فرنسا تسعى إلى إنهاء الحظر الأوروبي على تسليح المعارضة السورية.. وهولاند يستقبل معاذ الخطيب غداً

«الحرّ» يتقدم في ريف دمشق والبوكمال

عناصر من «الجيش الحر» في بلدة رأس العين الاستراتيجية على الحدود التركية. أ.ف.ب

صعّدت القوات النظامية السورية عملياتها العسكرية في مناطق ريف دمشق، حيث افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حالة انسانية سيئة جداً، مشيراً الى سقوط اكثر من ‬39 ألف قتيل سوري في ‬20 شهراً من النزاع. وفيما سيطر «الجيش السوري الحر» على كتيبة للدفاع الجوي في ريف دمشق وفرع الأمن العسكري في البوكمال بدير الزور، أعلنت فرنسا انها ستطرح على الاتحاد الأوروبي مسألة رفع الحظر على ارسال اسلحة دفاعية الى مقاتلي المعارضة، وأن رئيسها فرانسوا هولاند، سيستقبل، غداً، رئيس الائتلاف الوطني السوري، الشيخ أحمد معاذ الخطيب، في حين بحث رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، مع عدد من وزرائه الوضع في سورية، خصوصاً احتمال تسليم اسلحة الى المعارضة.

وتفصيلاً، استهدفت القوات النظامية أحياء دمشق الجنوبية بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ثمانية أشخاص معظمهم في دمشق وريفها، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه تم العثور على جثتين مجهولتي الهوية في القابون بالعاصمة، وأشارت إلى أن قوات الأمن وعناصر من الشبيحة، نفذت حملة دهم واعتقالات في حي الزاهرة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن أهالي داريا ومعضمية الشام، وجهوا نداءات استغاثة نتيجة عنف القصف المدفعي والصاروخي الذي تعرضوا له، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى انقطاع التيار الكهربائي في داريا ونزول الأهالي إلى الملاجئ.

من جانبه، أعلن «الجيش الحر» سيطرته على كتيبة «بالا» ثاني أكبر كتيبة للدفاع الجوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ووضع يده على صواريخ «سام ‬16» محمولة على الكتف، فضلاً عن مضادات للطيران والدروع، وأسلحة فردية أخرى.

وأعلن «الجيش الحر» عن سيطرة عناصره على فرع الأمن العسكري في البوكمال بدير الزور، وذلك بعد أن ذكر في وقت سابق أنه سيطر على مبنى المصرف الزراعي، وذلك وسط اشباكات عنيفة مع الجيش النظامي في محيط المربع الأمني، فيما تجدد القصف العنيف من راجمات الصواريخ على حي الشيخ ياسين.

وقال المرصد السوري إن الجيش الحر أسقط طائرة عسكرية سورية في البوكمال، وأضاف «أظهر شريط مصور حطام طائرة حربية قال نشطاء من محافظة دير الزور إنها أسقطت بنيران مقاتلين من كتائب عدة في المدينة».

وفي حمص، قصفت قوات النظام حي دير بعلبة ومدينة الرستن، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين في دير بعلبة. بينما استهدف القصف بلدة الغنطو بريف حمص. وقالت «شبكة شام» إن مصيف سلمى باللاذقية تعرض لقصف عنيف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة .

وشهد ريف حلب اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة في محيط مطار منغ العسكري، تخللها قصف من القوات النظامية على بلدة إعزاز التي يسيطر عليها المعارضون منذ أشهر.

وفي محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد عن اشتباكات في بلدة دبسي عفنان بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة يحاصرون مبنى مديرية الناحية في البلدة ويحاولون السيطرة عليه.

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حصيلة ‬20 شهراً من الثورة السورية وصلت إلى أكثر من ‬39 ألف قتيل، مشيراً الى وجود آلاف القتلى غير الموثقين وآلاف المفقودين. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «قتل ‬39 ألفاً و‬112 شخصاً، بينهم ‬27 ألفاً و‬410 من المدنيين، و‬1359 من الجنود المنشقين عن الجيش السوري، و‬9800 من عناصر القوات النظامية»، كما اشار الى سقوط ‬543 قتيلاً مجهولي الهوية ضمن التعداد.

وفي باريس، أعلن قصر الإليزيه، أمس، أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، سيستقبل، غداً، رئيس الائتلاف الوطني السوري، الشيخ احمد معاذ الخطيب، الذي اتحد تحت لوائه معظم اطياف المعارضة السورية.

وكان الإليزيه أعلن، مساء أول من أمس، ان هولاند اجرى محادثة هاتفية مع الخطيب، موضحاً ان دعوته المقبلة لزيارة باريس تهدف الى تعزيز التنسيق وتحريك المجتمع الدولي الذي لابد منه لمصلحة الشعب السوري. وبحسب الإليزيه أيضاً، فإن هولاند هنأ الخطيب بحرارة اثناء هذه المحادثة الهاتفية على انتخابه في ‬11 نوفمبر رئيساً للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، أن بلاده ستطرح على الاتحاد الأوروبي مسألة رفع الحظر عن إرسال اسلحة دفاعية الى سورية، وذلك بهدف التمكن من ارسال اسلحة من هذا النوع الى مقاتلي المعارضة.

وقال فابيوس لإذاعة «آر.تي.إل» انه «في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك اي سلاح يتم تسليمه من الجانب الأوروبي. المسألة قد تطرح، ستطرح، على الأرجح في ما يتعلق بالأسلحة الدفاعية».

وشدد على أن مسألة التسليح ستطرح، من دون تحديد موعد، لكنه قال ان الأمر سيكون قريباً. من جانبه، بحث رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، امس، مع عدد من وزرائه الوضع في سورية خصوصاً احتمال تسليم اسلحة الى مسلحي المعارضة، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. وبحسب «بي بي سي»، فإن الوزراء بحثوا خصوصاً في امكانية اقامة منطقة حظر جوي، وكذلك ايضا في تسليم اسلحة الى المعارضة السورية.

تويتر