خبراء روس للتحقيق في وفاة عرفات.. وإسرائيل مستعدة «للتصعيد» في غزة

عباس: لا صوت يعلو فوق «منظمة التحرير»

عباس يلقي كلمته بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل عرفات. أ.ف.ب

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه «لا صوت يعلو فوق صوت (منظمة التحرير) ووحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى وجود «تنسيق تام واتصالات» مع محققين فرنسيين ومع الحكومة الروسية، الى جانب الخبراء السويسريين، لفتح ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، للتحقيق في سبب وفاته، فيما أكد أنه سيتوجه الشهر الجاري إلى الأمم المتحدة لطلب حصول فلسطين على وضع دولة غير عضو في المنظمة الدولية، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من ان إسرائيل «مستعدة للتصعيد» رداً على موجة العنف الجديدة على طول الحدود مع قطاع غزة، التي اوقعت ستة شهداء فلسطينيين وثمانية جرحى اسرائيليين، بينهم اربعة جنود، في واحدة من اكبر الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي في القطاع منذ هجومه الأخير في 2009.

وتفصيلاً، قال عباس في كلمة له، أمس، بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل عرفات «يجري التنسيق التام واتصالات مع محققين فرنسيين وخبراء سويسريين، ومن الحكومة الروسية لفتح الضريح».

وأعرب عباس عن أمله أن «تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة» قائلاً «سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية». وهذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها عباس وجود خبراء روس للتحقيق في وفاة عرفات، التي وصفها في خطابه أمس ب«الرحيل الغامض».

وذكر مصدر فلسطيني لوكالة «فرانس برس» ان عباس طلب من وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي، ارسال محققين خبراء للإسهام في التحقيق.

واشار عباس في خطابه الى عدم معارضته فتح ضريح عرفات، في حين ان ابن شقيقة عرفات، ناصر القدوة، الذي يرأس مؤسسة ياسر عرفات، كان اعلن، أول من أمس، أن «فكرة نبش ضريح الرئيس الرمز هي فكرة بغيضة، وان العينات من جسده من المفترض ان تكون محفوظة بحكم القانون لدى مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي الذي توفي فيه عرفات في عام 2004».

وقال عباس في كلمته ان السلطة الوطنية الفلسطينية «لم تألُ جهداً للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة حقيقة استشهاد أبوعمار» مشيراً الى ان اللجان التي تم تشكيلها بهذا الخصوص «تتعاطى بكل الجدية والمسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والمهمة جداً».

من جهة ثانية، أكد عباس في كلمته أنه سيتوجه خلال الشهر الجاري الى الأمم المتحدة لطلب حصول فلسطين على وضع دولة غير عضو في المنظمة الدولية. وقال «ذاهبون الى الأمم المتحدة لنحصل على دولة غير عضو» مؤكداً ان القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط «هائلة» لتتراجع عن هذه الفكرة.

واضاف «لن نتراجع ونحن ذاهبون في نوفمبر الجاري وليس نوفمبر 2013 او 2014». واضاف مخاطباً الإسرائيليين «أمنكم في السلام العادل معنا، فنحن على أرضنا باقون، لا هجرة ولا نكبة جديدة، إن حل الدولتين بالكاد لايزال متاحاً فأوقفوا الاستيطان مقابل هذا الحل».

وأكد أن «لا صوت يعلو فوق صوت (منظمة التحرير) ووحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الشهيد ياسر عرفات أدرك مبكراً أهمية استقلال القرار الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم».

وقال «نحن متمسكون بالوحدة الوطنية وبإنهاء الانقسام، وبالعودة إلى الشعب ليمارس حقه الديمقراطي في انتخابات حرة ونزيهة للرئاسة وللمجلس التشريعي وللمجلس الوطني»، معتبراً ان «الانتخابات البلدية الناجحة التي جرت أخيراً هي مقدمة لإنجاز هذا الاستحقاق».

من ناحيةأخرى، قال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية «يجب ان يفهم العالم ان اسرائيل لن تقف من دون ان تتحرك في مواجهة محاولات مهاجمتنا، نحن مستعدون للتصعيد عبر تكثيف تحركاتنا». وقال وزير الجبهة الداخلية، افي ديختر، للإذاعة العامة ان «اسرائيل لا يمكنها ان تقبل وجود كيان ارهابي بين اراضيها ومصر، حيث تتراكم الأسلحة بهدف وحيد هو الإرهاب». واضاف «على المدى الطويل، ونظراً لتكرار دوامات العنف، علينا اطلاق عملية استراتيجية لإعادة قوتنا الرادعة في مواجهة المجموعات المسلحة» في قطاع غزة. من جهته، قال وزير المال، يوفال ستاينيتس، القريب من رئيس الوزراء انه «اذا استمر ذلك سنفكر في اعمال انتقامية اقوى واكثر كثافة من اجل حماية مدنيينا». وأكد زميله وزير البنى التحتية، عوزي لانداو ، ان «الوضع في غزة اصبح لا يطاق، لا يمكننا إبقاء اكثر من مليون شخص تحت قذائف الهاون والصواريخ»، واضاف «اعتقد انه على اسرائيل الاستعداد لعملية سواء كانت هناك انتخابات او لا».

تويتر