الأقليات والشباب والنساء انتخبوا أوباما.. ونفوذ حركة «حفل الشاي» سيستمر رغم إخفاقها

انتخاب عدد قياسي من النساء لعضوية الكونغرس الأميركي

السيناتور ديان فاينشتاين تبتسم خلال مؤتمر صحافي بعد فوزها في كاليفورنيا. أ.ف.ب

انتخب عدد قياسي من النساء لعضوية مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين في الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي، والتي تحدت التشكيلة الذكورية التقليدية للسلطة التشريعية في الولايات المتحدة، وستنضم 20 امرأة إلى مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو، في حين ستشغل النساء 81 على الاقل من مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435. ولايزال عدد قليل من المنافسات في انتظار النتائج النهائية للانتخابات، فيما قال خبراء إن مرشحي حركة حفل الشاي ربما يكونون قد أفسدوا فرص الجمهوريين في السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، لكن نفوذ الحركة الصغيرة سيستمر في واشنطن خلال السنوات القليلة المقبلة في قضايا مالية واجتماعية، بينما ساهمت الاقليات والشباب والنساء في انتخاب الرئيس باراك أوباما.

وتفصيلاً، قالت قائمة ايميلي، وهي جماعة سياسية ليبرالية، إن التمثيل النسائي في الكونغرس تضاعف الآن 10 مرات على مدى العقدين الماضيين. وفي بضع ولايات فازت النساء بمقاعد في مجلس الشيوخ للمرة الاولى، بما في ذلك ماساتشوستس، حيث فازت الديمقراطية إليزابيث وارن على السناتور الجمهوري الحالي، سكوت براون. وفي نبراسكا فازت الجمهورية دب فيشر على السناتور الديمقراطي السابق بوب كيري.

وفي حدث هو الاول من نوعه فازت ثلاث نساء ينتمين إلى الحزب الديمقراطي بمنصب حاكم الولاية ومقعد مجلس الشيوخ ومقعد مجلس النواب في انتخابات الثلاثاء في نيوهامبشير، وهو ما يجعلها أول ولاية أميركية يكون لها فريق نسائي بالكامل لعضوية الكونغرس ومنصب حاكم الولاية.

وقال بيان أصدرته الجماعة «هذه الانتخابات أتاحت خياراً واضحاً بين اولئك الذين يريدون السير إلى الأمام، واولئك الذين يريدون إعادة عقارب الساعة الى الوراء».

وكان الأداء السيئ لبعض المرشحين المدعومين من حركة «حفل الشاي» في مجلس الشيوخ في الانتخابات الأميركية لعامي 2010 و2012 هو سبب عدم فوز الجمهوريين بالأغلبية في المجلس، بل إن الديمقراطيين أصبحوا أقوى.

وتحفل حلبة الانتخابات الأميركية بأسماء مرشحي حركة حفل الشاي الذين فشلوا في ولايات كان من المفترض أن يخسر فيها الديمقراطيون. وفي انتخابات مجلس النواب أفلتت بالكاد ميشيل باكمان رئيسة المؤتمر العام للحركة من الهزيمة، ولم يكن زملاء لها من الحركة على القدر نفسه من الحظ وخسروا. وقالت لجنة الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي في صيحة ظافرة «حركة حفل الشاي انتهت».

لكن ذلك ربما يكون سابقاً لاوانه، لأن الجمهوريين يظهرون عزمهم على ابقاء الضرائب منخفضة حتى على الاغنياء، والحد من الانفاق الحكومي، وهذه هي الافكار التي يشتركون فيها مع حركة حفل الشاي.

وقال الرئيس الجمهوري لمجلس النواب، جون بينر، إن الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما، لا يملك تفويضاً بزيادة الضرائب على الاغنياء، حتى رغم فوزه الكبير وانتخابه لفترة رئاسية ثانية وزيادة عدد اعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ.

وعلى الرغم من انتخاب بينر مرة أخرى لعضوية مجلس النواب، لكنه سيخوض انتخابات اختيار رئيس المجلس في يناير المقبل. وسينتخب الحزب الجمهوري الأسبوع المقبل عدداً من زعماء الجيل الاوسط ، ما قد يكشف عن مدى نفوذ حركة حفل الشاي. وقال ستيفن هس، وهو زميل كبير في معهد بروكينجز، ومتابع لشؤون الكونغرس إنه مع تعافي الاقتصاد الاميركي بشكل أكبر فإن حركة حركة حفل الشاي السياسية التي تشكلت بدافع الذعر والغضب من أسوأ ركود منذ الكساد العظيم في الولايات المتحدة ستصبح غير ذات صلة بشكل متزايد.

وتصور هس رسالة تأبين لحركة حفل الشاي على الانترنت تقول إنها كانت «جماعة من الناس لها تأثير في الحزب الجمهوري بطريقة منظمة بين عامي 2010 و2016».

بينما يرى رون بونجين، وهو مساعد كبير سابق لزعماء جمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، أن حركة حفل الشاي لعبت ومازالت تلعب دوراً بناء للجمهوريين رغم اخفاقاتها.
من ناحية أخرى، أظهرت دراسة نشرت نتائجها، أول من أمس، أن الاقليات بشكل خاص، إضافة الى الشباب والنساء، ساهموا بإعادة انتخاب أوباما، في حين كان العدد الأكبر من ناخبي الجمهوري ميت رومني من البيض غير المتحدرين من أصول أميركية لاتينية.

وعلى الصعيد الوطني، يمثل غير البيض 28% من الناخبين (مقابل 26% عام 2008) حصل اوباما على 80% من اصواتهم، بحسب دراسة اجراها «معهد بيو» وشملت تحليل بيانات من أشخاص ومن الصحافة، استناداً إلى أرقام مجموعة لتحليل البيانات الصحافية.

وصوت 93% من السود لمصلحة أوباما، ومعهم 71% من المتحدرين من اصول اميركية لاتينية و55% من النساء و60% من فئة 18-29 عاماً و52% من فئة 30-44 عاما. ولدى المتحدرين من أصول أميركية لاتينية، وحده بيل كلينتون حقق نتيجة أفضل بحصوله على 72% من أصوات هذه الفئة عام 1996. وبموازاة ذلك، 52% من الرجال صوتوا لمصلحة الجمهوري ميت رومني، ومعهم 59% من البيض، 51% من ناخبي فئة 45-64 عاماً و56% من فئة 65 عاما وما فوق. وحصل رومني على 89% من أصوات البيض غير المتحدرين من أصول أميركية لاتينية.

ويمثل الأميركيون من أصول لاتينية البالغ عددهم 50 مليوناً، نسبة 10% من سكان الولايات المتحدة، ما يجعلهم الأقلية الأولى في البلاد.

تويتر