«قمة المنامة» تنطلق بدعوات للتوحد في وجه التحديات
انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة، أمس، الدورة الـ33 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بدعوات لتوحيد الجهود ورص الصفوف في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه دول التعاون، فيما دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إيران إلى حل خلافاتها مع الدول الخليجية، من بينها قضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، التي تحتلها إيران، من خلال الحوار السياسي المباشر أو اللجوء للتحكيم الدولي.
وترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وفد الدولة إلى الدورة الـ33 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وافتتح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أعمال الدورة الـ33 للمجلس، مؤكداً أن المسؤوليات التي تواجهها هذه الدول حالياً تتطلب منها العمل المشترك بسياسة موحدة، وخطط تكامل دفاعي وأمني واقتصادي.
وأضاف أن من شأن ذلك «تقوية العمل العربي المشترك من أجل مستقبل أفضل لأمتنا العربية، ودعم الحقوق العربية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، وإقامة عالم خال من الصراعات والحروب ومكافحة الإرهاب والقرصنة، والأخذ بمبدأ التعايش والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات والحضارات.
وأعرب عن ثقته بأن مجلس التعاون الخليجي بفضل حكمة وتوجيه قادة دوله، «سيواصل مسيرته الناجحة صفاً واحداً كالبنيان المرصوص للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه دوله»، مشيراً الى ان قمة المنامة تضيف لبنة مباركة لبناء هذا الصرح الشامخ على مدى ثلاثة عقود وللعمل المتواصل لتحقيق تطلعات وآمال ابناء دول المجلس في إيجاد مظلة آمنة. وتقدم العاهل البحريني بالشكر الى دول مجلس التعاون على وقوفها الى جانب البحرين.
من جانبه، دعا أمير الكويت إيران إلى حل خلافاتها مع الدول الخليجية، من بينها قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران.
وقال «نجدد الدعوة إلى الأصدقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاستجابة إلى دعواتنا لهم بإنهاء القضايا العالقة بين دول المجلس والجمهورية الاسلامية الايرانية، لاسيما قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف القاري، وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي».
كما دعا إيران إلى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الإيراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم الاستقرار، لتنصب الجهود والإمكانات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة.
من ناحية أخرى، أعلن الأمير أن الكويت ستستضيف مؤتمراً للجهات المانحة اواخر يناير المقبل بطلب من الامم المتحدة لتقديم مساعدات الى السوريين.
وقال «أبلغت الامين العام للامم المتحدة بان كي مون موافقتي على استضافة الكويت أواخر يناير مؤتمر الجهات المانحة لتقديم مساعدات للشعب السوري».
وندد بـ«مواصلة آلة القتل التي لا ترحم أحداً في سورية»، معرباً عن اعتقاده بأن «الدلالات على قرب نهاية المأساة لاتزال بعيدة على الرغم من الجهود الإقليمية والدولية». وأشاد بـ«توحد المعارضة السورية»، واصفاً إياها بـ«الخطوة المهمة لتحقيق تطلعات الشعب السوري».
بدوره، أعرب ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن تطلعات المملكة «إلى قيام اتحاد قوي متماسك يلبي آمال مواطنينا من خلال استكمال الوحدة الاقتصادية وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية والدولية، وبناء منظومة دفاعية وأخرى أمنية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي لدولنا، وبما يحمي مصالحها ومكتسباتها ويحافظ على سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، متمنياً تبني الإعلان عن قيام هذا الاتحاد في قمة الرياض.
بدوره، أكد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، أن مجلس التعاون أثبت قوة وتماسكاً امام التحولات والتغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة اقليميا وعربيا.
وأضاف أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، أن حكمة قادة دول مجلس التعاون إزاء الاحداث التي مرت بالمنطقة حمت دول المجلس من آثارها وسوء عاقبتها، وحافظت على مكتسباتها واستقرارها وأمنها.
وأكد حرص مجلس التعاون على إقامة علاقات متينة مع الدول الصديقة والشقيقة، حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وقال الزياني مخاطباً القادة ورؤساء الوفود «إن آمال أبناء دول مجلس التعاون معقودة عليكم لدفع المسيرة نحو آفاق ارحب»، مضيفاً ان ما يجمع أبناء دول المجلس من أواصر قربى وتاريخ مشترك ومسيرة واحدة، يحقق التلاحم والتكامل المنشود والاهداف السامية التي أنشئ من أجلها المجلس».