المرزوقي يدعو إلى اتحاد عربي
دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أمس، إلى اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي، وإلى سد الأبواب أمام عودة الشوفينية للهيمنة على النظام السياسي العربي من جديد، فيما بدأت ما يُعرف في تونس بـ«فضيحة» وزير الخارجية، رفيق عبدالسلام، تتفاعل على أكثر من صعيد، ودعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية ووالد زوجة رفيق عبدالسلام، إلى جلد مروجي الشائعات.
وتفصيلاً، قال في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر العادي الـ21 لوزراء التربية والتعليم العرب الذي بدأت أعماله، أمس، في تونس ضمن إطار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، «نحن نعيش اليوم منعطفا تاريخيا سنبني فيه نظاما عربيا جديدا سواء تعلق الأمر بتنظيم الحقل السياسي والاجتماعي داخل كل قطر، أو بتحديد طبيعة العلاقات التي ستربط بين شعوبنا وقد تحررت من آفة الاستبداد».
وأعرب عن اعتقاده بأن الأفق هو «الاتحاد العربي قبل نهاية العقدين المقبلين على غرار الاتحاد الأوروبي، أي فدرالية بين دول مستقلة وشعوب حرة، وما الاتحاد المغاربي الذي نعمل عليه في تونس بإصرار متزايد إلا اللبنة لهذا الاتحاد الأوسع».
وقال في هذا السياق «يجب علينا ألا نسمح في نظامنا السياسي العربي المرتقب الذي سيعقب نهاية مسلسل الربيع العربي ببروز نظام سياسي عربي جديد، سواء على مستوى الأقطار أو بينها، بأي نوع من أنواع الشوفينية والانغلاق على الذات والتقوقع على ما يسمى الخصوصية».
واعتبر المرزوقي أنه «يجب على العرب أكثر من أي وقت مضى أن يندمجوا في العالم، وأن يكونوا فيه جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة، وأن يسهموا في تطوره الاقتصادي والعلمي والإنساني بصفة عامة».
من ناحية أخرى، أكد القسم المالي التابع لوزارة الخارجية التونسية في بيان وزع، أمس، أن جميع نفقات الإقامة بأحد فنادق تونس العاصمة التي يسددها وزير الخارجية رفيق عبدالسلام «تمت وفقاً للضوابط والإجراءات المحاسبية للتصرف في الميزانية المخصصة للوزارة».
وكانت «فضيحة» وزير الخارجية التونسية قد بدأت عندما نشرت مدّونة تونسية تُدعى ألفة الرياحي وثائق في مدونتها تتهم فيها الوزير بالفساد وإهدار المال العام، والخيانة الزوجية. وقالت الرياحي إن الوزير رفيق عبدالسلام «قضى أياماً مع امرأة قام بدفع مصاريف إقامتها في نزل فاخر اعتاد ارتياده خلال عطلته، وبكلفة خيالية».
وانتشرت هذه الوثائق بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي، وكادت أن تتحول إلى قضية رأي عام، ما دفع الوزير رفيق عبدالسلام إلى الخروج عن صمته، حيث نفى في بادئ الأمر صحة الوثائق، ثم عاد واعترف بها، مع توضيح بسيط بأن المرأة المعنية هي قريبته، وأن «الظروف اقتضت قضاءه ليالي في الفندق»، القريب جداً من مقر وزارة الخارجية.
وأكد أنه لـ«أسباب مهنية» يضطر أحيانا للبقاء في المكتب إلى ساعة متأخرة، ويفضّل قضاء الليلة في فندق قريب من الوزارة، معتبراً أن الاتهامات هي «حملة تسهدف تشويهه سياسياً».
ثم عاد، أول من أمس، ليقول في كلمة ألقاها أمام عدد من أعضاء حركة النهضة التي ينتمي إليها، إنه يعتزم تتبع من ينشر الشائعات قضائياً.
وفي المقابل، سارعت حركة النهضة الإسلامية، التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، إلى تكذيب الاتهامات، واعتبرتها «محض شائعات تداولتها بعض المواقع الإلكترونية لاستهداف شخص الوزير».
وفيما انشغلت وسائل الإعلام التونسية المرئية والمسموعة والمكتوبة بهذه القضية التي وُصفت بـ«الفضيحة»، دخل راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، ووالد سمية الغنوشي، زوجة رفيق عبدالسلام، على الخط، حيث تحدث في خطبة الجمعة، أول من أمس، عن حكم الشرع الإسلامي في من ينشر الشائعة وعمّن «يشنُ حملات إعلامية لتمزيق صف المسلمين».
وقال في خطبته التي فُهم منها أنها مرتبطة بقضية وزير الخارجية، إن «من يُروج الشائعة من دون أن يأتي بدليل يُعاقب بـ80 جلدة».