أخذ عينة من رفات عرفات لكشف لغز وفاته

إعادة إغلاق قبر عرفات بعد أخذ عينات من رفاته. أ.ف.ب

أعيد إغلاق ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أمس، في رام الله بعدما تم أخذ عينات من رفاته لفحصها، سعياً لكشف لغز وفاته قبل اكثر من ثمانية أعوام.

وقال مسؤول في لجنة التحقيق في وفاة الزعيم التاريخي الفلسطيني لوكالة «فرانس برس»: «انتهت العملية، اغلق الضريح مجدداً وسلمت العينات الى الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس»، وأزيلت السواتر الزرقاء التي وضعت حول الضريح قبل أسبوعين.

وأعلنت السلطة الفلسطينية، امس، أنه تم أخذ عينات من رفات الرئيس الراحل عرفات من دون رفع الجثمان من مكانه. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية الخاصة بالتحقيق في وفاة عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، أصدر بياناً قال فيه «لقد سارت الأمور المتعلقة بأخذ العينات من جثمان الشهيد ياسر عرفات حسبما هو مقرر، وقد أخذ الخبراء الروس والفرنسيون والسويسريون العينات المطلوبة من الجثمان دون أن يتم رفع الرفات من مكانها، بموافقة وإجماع الخبراء».

وأضاف «بما أن الجثمان لم يرفع من مكانه فقد ألغيت مراسم إعادة الدفن واستعيض عنها بوضع أكاليل من الزهور من جانب أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والقيادة الفلسطينية». ومن غير المتوقع بحسب الخبراء ان تظهر نتائج التحاليل قبل أسابيع عدة.

وعقد الطيراوي ورئيس اللجنة الطبية (الخاصة بالتحقيق) عبدالله البشير، ووزيرا الصحة والعدل، مؤتمراً صحافياً تحدثوا فيه عن الإجراءات.

وكان الطيراوي قال قبل أيام، إن «ثمة قناعة كبيرة، وقرائن بأن إسرائيل اغتالت الرئيس ياسر عرفات»، مشيراً إلى أنه مهما كانت نتائج تحقيقات اللجان الثلاث (الفرنسية، والسويسرية، والروسية) ستبقى القضية مفتوحة.

وحضر العملية ثلاثة قضاة فرنسيين مكلفين التحقيق في قضية قتل، اثر شكوى قدمتها أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل سهى عرفات في فرنسا.

وشاهد مراسلو وكالة «فرانس برس» عمالاً فلسطينيين يباشرون ازالة السواتر الزرقاء التي وضعت حول ضريح عرفات منذ اكثر من أسبوعين.

وأكد المصدر ان كلاً من فرق الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس أخذ عينة خاصة به من الرفات.

من جهتها، قالت سهى عرفات في اتصال هاتفي من مالطا مع وكالة «فرانس برس»: «ما تم اليوم ردة اعتبار لياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني الذي احبه شعبه، ويطالب ليل نهار بالوصول الى حقيقة من قتل ياسر عرفات، وهي محاولة نريد ان تتكلل بالنجاح لمعرفة سر وفاته».

وتابعت «أنها ردة اعتبار لياسر عرفات الذي تم محاصرته في المقاطعة برام الله ولم يتحرك احد لإنقاذه من هذا العالم الذي يدعي أنه حر، لقد تركوه يموت ولكن لن نترك من قتله يفلت من العقاب، ولن نترك الحقيقة تدفن».

وحضر مراسم فتح القبر المفتي العام للاراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، حيث قال لوكالة «فرانس برس» عقب مغادرته الضريح «حضرت الى هنا لأنه يجب ان اكون موجوداً عند فتح الضريح من الناحية الشرعية».

وتثير قضية وفاة عرفات جدلاً واسعا، خصوصاً في أعقاب التحقيق الذي بثته قناة الجزيرة في شهر يوليو الماضي، وكشف عن وجود مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس الراحل استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وذلك بعد فحوص أجراها مختبر سويسري مرموق. وكان عرفات قد أصيب بمرض غامض خلال حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله في عام ‬2002، وتم نقله الى مستشفى بيرسي بفرنسا في ‬29 أكتوبر ‬2004 إثر تدهور حالته الصحية، وتوفي هناك في ‬11 نوفمبر.

ولم تنشر على الاطلاق أي معلومات طبية واضحة عن سبب وفات عرفات، ويتهم عدد كبير من الفلسطينيين اسرائيل بتسميمه، الأمر الذي تنفيه الاخيرة، لكن البعض يشكك أيضاً بتعاون فلسطيني في هذه القضية على خلفية صراعات على السلطة.

تويتر