طرابلس تكرّم الكيخيا وتشيع جثمانه اليوم
نظمت ليبيا حفل تأبين، أمس، تكريماً لذكرى منصور الكيخيا، أحد أبزر معارضي العقيد القذافي، الذي اختفى في القاهرة سنة 1993، وعثر على جثته في العاصمة الليبية في فيلا تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية للزعيم السابق منتصف اكتوبر.
وسيدفن الجثمان اليوم في مسقط رأس الكيخيا ببنغازي شرق ليبيا.
واعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان ان «نظام الطغيان اختطف المعارض منصور رشيد الكيخيا، ثم قتله وأخفى جثمانه، ولم يدفنه، ما يدل على أنه كان يخشاه ميتاً أكثر مما كان يخشاه حياً».
وقال شقيقه محمود الكيخيا إن حفل تأبين سيقام لشقيقه في طرابلس، ويتم تشييعه اليوم في مسقط رأسه بمدينة بنغازي (شرق) حيث سيدفن بمشاركة مسؤولين من مختلف مؤسسات السلطة في ليبيا، وحشد من المواطنين، ومنظمات المجتمع المدني، الى جانب اسرته.
وصرح محمود الكيخيا لوكالة «فرانس برس» «عثرنا على جثة شقيقي منصور الذي تم اختطافه من العاصمة المصرية القاهرة في عام 1993 على أيدي أجهزة نظام القذافي، في ثلاجة بفيلا تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية في العهد السابق بطرابلس قبل نحو شهر ونصف الشهر».
واضاف محمود ان «تحليل الحمض النووي (دي. إن. إيه) اثبت ان الجثة التي تم العثور عليها تتطابق مع اشقاء وابناء منصور الكيخيا».
واختفى منصور الكيخيا في القاهرة سنة 1993، واتهمت اجهزة الاستخبارت الليبية بخطفه، كما اتهم النظام المصري بالتورط في ذلك. لكن اختفاء المعارض ظل لغزاً لقلة الأدلة.
وقد عمل الكيخيا، الذي ولد في 1931 في بنغازي، سفيرا في باريس والجزائر، ثم عين مندوب ليبيا في الأمم المتحدة سنة 1965. وعينه القذافي وزيراً للخارجية سنة 1972، وبعد ثماني سنوات عاد الى مهامه في الأمم المتحدة وانشق عن القذافي وانضم الى المعارضة للدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان.
وشن معمر القذافي خلال التسعينات حملة تصفية طالت العديد من معارضيه في الدول العربية والغربية، وكان يصف هؤلاء بأنهم «كلاب ضالة». وقال صهر منصور الكيخيا، محمد المفتي، الذي شارك في التعرف على جثته لـ«فرانس برس» «تعرفت عليه من الوهلة الأولى على الرغم من ان طول فترة وجود جثمانه بالثلاجة غير ملامح وجهه وتفاصيلها، إلا أن طوله وقامته وتجاعيد جمجمته، أرجعت إلي صورة منصور على الفور». واضاف المفتي وهو جراح ومؤرخ ترشح لتولي رئاسة الحكومة الانتقالية «على ما يبدو أن الوفاة طبيعية، كون منصور دخل السجن مريضاً، ووضع في زنزانة صغيرة، ولم يكن قادراً على تحمله على مدى أربع سنوات، خصوصاً أن نظره ضعيف، وإن كانت هناك شكوك في قتله بطريقة ما من قبل النظام المنهار».
لكن محمود الكيخيا استبعد فرضية الوفاة الطبيعية، وذلك «لوجود طعنة في صدر منصور» مؤكداً أنه ينتظر تقريراً شرعياً جديداً لتوضيح ظروف الوفاة.
وأشار المفتي إلى أنه زار الزنزانة التي وضع بها منصور قائلاً «إنه وضع في تلك الزنزانة الصغيرة الحاوية على مرحاض بداخلها، بمنطقة المربعات بأطراف مزرعة القذافي، في طريق المطار، في مبنى يسع 12 زنزانة فقط، خصصت على ما يبدو لأكثر الشخصيات أهمية في تلك الفترة».
وأكد المفتي ان معلومات أدلى بها قائد الاستخبارت السابق في عهد القذافي، عبدالله السنوسي، الذي تعتقله السلطات الجديدة حالياً، أفادت بأن «مشعوذي القذافي طلبوا منه عدم دفن الجثة كي لا يلاقي المصير نفسه».