«الجيش الحر» يستولي على كتيبة للدفاع الجوي ويسقط مروحية بصاروخ «أرض ــ جـــو» في ريف حلب
20 قتيلاً في «مجزرة» لقوات النــظام بقصف مـعصرة زيتون بإدلب
ارتكبت القوات السورية النظامية، أمس، «مجزرة جديدة»، بمقتل 20 شخصا، وسقوط عشرات الجرحى، جراء غارة جوية للطيران الحربي على معصرة زيتون في إدلب (شمال غرب). في حين استولى الجيش السوري الحر على مقر كتيبة للدفاع الجوي، وأسقط مروحية عسكرية بصاروخ أرض ـ جو للمرة الأولى، في ريف حلب شمال سورية، فيما حشد النظام السوري قواته في منطقة البساتين المتاخمة لدمشق، مع بدء تكثيف هجماته على معاقل الجيش السوري الحر في ريف العاصمة، مؤكدا في الوقت نفسه ـ عبر إعلامه الرسمي وتصريحات مسؤوليه ـ أن معركته باتت مع تنظيم «القاعدة» المتطرف، وأنه «يستعد لحسمها» قريبا.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية سورية قصفت، أمس، منطقة في إدلب شمال غرب البلاد، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال في بيان «وردت معلومات عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح، إثر استهداف الطائرات الحربية لمنطقة تقع فيها معصرة للزيتون غرب مدينة إدلب».
وتحدثت لجان التنسيق، من جهتها، عن «مجزرة جديدة تقوم بها قوات النظام، أدت إلى سقوط 20 شهيدا وعشرات الجرحى، جراء غارة جوية من الطيران الحربي على معصرة زيتون». كما قصفت طائرات حربية منطقة على بعد كيلومترين اثنين من مدينة إدلب على الطريق المؤدي إلى قرية عين شيب، ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وإصابة 30 آخرين بجروح، جروح بعضهم خطرة، بحسب المرصد.
وبحسب المرصد، تعرضت مدينة معرة النعمان، في ريف إدلب، لقصف من طائرة حربية قتل فيه خمسة مقاتلين، في وقت تستمر، منذ أول من أمس، الاشتباكات العنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة، التي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليها منذ وقوعها بين أيدي المقاتلين المعارضين، في التاسع من أكتوبر الماضي.
كما يطال القصف، بحسب المرصد، بلدات كفرتخاريم، ومعر شمشة، وكفرومة وجدرايا، وبكفلون.
وفي العاصمة دمشق وريفها، أفاد المرصد، أمس، بحشد القوات النظامية السورية تعزيزات بمنطقة البساتين الواقعة بين كفرسوسة غرب دمشق وداريا القريبة من العاصمة، والتي تستمر الاشتباكات العنيفة في محيطها منذ ايام.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان، إن «الجيش الحر دمر في الاشتباكات ثماني دبابات وغنم واحدة، وإن الاشتباكات تتزامن مع قصف شديد من طائرات الميغ، والدخان الأبيض يملأ سماء المدينة بسببها».
وذكر المرصد ان اشتباكات وقعت ايضا في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما تعرضت بلدات ببيلا والمعضمية وداريا والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني، لقصف مصدره القوات النظامية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ودمار في بعض المنازل. ونقل المرصد عن ناشطين، أنه تم العثور على جثامين ستة رجال في بلدة الدحاديل بريف دمشق «أعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية». وفي دمشق، تعرض حي الحجر الأسود جنوب المدينة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أفاد باشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور.
من جهة ثانية، أفاد المرصد بمقتل عنصرين من الشرطة العسكرية السورية بانفجار سيارة مفخخة عند حاجز للشرطة في منطقة عرطوز بريف دمشق.
وتبع الانفجار «إطلاق رصاص كثيف واشتباكات عنيفة»، بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد.
إلى ذلك، أكد المرصد أن «مقاتلين من كتائب عدة، اقتحموا كتيبة الدفاع الجوي في قرية المنطار بريف حلب، وقتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية، وسيطروا على أسلحة وذخائر»، مشيرا الى مقتل ستة مقاتلين.
وقال المقاتلون لصحافي بـ«فرانس برس»، إن معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع في قرية المنطار، على مقربة من بلدة السفيرة، وإن تسعة مقاتلين لقوا حتفهم. وأضافوا أنهم تمكنوا من قتل وأسر 70 جنديا، وأن قائد الكتيبة العقيد أيمن الشعار تمكن من الفرار.
وأوضحوا أن المغانم من الأسلحة تشمل ستة مدافع من «طراز 23 ملم»، وقاذفات صواريخ وذخائر.
من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري أن مقاتين معارضين أسقطوا مروحية عسكرية للمرة الأولى بصاروخ أرض ـ جو، عندما كانت تشارك في قصف المناطق المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي بمنطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي، وشوهدت النيران تندلع منها».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن الطائرة أصيبت بصاروخ أرض ـ جو مباشر، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح»، منذ بدء النزاع في سورية قبل 20 شهرا. وأكدت لجان التنسيق المحلية، في بريد إلكتروني، سقوط الطائرة. وفي شريط فيديو مرفق بخبر لجان التنسيق، يمكن رؤية الطائرة وقد أصيبت في الجو، ثم خرج منها دخان أسود، ثم اندلعت فيها النيران، قبل أن تسقط وسط دخان أبيض كثيف. ويحاصر المقاتلون المعارضون، منذ أيام، كتيبة الشيخ سليمان ويحاولون التقدم اليها.
وفي مدينة حلب، أفاد المرصد باشتباكات وقصف في عدد من الأحياء، لاسيما في منطقة الليرمون ومحيط المخابرات الجوية.
وفيما تستمر المعارك وعمليات القصف على وتيرتها التصعيدية في سورية، كتبت صحيفة «البعث» السورية الناطقة بلسان الحزب الحاكم، أمس، «بإيقاعات سريعة وقوة نارية كثيفة ومركزة، بدأت قواتنا المسلحة المرحلة الأخيرة في معركة الحسم النهائي مع تنظيم (القاعدة)، بمجموعاته المحلية التكفيرية والأجنبية المرتزقة، على امتداد الجغرافيا السورية».كما نشرت صحيفة «الوطن» الخاصة، المقربة من السلطة من جهتها، لائحة تضم أسماء 142 «إرهابيا»، قتلوا في سورية وينتمون إلى 18 بلدا عربيا وأجنبيا بينهم 47 سعوديا، و24 ليبياً، و10 تونسيين، وتسعة مصريين، وستة قطريين وخمسة لبنانيين. كما تشمل اللائحة 11 افغانيا وخمسة أتراك وثلاثة شيشانيين وأذربيجانيا وتشاديا. وقالت الصحيفة ان اللائحة التي حصلت عليها من «مصدر مطلع»، قدمتها البعثة السورية في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الشهر الماضي. دوليا، وسعت اليابان، أمس، العقوبات التي تفرضها على دمشق، وأدرجت 36 شخصا و19 كيانا على قائمة المشمولين بالعقوبات، بينهم رئيس الوزراء وائل نادر الحلقي، وحاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة، إضافة إلى الشركة السورية للنفط ومصارف وشركات صناعية ووزارات.
وتضم قائمة العقوبات اليابانية على النظام السوري 59 شخصية، و35 منظمة، مجمدة ارصدتهم في اليابان، وممنوعين من السفر إليها، بينهم الرئيس السوري بشار الأسد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news