«أصدقاء سورية» يدعون إلى حظــر نفطي على النظام.. ومعارك في محيط مــطار دمشق
دعت مجموعة العمل (أصدقاء الشعب السوري) في طوكيو، أمس، إلى فرض حظر نفطي على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، لكنها عبرت عن قلقها من احتمال امتداد النزاع «الى كل المنطقة»، في حين تعاني مناطق واسعة من سورية لليوم الثاني على التوالي انقطاعاً في الاتصالات الهاتفية والانترنت، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيشين النظامي والحر في محيط مطار دمشق الدولي، بينما انسحبت القوات النظامية من حقل العمر النفطي الواقع شمال مدينة الميادين لتفقد بذلك آخر مراكز الوجود لها شرق مدينة دير الزور.
وأصدرت مجموعة العمل (أصدقاء الشعب السوري)، في ختام اجتماع برئاسة اليابان والمغرب، الذي سيستضيف الاجتماع المقبل للمجموعة، الذي سيعقد على مستوى وزاري، بياناً دعت فيه إلى فرض حظر نفطي على نظام الاسد.
وقالت المجموعة إنها «تؤكد دعوتها لكل الدول الى فرض حظر على المنتجات النفطية السورية، وعلى الشركات التي تقدم التأمين واعادة التأمين للسفن التي تنقل منتجات نفطية سورية».
وعبر البيان باسم 63 بلداً الى جانب جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الاوروبي، عن القلق من «تصعيد العنف وامتداد الأزمة الى كل المنطقة، وتدهور الوضع الانساني» في البلاد.
ودعت المجموعة الى تعزيز الضغط على نظام الاسد، كما حثت الاسرة الدولية على الوحدة لفرض التغيير في سورية.
ودانت المجموعة «عمليات القتل وقصف المناطق السكنية المستمرة في سورية»، و«الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان»، منذ ان بدأت القوات السورية سحق الحركة الاحتجاجية. ودعا المشاركون كل دول العالم الى فرض حظر نفطي على النظام السوري، لكنهم عبروا عن خشيتهم من امتداد النزاع الى «المنطقة كلها».
ودعت المجموعة في بيانها «الاسرة الدولية، خصوصا الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي، الى التحرك بشكل سريع ومسؤول وحاسم لزيادة الضغط على النظام» السوري. وطالبت بتعزيز العقوبات لتضييق الخناق على النظام السوري، مشددة على ان آثارها على السكان سببها الحكومة في دمشق.
وقال البيان ان«المجموعة تدعو قطاعات المال والاعمال الدولية الى الامتثال بالكامل للاجراءات التي اتخذت وستتخذ ضد النظام السوري».
كما عبرت المجموعة عن ارتياحها لتوحيد المعارضة السورية في اجتماع عقد في الدوحة في 11 نوفمبر الماضي، آملة ان يعد هذا الائتلاف للمعارضة السورية «انتقالاً سريعاً وسلمياً من دون استبعاد احد». وشاركت اربع دول لاول مرة في هذا الاجتماع هي بنغلاديش وكازاخستان وكوسوفو واندونيسيا.
ويمهد العمل التقني الذي سيتم انجازه في طوكيو لاجتماع على مستوى وزاري «لأصدقاء الشعب السوري» سيعقد في 12 ديسمبر في مراكش، والذي سيبحث في «سبل تحقيق مرحلة انتقالية سياسية»، حسب وزارة الخارجية المغربية.
على الصعيد الميداني، استمرت، أمس، المعارك في المناطق المحيطة بمطار دمشق الدولي والطريق المؤدية إليه، إلا ان مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري غيدا عبداللطيف أكدت ان الحركة في المطار «طبيعية».
وقالت لـ«فرانس برس»، إن «مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي، وان الطريق إليه ومنه آمنة بنسبة 100٪».
ونفت عبداللطيف «كل ما تردد، أمس (الخميس)، عن اغلاق مطار دمشق الدولي»، مشيرة إلى «إغلاق أحد مدرجات المطار بسبب عطل فني سرعان ما تم اصلاحه». وأشارت الى اقلاع طائرة نمساوية تقل عاملين في الامم المتحدة، مساء أول من أمس، على متنها 150 راكباً.
وذكر بيان صادر عن الامين العام للامم المتحدة ان اربعة موظفين في الامم المتحدة اصيبوا بجروح، أول من أمس، في اطلاق نار على حافلة كانت تقلهم الى مطار دمشق. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اشار الى مقتل موظفين اثنين في اطلاق النار. وذكر ان السلطات اقفلت طريق المطار بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت على اطراف الطريق.
وأوضح مصدر ملاحي من جهته ان أي طائرة تابعة لشركة خارجية لم تحط بعد في مطار دمشق أمس. وألغت شركة مصر للطيران، أول من أمس، رحلتها الى دمشق التي كانت مقررة اليوم لتعذر الاتصال بمكتبها في دمشق. كما اعلنت شركة طيران الامارات تعليق رحلاتها الجوية «حتى إشعار آخر» مع العاصمة السورية.
في سياق متصل، قال مصدر امني ان القوات النظامية تمكنت من «إعادة الأمن الى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، بالاضافة الى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكه»، إلا انه اشار الى ان «الجزء الصعب لم ينته وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق حيث يوجد آلاف الارهابيين»، مضيفا ان «ذلك سيستغرق بضعة ايام». لكن لجان التنسيق المحلية افادت في بيان، أمس، بـ«اشتباكات الآن في محيط المدرج الغربي للمطار»، مشيرة الى ان «الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة حماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع».
بدوره ذكر المرصد السوري في بيانات متلاحقة، أمس، أن الاشتباكات مستمرة منذ صباح أمس، بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم في ريف دمشق، وتترافق مع قصف من القوات النظامية السورية على هذه المناطق القريبة اجمالاً من طريق المطار.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، انسحبت القوات النظامية من حقل العمر النفطي الواقع شمال مدينة الميادين، بحسب المرصد الذي اشار الى ان النظام يفقد بذلك «آخر مراكز وجود له شرق مدينة دير الزور». ويأتي ذلك بعد سيطرة المقاتلين المعارضين في الرابع من نوفمبر على حقل الورد النفطي في محافظة دير الزور، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.
وكانت القوات النظامية فقدت السيطرة على «معمل وحقل غاز كونوكو في 27 نوفمبر»، بحسب المرصد الذي اشار الى انشقاق 45 عسكرياً منه.
من ناحية أخرى، تعاني مناطق واسعة من سورية، لليوم الثاني على التوالي انقطاعاً في الاتصالات الهاتفية والانترنت، ولم تتمكن وكالة «فرانس برس» من اجراء اتصالات عبر الانترنت او عبر الهاتف في اتجاه خطوط ثابتة ومحمولة في العاصمة السورية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، «لليوم الثاني على التوالي، الانترنت مقطوعة في الاراضي السورية كافة، في بعض المناطق يتم الدخول الى الانترنت بصعوبة جدا». وأضاف «كذلك الاتصالات الهاتفية صعبة جدا». وقطعت الاتصالات في عدد كبير من المناطق السورية لاسيما دمشق، منذ ظهر أول من أمس، وعزا مزودو خدمات الاتصالات الامر الى تصليح مشكلات تقنية.