قصف واشتباكات عنيفة في ريف العاصمة.. وقوات النظام تفشل في اقتحام حرستا

«الحر» يستهدف القصر الجمهوري في دمشق

عنصر من الجيش الحر يلقي قنبلة يدوية على موقع محصن للقوات النظامية في أحد أزقة مدينة حلب. أ.ف.ب

أطلق مقاتلو الجيش السوري الحر، أمس، قذائف مورتر على القصر الرئاسي في دمشق للمرة الأولى، لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة لقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، فيما أصابت قذائف أخرى مبنى رئاسة الوزراء ومطار المزة العسكري. ووقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي الذي قصف ريف العاصمة وحاول اقتحام مدينة حرستا، لكن مقاتلي المعارضة صدوا الهجوم.

وأعلنت «كتيبة أسود الإسلام» التابعة للواء «أحرار حوران» في الجيش السوري الحر أنها قامت، صباح أمس، باستهداف مبنى القصر الجمهوري، ومبنى رئاسة مجلس الوزراء، ومطار المزة العسكري في دمشق بقذائف هاون.

وأوضحت الكتيبة في بيان على صفحتها على موقع «فيس بوك» أنه «تمت إصابة كل من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري إصابات مباشرة أدت إلى اشتعال الحرائق في المبنيين»، لكنها أشارت إلى أنه «لم تتم إصابة قصر البطة (الأسد) إصابة مباشرة، بسبب خطأ في الإحداثيات».

وأوضح البيان أن هذه العملية «تأتي رداً على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة»، متوعداً «هذا النظام بعمليات أخرى تزلزل كيانه وفي عقر داره».

يأتي هذا بينما أعلن النظام السوري أن «إرهابيين» استهدفوا، أمس، حي «المزة 86» السكني في دمشق بقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من أهالي وسكان الحي. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في مستشفى الشهيد يوسف العظمة قوله إنه وصل إلى المستشفى جثث ثلاثة قتلى، بينهم امرأة جراء العمل «الإرهابي». وأضاف المصدر أنه جرى إسعاف ستة جرحى إصابات ثلاثة منهم حرجة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في وقت سابق أن منطقة «المزة 86» التي تقطنها أغلبية موالية للنظام السوري في دمشق تعرضت للقصف بقذائف الهاون.

في غضون ذلك، قال شهود عيان في العاصمة إن قوات النظام أغلقت شوارع عدة بعد التفجيرات، كما أغلقت «جميع الطرق المؤدية من وإلى العاصمة».
وأكدوا أن انفجارات عدة هزت منطقة «المزة 86» الموالية للأسد. وشوهد الدخان وهو يتصاعد من المنطقة التي تقع بالقرب من قصر الرئاسة.

وقالت ربة منزل، طلبت عدم ذكر اسمها، «تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء».

وكان نشطاء من المعارضة قالوا إن سيارة ملغومة انفجرت الليلة قبل الماضية قرب مسجد في حي القدم، وهو حي تقطنه الطبقة العاملة في جنوب العاصمة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وكان حي القدم الذي يعمل منه مقاتلو المعارضة هدفاً لوابل من نيران المدفعية الثقيلة التابعة للجيش السوري في الأسابيع الماضية. وضربت طائرات حربية سورية أيضاً هذه المنطقة.

وفي ريف دمشق، شنت الطائرات الحربية، أمس، غارات، استهدفت بلدة عربين، في حين تعرضت مدينتا دوما وحرستا وبلدات الغوطة الشرقية للقصف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما دارت اشتباكات بين «الكتائب الثائرة المقاتلة ومجموعة من القوات النظامية حاولت اقتحام مدينة حرستا»، بحسب المرصد.

وفي حي الحجر الاسود (جنوب دمشق) دارت «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من كتائب عدة ومقاتلين من ما يسمى اللجان الشعبية (الموالية للنظام) في مخيم اليرموك»، بحسب المرصد الذي أشار إلى تسجيل حركة نزوح للسكان من الحجر الاسود الى المخيم الاكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية.

ودخل العامل الفلسطيني على خط النزاع بين النظام ومعارضيه في الفترة الماضية. فقد أغلقت السلطات السورية، أول من أمس الثلاثاء، مكاتب حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في دمشق التي كانت لمدة طويلة من أقرب حلفائها، في خطوة تلت تكرر الاشتباكات على أطراف اليرموك بمشاركة فلسطينيين منقسمين في الموقف من الازمة السورية، بحسب المرصد السوري.

وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قصفت طائرة حربية مباني في حي بستان الباشا في شمال المدينة، الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، بحسب المرصد.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف بين القوات النظامية و«مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتلين من جبهة النصرة» الإسلامية، بينما قصفت الطائرات الحربية محيط المعسكر المحاصر ومدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة منه، التي سيطر المقاتلون عليها قبل نحو شهر.

ومع تزايد استهداف مناطق ذات غالبية علوية، قال مدير مجموعة الابحاث والدراسات الفرنسية حول البحر المتوسط والشرق الاوسط (غريمو) فابريس بالانش ل«فرانس برس» إن «الهجمات على المزة تشكل نقطة تحول مهمة، لأنها المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائفة العلوية لاعتبارها على علاقة مباشرة بالنظام، وهذا ما لم يحصل من قبل».

وكان هذا الحي الذي تفقده رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، أمس، شهد تفجيراً الإثنين الماضي، ادى الى مقتل 11 شخصاً، بحسب الإعلام الرسمي السوري..
 

تويتر