انتخابات بنكهة الانفصال في كتالونيا
صوت الناخبون في كتالونيا، أمس، مدفوعين بحمى انفصالية، لانتخاب برلمانهم في تحد للحكومة الاسبانية قد يؤدي بهذا الإقليم القوي الواقع في شمال شرق اسبانيا الى استفتاء حول تقرير مصريره، وهو مطلب تظهر الاستطلاعات أنه يحظى بالأغلبية، خصوصاً مع تعمق الأزمة الاقتصادية الإسبانية. وفي شوارع برشلونة علق على بعض الشرفات علم كاتالونيا بخطوطه الحمراء والصفراء وعلى شرفات اخرى علم الانفصاليين الذي يحمل نجمة بيضاء وسط لون أزرق. وقد وعد رئيس الإقليم أرتور ماس زعيم القوميين - الذي بايعته تظاهرة ضخمة نظمت في 11 سبتمبر في شوارع برشلونة رددت فيها شعارات «الاستقلال» - الكاتالانيين البالغ عددهم 7.5 ملايين، بتنظيم استفتاء حول مستقبل الاقليم بعد اربع سنوات إذا فاز بالانتخابات. ومن المتوقع حصول تحالف الاتحاد والتجمع (حزب الرئيس ماس) على أغلبية من 62 إلى 64 مقعداً في برلمان يضم 135 مقعداً. وتظهر استطلاعات الرأي أن ثلثي ناخبي كتالونيا - الواقعة على الحدود الفرنسية - سيعطون أصواتهم لأحزاب يمينية أو يسارية تؤيد الانفصال. وأدى الإحباط من ارتفاع البطالة والركود العميق وما تبعه من تقليص للإنفاق - الذي مس قطاعات بكتالونيا كالمدارس والجامعات والمستشفيات - إلى عودة النزعة الانفصالية بإقليم يملك ثقافته ولغته الخاصتين، ويعود تاريخه إلى أكثر من 1000 سنة قبل أن يصبح جزءا من إسبانيا بزواج الملكة إيزابيلا بالملك فرديناند قبل نحو خمسة قرون ونصف قرن. وتظهر استطلاعات للمرة الأولى أن أكثر من نصف السكان - البالغ عددهم نحو 7.5 ملايين - يريدون الانفصال عن إسبانيا، وقد تعهد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي باستخدام الدستور لإعاقة الاستفتاء الذي يصفه بأنه يتعارض مع الحس السليم ومع القانون الأساسي للبلاد.