الشهداء إلى 25 والاحتلال يستدعي الاحتياط.. وقنديل يتعهد بتحقيق التهدئة و«وقـف العدوان»
«القسام» تُسقط مقاتلة إسرائيـلية وصواريخها تطول «الكنيست»
أكد رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، أمس، أن حكومته تعمل على تحقيق التهدئة في قطاع غزة و«إيقاف العدوان» الاسرائيلي عليه، وذلك في زيارة قام بها الى غزة، وأعلنت خلالها إسرائيل هدنة قصيرة بانتظار انتهائها، وارتفع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع الى 25 شهيداً و240 جريحاً، وفي وقت استدعت إسرائيل 16 ألفاً من قوات الاحتياط، أعلنت «كتائب عزالدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اسقاطها طائرة مقاتلة اسرائيلية بصاروخ ارض جو واشتعال النار فيها، كما أعلنت مسؤولياتها عن إطلاق صاروخ سقط في تل أبيب، بعد انطلاق دوي صفارات الإنذار في المدينة، واستهداف مستوطنات بالصواريخ ضمن عملية أسمتها «حجارة من سجيل»، كما أطلقت صاروخاً بعيد المدى من طراز «ام 75» باتجاه مبنى البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في القدس المحتلة، رداً على عملية «عمود السحاب» الإسرائيلية. ودوّت صافرات الإنذار في جميع أنحاء القدس لأول مرة منذ سنوات، مع إطلاق «القسام» ثلاثة صواريخ عليها من طراز «إم 75»، ما أثار حالة هلع شديدة بين السكان، وطالبت قيادة الجبهة الداخلية في اسرائيل عبر الاذاعات بالتوجه الى الملاجئ عند سماع دوي صفارات الانذار، مشيرة الى ان القتال قد يستمر سبعة اسابيع.
وتفصيلاً، قال قنديل خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس وزراء حكومة حماس في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، إن «مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها». وأضاف أن مصر ستبذل هذه الجهود «حتى يتحقق السلام الدائم والشامل والعادل وتقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، هذا هو السبيل الوحيد الذي سيحقق الاستقرار ويحقق مصلحة جميع شعوب المنطقة»، مؤكداً ان «مصر تقف الى جانب أبناء الشعب الفلسطيني حتى يستردوا جميعا حقوقهم المشروعة ويقيموا دولتهم المستقلة ذات السيادة غير المنقوصة».
وقبيل الزيارة أعلن مصدر اسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافق، بطلب مصري، على تجميد العملية العسكرية الواسعة النطاق «عمود السحاب» التي تشنها قواته ضد قطاع غزة منذ الاربعاء الماضي خلال زيارة قنديل. ولكن خلال زيارة قنديل استشهد فلسطينيان، أحدهما طفل، في غارة جوية اسرائيلية على شمال قطاع غزة، كما أفادت حكومة «حماس»، في حين نفت إسرائيل شن أي غارة. وقال مصدر طبي إن جثة الطفل وصلت الى مستشفى الشفاء خلال جولة كان يقوم بها في المستشفى هشام قنديل برفقة رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية.
وفي المستشفى، قال قنديل إن «ما شاهدته اليوم في غزة وما شاهدته في المستشفى والشهداء لا يمكن السكوت عليه، الطفل الشهيد محمد ياسر الذي سالت دماؤه الآن، هذه المأساة لا يمكن السكوت عليها وعلى العالم أجمع ان يتحمل مسؤوليته لوقف العدوان، وعلى إسرائيل ان تحترم التعهدات وتحترم المواثيق التي وقعت عليها».
وأوضح قنديل «ان هذه الزيارة ليست مجرد ايصال الدعم السياسي، ولكنها وقوف الى جانب الشعب الفلسطيني على الارض، معي وفد من وزارة الصحة والوزراء المعنيين لبحث ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني، هذه بداية يتبعها وفود أخرى رسمية وغير رسمية». كما دعا الفصائل الى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال ان «ندائي اليوم الى الشعب الفلسطيني يجب أن نتوحد، يجب على الشعب الفلسطيني بكل فصائله ان يتوحد الآن».
ولكن متحدثاً باسم الجيش الاسرائيلي نفى شن اي غارة جوية بعد وصول قنديل الى القطاع.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية، أمس، أن طائرات حربية استهدفت الليلة قبل الماضية منزل رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية، إلا أن الأخير لم يكن بالمنزل وقت قصفه. ولم يصدر اي تأكيد من قيادة الجيش الاسرائيلي، أو «حماس» لهذا الخبر.
وأعلنت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن اطلاق 42 صاروخاً من قطاع غزة على مستوطنات نير اسحاق ومفاتيحم وميغن ونيريم، صباح أمس، بعد وصول قنديل.
كما اعلنت قصف اسدود المحتلة بخمسة صواريخ غراد. وأطلقت «حماس» على معركتها ضد اسرائيل اسم «حجارة من سجيل». وأعلنت كتائب القسام ايضا في بيان آخر انها أطلقت صاروخاً على جيب عسكري إسرائيلية شرق البريج وسط قطاع غزة، ما ادى الى اصابة جنود اسرائيليين، الأمر الذي نفاه الجيش الاسرائيلي.
وبهذا ترتفع حصيلة عملية «عمود السحاب» التي بدأتها اسرائيل الاربعاء الماضي ضد القطاع الى 25 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 240 جريحاً، بحسب مصادر طبية فلسطينية في غزة. وقامت كتائب القسام، أمس، بإعدام فلسطيني بتهمة «التعاون مع إسرائيل» في مدينة غزة، بعد تورطه في اغتيال قيادات فلسطينية.
وبدأ الجيش الاسرائيلي، أمس، باستدعاء 16 ألف جندي احتياط، بحسب ما اعلنت متحدثة عسكرية، وذلك في إطار استعداداته لتوسيع عمليته العسكرية الواسعة النطاق على قطاع غزة الى عملية برية محتملة. وقالت المتحدثة «إنهم يوزعون الآن اشعارات الاستدعاء والعملية قد بدأت». وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وافق، أول من أمس، على استدعاء 30 ألف جندي احتياط قد يتم استدعاؤهم في اي وقت. وقال البريغادير جنرال يواف مردخاي للقناة الثانية الاسرائيلية «نحن في خضم توسيع الحملة» العسكرية التي تنفذها اسرائيل ضد المجموعات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وقالت الشرطة الاسرائيلية وشهود عيان ان دوي الانفجار في تل أبيب الذي سبب انطلاق صفارات الانذار نجم عن سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط في البحر على بعد نحو 200 متر من السفارة الاميركية. وتبنت كتائب عزالدين القسام إطلاق الصاروخ «قسام ام 75 محلي الصنع». وسبب سقوط الصاروخ حالة ذعر لدى رواد الشواطئ وبقية سكان في مدينة تل أبيب، وأعلنت بلدية تل أبيب أنها قررت فتح الملاجئ العامة في أنحاء المدينة، وطالبت السكان بالدخول إليها فور سماع صافرات الإنذار. وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش شن 466 غارة على قطاع غزة منذ شروعه بعملية «عامود السحاب» العسكرية ضد القطاع، بدأت باغتيال قائد كتائب القسام احمد الجعبري ومرافقه. وقالت مصادر فلسطينية إن الغارات طالت صباح اليوم 25 مركزاً أمنياً ومراكز تدريب تتبع لحركة «حماس». وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو هاجم 450 هدفًا منذ بدء التوتر مع القطاع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news