القوات النظامية تغلق المداخل المؤدية إلى دمشق.. و«الائتلاف» يستبق «لقاء مراكش» بتشكيل قيادة عسكرية جديدة

«دول التعاون» توافق على تعيين ممثل للمعارضة السورية

شبان يرفعون علم الثورة فوق أنقاض أحد المنازل الذي دمر بقصف للقوات النظامية في دمشق. أ.ف.ب

وافقت دول مجلس التعاون لدول الخليجي العربية، أمس، على طلب الائتلاف الوطني السوري المعارض، بتعيين ممثل له لدى دول المجلس الست. في حين أغلقت القوات السورية النظامية، أمس، جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق، بعدما هاجم معارضون نقاط تفتيش بمناطق عدة في المدينة. فيما تعرضت أحياء دمشق الجنوبية للقصف من القوات النظامية، مع وقوع اشتباكات عنيفة في ريف العاصمة.

بينما كشف الائتلاف الوطني عن تشكيل «مجلس عسكري أعلى»، من معظم المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام السوري، باستثناء «التنظيمات المتطرفة»، يعلن عنه رسميا قبل اجتماع «مجموعة أصدقاء سورية»، المقرر في مراكش في ‬12 ديسمبر الجاري.

وأعلن الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، الموافقة على طلب المعارضة السورية تعيين ممثل لها لدى دول المجلس الست.

وأوضح بيان للامانة العامة أن الزياني أبلغ الأمين العام «للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مصطفى الصباغ ـ على هامش حوار المنامة ـ «موافقة» المجلس الوزاري لدول الخليج على «طلب الائتلاف اعتماد ممثل له لدى مجلس التعاون».

كما أكد الزياني «استمرار وقوف دول المجلس ،ومساندتها التامة للشعب السوري الشقيق، في سبيل تحقيق تطلعاته المشروعة»، فضلا عن «بحث تطورات الأوضاع على الساحة السورية، وجهود الائتلاف على المستويين الداخلي والخارجي».

على الصعيد الميداني، أكد نشطاء أن القوات السورية أغلقت، أمس، جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق، بعدما هاجم معارضون نقاط تفتيش في مناطق عدة بالمدينة. وقال الناشط هيثم عبدالله من دمشق، إن «نحو ‬13 نقطة تفتيش تابعة للجيش، تعرضت لهجمات عند مداخل العاصمة دمشق، ما دفع القوات الحكومية إلى إغلاق مناطق عدة، خصوصا تلك المؤدية إلى الضواحي الشرقية والغربية والجنوبية للعاصمة». وأضاف أن القوات الحكومية تشن حملة قمع واسعة النطاق، على بعد ثمانية كيلومترات من دمشق.

ويسعى المعارضون إلى الاستيلاء على مطار المدينة، وطريق رئيس يؤدي إليها، في محاولة لقطع خطوط الإمدادات للقوات الحكومية، بحسب نشطاء.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أربعة مقاتلين معارضين قتلوا، أمس، في اشتباكات مع القوات النظامية، بين مدينتي عربين وحرستا في ريف دمشق، وسيدة جراء قصف على بلدة مديرا.

وكان المرصد أفاد، في بيان سابق، باشتباكات بين القوات النظامية، ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة يبرود في ريف دمشق، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، استمرت حتى ساعات فجر أمس، كما أشار إلى تعرض أحياء دمشق الجنوبية للقصف من القوات النظامية.

واستؤنف القصف، قبل ظهر أمس، على مدينة الرستن بمحافظة حمص (وسط)، بعد قصف مماثل ليلا.

وتحاصر القوات النظامية مدن الرستن والقصير وتلبيسة، التي تعتبر معاقل للجيش الحر في محافظة حمص منذ أشهر. وتتعرض هذه المناطق ـ بالإضافة إلى أحياء في مدينة حمص ـ لقصف دوري.

إلى ذلك، أنشأ مئات الضباط المنشقين عن الجيش، وقادة المجموعات المقاتلة على الأرض ضد النظام في سورية، قيادة عسكرية جديدة برعاية دولية، سيتم الإعلان عنها رسميا قبل اجتماع «مجموعة أصدقاء سورية» في مراكش.

ويفترض أن تعطي القيادة العسكرية الجديدة دفعا للمعارضة السورية، التي تتعرض لضغوط كبيرة لتنظيم صفوفها، كشرط للحصول على مزيد من الدعم الدولي. وأكد الأمين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ لـ«فرانس برس»، أن الائتلاف سيعلن قريبا ولادة «مجلس عسكري أعلى»، تم تشكيله من معظم المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام. وقال، على هامش مشاركته في حوار المنامة حول الأمن الإقليمي، «تم تشكيل المجلس العسكري الأعلى، وسيتم الإعلان عنه قبل مؤتمر أصدقاء سورية في مراكش»، في ‬12 من الشهر الجاري. وأوضح ردا على سؤال، أن المجلس «لا يضم جبهة النصرة، فالتنظيمات المتطرفة أقلية». واعتبر أن «تشكيل المجلس إنجاز كبير، يوحد العمل العسكري»، لافتا إلى أن «الدعم المادي، الذي نتلقاه، سيمر إلى المجلس حصريا، والهدف منع أي انفلات أمني لحظة سقوط النظام».

وأعلن مسؤول في القيادة الجديدة لـ«فرانس برس»، أن هذه التشكيلة هي بمثابة «قيادة أركان عامة»، تضم ممثلين عن كل القوى الفاعلة على الأرض، وهم قادة الثوار من عسكريين ومدنيين، و«ستتولى قيادة هذه القوى بقرار مركزي موحد».

وقال المسؤول، الذي شارك باجتماعات مطولة عقدت في أنطاليا بتركيا لهذه الغاية، خلال الأيام الأخيرة، إنه «تم التوافق على أن يكون العميد سليم إدريس رئيسا لهذه القيادة الجديدة». وأشار المسؤول، رافضا الكشف عن اسمه، إلى أن مئات الضباط وقادة الثوار، شاركوا في الاجتماعات التي انتهت بتشكيل القيادة الجديدة، إضافة إلى ممثلي ‬12 دولة، بينها قطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا.

في سياق متصل، تواصلت، أمس، ردود الفعل الدولية على احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية في النزاع الدائر على أرضها.

وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري ـ على هامش منتدى المنامة ـ من «فرضيات خطرة»، مثل استخدام النظام هذا النوع من الأسلحة، أو «احتمال سقوطها في أيدي آخرين».

وقال «وضعنا خططا للطوارئ»، حال تم استخدام هذه الأسلحة، رافضا الخوض في تفاصيلها.

تويتر