متظاهرون ضد الاستفتاء وضد مشروع الدستور خلال مسيرات أول من أمس. أ.ف.ب

«المصريين الأحرار» يرفض حديث النظام عن مؤامرة

رفض حزب مصري مُعارض، أمس، حديث الرئيس المصري، محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، المتكرر عن وجود مؤامرة لقلب نظام الحكم، معتبراً أن ذلك الحديث «الوهمي بات مثار سخرية المصريين»، تعتزم جماعات اسلامية مصرية تنظيم تظاهرة حاشدة في الاسكندرية، غداً، في تحرك سيزيد التوتر قبيل المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على الدستور الجديد، حيث تأتي المظاهرة رداً على أزمة نتجت عن حصار أحد المساجد في الإسكندرية، وجدَّدت هيئة النيابة الإدارية رفضها الإشراف على المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد قبل «فك أسر المحكمة الدستورية العُليا».

وتفصيلاً، تحدّى حزب «المصريين الأحرار»، في بيان، الرئيس مرسي وجماعة الإخوان وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة»، أن يقدما للقضاء أدلة على «المؤامرات الوهمية التي يروجان لها ويزعمان أن كل معارضيهما متورطون فيها»، لافتاً إلى أن «حديث المؤامرة الذي يعكس فشل النظام بات مثار سخرية المصريين».

وندَّد بما وصفه بـ«المحاولات الفاشلة لإلصاق اتهامات إسقاط الشرعية وقلب نظام الحكم والتخابر والتمويل برموز المعارضة الوطنية المصرية وكل المعارضين لسياسات النظام القمعية ومحاولات (الإخوان) اختطاف الدولة والدستور»، مشيراً إلى أن الشعب المصري «أصبح يسخر من أحاديث تيارات (الإخوان) المتواصلة والمملة عن مؤامرات عبثية من نسج خيال مريض لا يدرك أن هناك معارضة وطنية حقيقية ومشروعة لسياساتهم الفاشلة».

وحذَّر الحزب مما سمّاه «جو المؤامرات المسموم الذي يشيعه النظام وأنصاره»، مؤكداً أنه «لن ينجح في إرهاب وترويع المصريين، وأن مصر بعد ثورة ‬25 يناير لن تسمح بأن تكون هذه الإدعاءات الباطلة سبيلاً لتمرير دستور باطل ومزور وبداية لحملة اعتقالات لرموز المعارضة من سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال ومثقفين، كما أنها لن تستسلم لأعمال الفوضى والإرهاب، التي تمارسها ضد المعارضة، والميليشيات المساندة للنظام التي تحظى بمباركته ورعايته».

في سياق آخر، أكد رئيس هيئة النيابة الإدارية، المستشار عبدالله قنديل، في مؤتمر صحافي، رفض الهيئة الإشراف على المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد المرتقبة بعد غد في ‬17 محافظة. وقال إن هناك «تربصاً بالمحكمة الدستورية العُليا، والدليل على ذلك بيان الحِداد، ونشترط فك أسر المحكمة الدستورية للإشراف على الانتخابات».

ورفض قنديل هجوم القنوات الفضائية على اللجنة العليا للإشراف على الاستفتاء على الدستور، مؤكداً أن الهيئة لن تسمح بعد اليوم لأحد بأن يتطاول على القضاة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تحتاج فيها إلى التكاتف لبناء دولة القانون.

وأضاف أن الحوار «يجب أن يكون جماعياً وليس فردياً من جهة دون أخرى، بل على الجميع التكاتف لتحقيق الاستقرار والنهضة، مشيراً إلى أن هناك صعوبات واجهت الإشراف على الاستفتاء في المرحلة الاولى منها بلوغ عدد الناخبين في بعض اللجان الى ‬6000 ناخب».

وكان قياديون في جماعة الإخوان المسلمين في مصر تحدثوا، عبر وسائل إعلام، عن وجود مؤامرة «عربية ـ داخلية» ضد نظام الحكم وإسقاط الرئيس المنتخب عبر اختطافه من قصر الرئاسة والادعاء بأنه هرب إلى إحدى الدول الخليجية.

في المقابل، تأتي المظاهرة التي اعلنت عنها جماعة الإخوان رداً على مواجهة عنيفة بين اسلاميين وخصومهم الليبراليين والعلمانيين في ثاني أكبر مدينة مصرية الأسبوع الماضي، التي انتهت بحصار امام مسجد داخل مسجده لمدة ‬14 ساعة. وشارك في الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي بالإسكندرية محتجون مسلحون بالهراوات والسكاكين والسيوف.

وقال متحدث باسم الإخوان المسلمين «ما حدث يوم الجمعة الماضي يكشف الوجه القبيح للعلمانية». ونظم معارضون لمرسي احتجاجات في القاهرة، الليلة قبل الماضية، لكن الأعداد كانت منخفضة عن المظاهرات السابقة.

وردد بضع مئات من المحتجين امام القصر الرئاسي هتافات تعبر عن استمرار «الثورة» حتى اسقاط الدستور، وقالوا لمرسي «ارحل ارحل يا جبان». وقال محتج عند القصر الرئاسي يدعى احمد محمود (‬24 عاماً) «نحن هنا لنذكر مرسي بأننا لن نتخلى عن ثورتنا ولن نرحل حتى يرحل».

وبعد قليل من منتصف الليلة قبل الماضية، تعرض بضع مئات من المحتجين كانوا يعتزمون قضاء ليلتهم في خيام اقاموها حول القصر، للرشق بالحجارة.

وقال محتج يدعى كريم الشاعر «اشخاص مجهولون ألقوا الحجارة علينا من وراء الجدران التي بناها الجيش عند جميع مداخل القصر، وتعرض بعض المحتجين لإصابات في الأرجل والرؤوس».

 

الأكثر مشاركة