الأزهر يطالب مرسي بتجميد «الدستوري» والدعوة إلى حوار وطني
طالب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في مصر، الرئيس محمد مرسي بتجميد «الإعلان الدستوري» والدعوة إلى حوار وطني فوراً، وبينما أفضى اجتماع الرئيس مع قيادات أمنية وسياسية إلى الدعوة إلى إخلاء محيط قصر الرئاسة وحظر التظاهر حوله، نشر الحرس الجمهوري دبابات امام مقر الرئاسة، وسط انباء عن إجلاء أسرة الرئيس مرسي من منزلها بمنطقة القومية بمدينة الزقازيق.
ودعا مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، وهو أعلى سلطة فيه، أمس، مرسي إلى «تجميد الاعلان الدستوري»، و«الدعوة لحوار وطني فوراً». ودخل الازهر على خط الازمة، داعياً الرئيس المصري إلى التراجع عن الإعلان الدستوري، وطالب «بتجميده ووقف العمل به»، و«الدخول في حوار وطني يدعو إليه السيد رئيس الجمهورية فوراً، وتشارك فيه كل القوى الوطنية من دون استثناء ومن دون شروط مسبقة».
وكان الإعلان الدسستوري الذي أصدره الرئيس المصري في 22 نوفمبر الماضي فجر الازمة السياسة الاسوأ في البلاد منذ انتخاب مرسي في يونيو الماضي.
وفي أسوأ أعمال عنف تقع في البلاد منذ انتخاب مرسي رئيساً في يونيو الماضي، قتل خمسة متظاهرين، وأصيب نحو 600 آخرين بجروح خلال صدامات بين مناصري ومؤيدي مرسي، بدأت أول من أمس، واستمرت ليلاً في محيط القصر الرئاسي، بحسب وزارة الصحة المصرية.
وأمهل الجيش المصري المتظاهرين فترة زمنية «لإخلاء محيط قصر الرئاسة»، وقرر حظر التظاهر تماماً حوله، وبحلول المهلة كانت قوات الحرس الجمهوري أقامت كردوناً كاملاً حول القصر الواقع في مصر الجديدة بشرق القاهرة.
وقال بيان تلقت «فرانس برس» نسخة منه من رئاسة الجمهورية، إن «قيادة الحرس الجمهوري المسؤولة عن حماية المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية رأت ضرورة إخلاء محيط قصر الاتحادية الساعة الثالثة عصراً، وحظر وجود أي تظاهرات في محيط المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية».
وجاء هذا القرار عقب اجتماع عقده الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس الوزراء هشام قنديل، بحضور عدد من المسؤولين، من بينهم خصوصاً وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، ورئيس المخابرات العامة رأفت شحاتة، وقائد الحرس الجمهورية الواء محمد زكي، بحسب بيان للرئاسة.
وكان قائد قوات الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي، أكد في تصريح بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بعيد الظهر أن «وجود قوات الحرس الجمهوري في محيط قصر الرئاسة منذ صباح أمس، يهدف الى الفصل بين المؤيدين والمعارضين للرئيس، والحليولة دون حدوث إصابات جديدة».
وأضاف أن «القوات المسلحة وعلى رأسها الحرس الجمهوري لن تكون أداة لقمع المتظاهرين».
وقال اللواء زكي إن «وجود قوات الحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسي بحي مصر الجديدة منذ صباح أمس جاء بهدف الفصل بين المؤيدين والمعارضين للرئيس، والحيلولة دون حدوث أية إصابات أخرى، كما حدث مساء أول من أمس الاربعاء».
وأكد أنه يريد أن يوجه «رسالة إلى الشعب المصري»، وهي أن «القوات المسلحة، وعلى رأسها قوات الحرس الجمهوري، لن تكون أداة لقمع المتظاهرين، كما أنه لن يتم استخدام أي من أدوات القوة ضد أفراد الشعب المصري». وشدد على «حرص القوات المسلحة وقوات الحرس الجمهوري على أرواح الشعب».
وفي بادرة لحل الأزمة الجارية، أعلن أحد مساعدي الرئيس المصري في وقت سابق أن مرسي سيوجه كلمة متلفزة الى الشعب المصري، وقال لـ«فرانس برس» إن مرسي سيدعو الى الحوار، لكن من دون تحديد مقترحات ملموسة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن «هناك أفكاراً عدة يجري بحثها».
في الأثناء، قال موقع «العربية» إن قوات الأمن قامت، امس، بإجلاء أسرة الرئيس مرسي من منزلها بمنطقة القومية بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، وذلك بعد تزايد حالات الكرّ والفرّ، بين مئات المتظاهرين، والأمن، محاولين اقتحام المنزل رداً على الأحداث التي وقعت أمام قصر الاتحادية وفقاً لـ«بوابة الأهرام».
وكان مئات المتظاهرين المعارضين للرئيس قد تدافعوا بمشاركة (حركة 6 أبريل والوفد والناصري) على قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزى، المتمركزة أمام منزل رئيس الجمهورية بمنطقة القومية بمدينة الزقازيق، وقام الشباب بدفع الجنود، مطالبين باقتحام المنزل، الأمر الذي رفضه الحرس الجمهوري. وطوال الليل وقعت صدامات بالعصي وقنابل المولوتوف ورشق الحجارة مع فترات هدوء قصيرة، فيما كانت تسمع العيارات النارية بانتظام.
وقالت جماعة «الإخوان» في مصر، في بيان امس، إن ما يحدث في البلاد من تظاهرات معارضة لقرارات الرئيس مرسي، مؤامرة على الشرعية والثورة.
ولم يتحدث مرسي منذ اندلاع اعمال العنف. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس في وقت مبكر أمس، على «تويتر» أنه سيتوجه بكلمة الى الامة «لبحث مبادرات لحل الأزمة»، لكن مصدراً في الرئاسة وقتها قال إن كلمته لم تتأكد بعد.
وعند ساعات الصباح الاولى، كانت ثلاث دبابات ثقيلة، وثلاث مدرعات خفيفة على الاقل متمركزة قرب مدخل القصر الرئاسي وعلى جادة كبرى محاذية له، في حين كان مئات من أنصار الرئيس موجودين في محيط القصر. وكان الهدوء يعم أمس محيط القصر الرئاسي، حيث كان المتظاهرون المناصرون لمرسي يرددون هتافات مؤيدة له ويتحادثون مع عناصر الجيش.
وبقي مئات من مناصري الرئيس في محيط القصر، وامضوا الليل هناك في خيم.
والشوارع المحيطة بالقصر كانت لاتزال تنتشر فيها الحجارة وحطام الزجاج والعديد من السيارات التي حطم زجاجها خلال مواجهات الليل. وإثر نداء من جماعة الاخوان المسلمين تدفق آلاف من الاشخاص الليلة قبل الماضية على القصر الرئاسي، وفككوا خيماً نصبتها مجموعات من المتظاهرين المناهضين لمرسي، الذين امضوا الليل فيها بعد تظاهرة حاشدة للمعارضة الثلاثاء الماضي . وتطالب المعارضة بسحب الاعلان الدستوري الذي منح مرسي صلاحيات مطلقة، وإلغاء استفتاء 15 ديسمبر الجاري على مشروع الدستور.
وتندد المعارضة المصرية بمشروع الدستور الجديد، الذي تمت صياغته من قبل الإسلاميين وللإسلاميين. وكانت اللجنة الدستورية التي قاطعها الليبراليون واليساريون والاقباط، انهت التصويت على مواد مشروع الدستور بسرعة كبيرة الاسبوع الماضي.