان الانبا تواضروس أسقفا عاما لمحافظة البحيرة (شمال). ويصادف يوم إجراء القرعة الهيكلية يوم عيد ميلاده الستين، أي الرابع من نوفمبر .1952

وستعقد الكنيسة القبطية حفل التجليس في 18 نوفمبر بحضور كبار مسؤولي الدولة.

وحل الانبا تواضروس في المركز الثاني في الانتخابات التي جرت الاثنين الماضي بعدما حصل على 1623 صوتاً. والبابا الجديد للاقباط مولود باسم وجيه صبحي باقي سليمان، وقد حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الاسكندرية في 1975 ثم بكالوريوس الكلية الاكليركية وزمالة الصحة العالمية في انجلترا عام .1985 وعمل مديراً لمصنع ادوية تابع لوزارة الصحة بدمنهور قبل ان يذهب في 1986 الى دير الانبا بيشوي بوادي النطرون وظل طالب رهبنة حتى ترهبن في 31 يوليو عام .1988

وقد رسم قساً في 23 ديسمبر 1989 ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990 قبل ان ينال درجة الاسقف في 15 يونيو .1997

ويحظى البابا تواضروس بتأييد الانبا باخوميوس فهو تلميذه وعمل معه في أسقفية البحيرة فترة طويلة.

وعن رؤيته لمستقبل الكنيسة، قال الأنبا تواضروس اخيراً في مقابلة تلفزيونية «يجب أن نهتم بفصول التربية الكنسية منذ الصغر، وأن نجعل فصول إعداد الخدام من أولوياتنا، فالخدمة هي التي سوف تصنع نهضة جديدة داخل الكنائس سواء بمصر أو ببلاد المهجر». ويعتبر الأنبا تواضروس أن باب الكنيسة هو صمام الأمان للكنيسة وللدولة، مؤكداً ضرورة استمرار العلاقة الطيبة بين المسيحيين والمسلمين في مصر، وطالب وسائل الإعلام بالتركيز على القيم المشتركة بين الجانبين لنبذ التطرف ودعم الوحدة الوطنية. وفور اختياره، أصدر حزب الحرية والعدالة المنبث عن جماعة «الاخوان المسلمين»، والذي ينتمي اليه الرئيس محمد مرسي بياناً أعرب فيه عن «تهنئته لنيافة الانبا تواضروس». كما هنأ المرشد العام للجماعة محمد بديع، الأنبا تواضروس بمناسبة اختياره.

تويتر