البيانوني: «الإخوان» لا يستطيعون الهيمنة على سورية
أكد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، علي صدر الدين البيانوني، أنه لا توجد نية لدى الجماعة لاحتكار الثورة في سورية، على الرغم من المخاوف من أن علاقاتها الوثيقة مع قطر وتركيا ستساعدها في نهاية المطاف على فرض حكومة يهيمن عليها السنة تستند إلى الشريعة.
وقال في مقابلة مع «رويترز» في الدوحة إن الإخوان يأملون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن تطبيق أحكام الشريعة، لكنهم لن يفرضوها.
وأضاف أنه لا يمكن لحزب واحد أن يمارس الاحتكار في سورية، موضحاً أن سورية «بها مزيج عرقي وديني وطائفي متناغم منذ سنوات، وأن هذا التعايش يجب أن يستمر».
وقال «إنهم (الإخوان) لا يزعمون انهم يمثلون الشعب السوري، ولا يدعون أن هذه الثورة هي ثورتهم»، مؤكداً أنهم جزء واحد من الشعب السوري. واضاف انه يمكن القول إنهم موجودون في الشارع، لكن حجم هذا الوجود هو ما تكشفه الانتخابات المقبلة.
وتشبه لهجته جماعة الإخوان في مصر بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، وهي لهجة اعتبر معارضوهم أنها تهدف إلى محاولة تجنب إخافة الغرب أكثر من كونها تعبر عن تغيير حقيقي في فكر جماعة اضطرت للعمل في السر عقوداً قبل انتفاضات «الربيع العربي» في العام الماضي.
ويقول البعض إن الاخوان ينقلون أموالاً إلى مجموعات لها حظوة داخل سورية، لتكوين وجود لها، في الوقت الذي تسعى فيه للسيطرة على ائتلاف وطني لجماعات المعارضة تشكل في الآونة الاخيرة، وذلك جزئياً عبر التأثير في الإسلاميين المستقلين.
وقال البيانوني، وهو محامٍ غادر سورية، بعد أن سجن في السبعينات، وتنحى عن قيادة الإخوان في عام 2010، انه يتعين عدم النظر إلى الجماعة على أنها تمثل تهديداً. وأضاف انه «عند القول إن الشريعة هي مصدر رئيس للتشريع، فإن هذا لا يلحق الضرر بأي مجموعة أخرى، إذ إن الشريعة الإسلامية تستوعب الأديان والمذاهب الاخرى». وأكد انهم سيسعون للتوصل إلى توافق وطني بهذا الشأن، لكنه اضاف انهم لن يفرضوها على أحد، وسيحاولون التوصل إلى توافق وطني حول هذه المبادئ.
وقادت جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في عام 1936 تمرداً سحقه حافظ الأسد، والد الرئيس بشار الأسد في عام 1982.
وظلت الجماعة محظورة على مدار حكم حزب البعث، وكانت أقل بروزاً بكثير من الاخوان المسلمين في مصر، قبل اندلاع الانتفاضة ضد الأسد التي قتل فيها أكثر من 38 الف شخص. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن سعت للحصول على ضمانات من أجل السلام مع إسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان منذ عام 1967، قال إنه لم يحاول أحد ذلك معهم، مضيفاً أن الشعب السوري لا يمكن أن يتخلى عن الجولان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news