صورة وظلال

عبدالسلام ياسين.. رحيل «الناصح»

أعلنت جماعة العدل والإحسان، أكبر حركة إسلامية في المغرب، وفاة شيخها ومؤسسها عبدالسلام ياسين (‬84 عاماً) الذي كان من أشهر معارضي النظام الملكي في المغرب. وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة المحظورة، فتح الله ارسلان، ان الشيخ ياسين توفي، أمس، في احدى العيادات الخاصة بسبب «مضاعفات نزلة برد عابرة».

وعبدالسلام ياسين مولود في سبتمبر ‬1928. وهو شيخ اكبر الجماعات الإسلامية المغربية، جماعة العدل والإحسان. وقد عمل موظفاً سابقاً في وزارة التربية بالمغرب، ثم مدرساً وأستاذاً ثم مفتشاً، لينتقل الى الدعوة الإسلامية، ويؤسس جماعة العدل والاحسان في ‬1973.

عرف ياسين بمعارضته الشديدة لحكم الملك الراحل الحسن الثاني، عندما وجه له سنة ‬1974 رسالة «نصح» بعنوان «الإسلام أو الطوفان»، قضى بسببها ثلاث سنوات وستة أشهر في السجن من دون محاكمة، ثم أرسل الى مستشفى الأمراض العقلية. كما اعتقل في ديسمبر ‬1983 بسبب مقال رد فيه على خطاب للملك الحسن الثاني، فحكم عليه بثلاثة أشهر من الاعتقال الاحتياطي، ثم بسنتين سجناً نافذاً.

وفي ‬30 ديسمبر ‬1989 فرضت الإقامة الجبرية على الشيخ ياسين في بيته في مدينة سلا قرب العاصمة المغربية، وقد منع من مغادرة المنزل ومن استقبال الزوار بمن فيهم أقرباؤه.

وبقي تحت الاقامة الجبرية حتى عام ‬2000، مع اعتلاء الملك محمد السادس العرش بعد وفاة الملك الحسن الثاني (‬1961-‬1999).

وفي ‬28 يناير ‬2000 كتب رسالة مفتوحة بعنوان «مذكرة الى من يهمه الأمر»، وجهها الى الملك محمد السادس.وقد دعاه الى «رد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده»، مجدداً له «النصيحة» التي سبق ان وجهها لوالده الحسن الثاني في رسالة «الإسلام أو الطوفان».

ويتعلق مضمون الرسالة بالاقتداء بالنموذج «العادل الخالد» للخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز، او ما يسمى في ادبيات جماعة العدل والإحسان، الخلافة الراشدة التي تلي الحكم الجبري.

وكانت جماعة العدل والاحسان احد المكونات الرئيسة لحركة ‬20 فبراير الاحتجاجية التي طالبت بإصلاحات جذرية في السياسة والاقتصاد، وأدت الى تبني دستور جديد في يوليو ‬2011.

لكن الجماعة التي ظلت نشيطة داخل حركة ‬20 فبراير بعد تبني الدستور وفوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي بالانتخابات البرلمانية للمرة الاولى في تاريخه، اعلنت انسحابها من الحركة، التي خفتت مسيراتها ووقفاتها مع كثرة اعتقال نشطائها.

ومن اهم نقاط الاختلاف بين العدل والإحسان المحظورة وحزب العدالة والتنمية، الذي يقود التحالف الحكومي، هو ان الجماعة لا تعترف بكون الملك في المغرب أميراً للمؤمنين. ويفترض ان تقام جنازة الشيخ عبدالسلام ياسين، اليوم، في مسجد السنة في قلب الرباط بحضور آلاف من اتباع الجماعة، فيما لم يعرف بعد من سيخلفه على رأس «العدل والإحسان».

تويتر