«الحر» يستولي على سد تشرين ويقطع طريق حلب ــ الرقة
استولى الجيش السوري الحر الليلة قبل الماضية على سد تشرين الاستراتيجي الذي يصل بين ريفي حلب والرقة بعد اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام أياما عدة، وباتوا يقطعون عمليا الطرق المؤدية التي تربط الرقة بحلب. في حين قصفت طائرات حربية سورية، أمس، مقرا لقيادة الجيش الحر بالقرب من الحدود مع تركيا لكنها أخطات هدفها.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المقاتلين المعارضين للنظام السوري باتوا يقطعون عمليا الطرق المؤدية التي تربط محافظة الرقة (شمال شرق) بمدينة حلب، بعد استيلائهم على سد تشرين الاستراتيجي الذي يقع على نهر الفرات.
وأضاف في بيان أن مقاتلي الكتائب الثائرة سيطروا على سد تشرين والابنية المحيطة به بريف حلب، إثر اقتحام مقاتلين من كتائب عدة السد أول من أمس، بعد اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام أياماً عدة، قطعه قصف من طائرات حربية على المنطقة.
وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» أن«الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لأنها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب امام الجيش (النظامي)»، مشيراً الى أن هناك طريقا صغيرة تجتاز النهر، «لكنها صعبة ووعرة جداً».
وقال إن «الطريق الرئيسة القادمة من الرقة والتي تمر بمدينة الثورة على نهر الفرات تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية وقوات المعارضة، وبالتالي لا يمكن للجيش الاعتماد عليها، أما الطريق الاخرى التي تمر بسد تشرين فكانت آخر طريق يسيطر عليها الجيش، لكنها لم تعد قابلة للاستخدام الآن».
ويواصل المقاتلون المعارضون عملياتهم من اجل تضييق الخناق على القوات النظامية في مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ اربعة أشهر.
ومن اجل استقدام تعزيزات الى حلب من دمشق عبر الطريق السريع، يفترض بقوات النظام ان تمر في مدينة معرة النعمان وهي بين أيدي المقاتلين المعارضين منذ التاسع من اكتوبر الماضي، وتحاول هذه القوات سلوك طرق في محيطها لتجنبها، لكن المرور يبقى خطرا بسبب المعارك التي تشهدها المنطقة، وهناك طريق اخرى عسكرية تربط دمشق بحلب، لكنها «صعبة هي الاخرى وطويلة ويستغرق سلوكها وقتا أربع مرات أكثر من الطريق العادية»، بحسب عبدالرحمن. وبذلك يكون المقاتلون المعارضون أحكموا سيطرتهم على المنطقة الممتدة على مسافة 70 كلم بين محافظتي حلب والرقة المتاخمتين للحدود التركية من دون ان يعني ذلك أنهم اصبحوا في منأى عن الغارات الجوية.
ويسمح سد تشرين بتوليد الطاقة الكهربائية ويبعد نحو 115 كلم عن مدينة حلب و80 كلم عن الحدود التركية. ويبلغ حجم تخزين بحيرة السد نحو 1.9 مليار متر مكعب، بحسب موقع وزارة الموارد المائية السورية على الانترنت.
وأظهر شريط مصور بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الالكتروني عشرات المقاتلين يسيرون ليلاً على طريق السد، فيما يعلن احدهم أن «سد تشرين تحت سيطرة الجيش الحر». وفي شريط آخر تم تصويره نهاراً، يبدو المقاتلون مجتمعين في قاعة امام شاشة مراقبة كبيرة، ويشير مصور الشريط الى أنها «شاشة مراقبة سد تشرين». كما أظهر الشريط مقاتلين اثنين وضعا بندقيتيهما جانبا وهما يراقبان عمل السد امام خمس شاشات كمبيوتر، فيما بدا آخر يرتدي كنزة صوفية وهو يقدم لهما الشاي، ويقول المصور «انهما عاملان ومهندس».
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي «تحاول اقتحام مدينة معرة النعمان من مدخلها الجنوبي إثر محاولات فاشلة لاقتحامها خلال الايام الماضية»، بحسب المرصد. كما استمر القصف العنيف على مناطق في ريف دمشق، لاسيما على منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة (غرب دمشق) ومدينة داريا، ويترافق مع اشتباكات عنيفة.
إلى ذلك، أكد نشطاء من المعارضة أن طائرات حربية سورية قصفت، أمس، مقراً لقيادة الجيش السوري الحر بالقرب من الحدود مع تركيا، لكنها أخطات هدفها في ما يبدو.
وقال الناشط محمد عبدالله إن القيادة المشتركة (للجيش السوري الحر) ومقرها داخل مدرسة كانت مستهدفة بالغارة «لكن يبدو أنهم أخطأوا الهدف، كانت هناك طائرتان واحدة بدت كطائرة استطلاع، حلقتا فوق المنطقة نحو ساعة».
وذكر نشطاء أن مقاتلة تركية انطلقت صوب المنطقة لكن لم يكن هناك تعليق على الفور من السلطات التركية عن القصف الذي وقع عند قرية أطمة المواجهة لقرية تركية في اقليم هاتاي. وأضافوا أن مقاتلي المعارضة أطلقوا نيران الأسلحة المضادة للطائرات لكن الطائرات كانت تحلق على ارتفاع حال دون إصابتها. وقصفت طائرات سورية أهدافاً لمقاتلي المعارضة على الحدود لكن غارة، أمس، كانت الأقرب للحدود ووقعت على بعد كيلومتر واحد من مقر الشرطة التركية، وبالقرب من نقطة عبور يستخدمها اللاجئون السوريون.
وفي اتصال هاتفي وصف ناشط آخر تحليق الطائرات فوق المنطقة، وأمكن سماع أصوات بدا أنها أصوات صواريخ وانفجارات عبر الهاتف. وقال إن الطائرات «أطلقت ثلاثة صواريخ، يبدو أنها قصفت مباني قريبة ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، يبدو أن الجيش السوري الحر كان يتوقع الغارة الجوية وأخلى المنطقة». وأطمة هي قرية رئيس المجلس العسكري للجيش الحر العميد الركن مصطفى الشيخ.