صورة وظلال

هاغل.. محافظ يترأس «البنتاغون»

انطلاقاً من كون السيناتور الجمهوري السابق من ولاية نبراسكا، تشاك هاغل، من اوائل من انتقدوا حرب العراق في فترة مبكرة فقد كان يقول احياناً لزملائه في مجلس الشيوخ ممن لم يجرؤوا على توجيه النقد «إذا كنتم تريدون وظيفة مضمونة، فاذهبوا لبيع الأحذية».

والآن يختار الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما، الذي يشكل فريقه لفترة الولاية الثانية في رئاسته، هاغل صاحب الفكر المستقل لوزارة الدفاع، وإذا صدق مجلس الشيوخ على هاغل فسيتعين عليه الإشراف على الانسحاب من أفغانستان، والتعامل مع خفض النفقات.

وهاغل محافظ يناصر القيم الاجتماعية التقليدية، وشارك في رئاسة حملة جون ماكين الفاشلة لخوض انتخابات الرئاسة عام ‬2000، وربما يبدو اختياراً بعيداً كوزير للدفاع في إدارة أوباما، لولا معارضته حرب العراق التي شنها الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش، وكانت تلك الحرب هي التي جعلت نجم أوباما يبزغ أيضاً على المستوى القومي.

قبل أربع سنوات قال أوباما إن العراق ليس القضية الوحيدة التي يتفق فيها رأيه مع رأي هاغل، وهو من المحاربين القدامى في حرب فيتنام، ونال أوسمة عدة.

وقال أوباما في أغسطس ‬2008، بعد شهر من اصطحاب هاغل معه في جولة بالعراق، «إنه جمهوري متمسك بمواقفه، لكن أكثر ما نتفق فيه تشاك وأنا هو كل مسألة في السياسة الخارجية».

ومنذ طرح اسمه في العام الماضي كمرشح لتولي منصب وزير الدفاع، قال بعض الجمهوريين إن هاغل كان يعارض مصالح اسرائيل في بعض الأحيان. ويشير منتقدوه إلى أنه صوت ضد العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، وأدلى بتصريحات تنطوي على قدر من الاستخفاف عن نفوذ ما سماه «اللوبي اليهودي» في واشنطن. كما أن هاغل ينتقد حجم الجيش الأميركي وصرح لصحيفة «فاينانشال تايمز» عام ‬2011، بأن وزارة الدفاع «مترهلة» وفي حاجة إلى «تقليمها».

كان هاغل عضوا في الكونغرس لفترتين، ومثل ولاية نبراسكا وترك الكونغرس عام ‬2008. وهو الآن أستاذ بجامعة جورجتاون، لكنه يشارك أيضا في رئاسة المجلس الاستشاري الاستخباري الذي يقدم المشورة للرئاسة، وعضو في مجلس السياسة التابع لوزير الدفاع. وعندما كان هاغل في مجلس الشيوخ عضواً بارزاً في لجنة العلاقات الخارجية ولجنة البنوك ولجنة المخابرات كثيرا ما كان يشتبك مع زعماء الحزب بشأن السياسة الخارجية والدفاعية. وشارك في رعاية تشريع للحد من القيود التجارية الأميركية على كوبا، وفي اقتراع رفض فرض عقوبات على إيران وليبيا. وفي عام ‬2008 لم يؤيد هاغل علانية اوباما، لكن زوجته ليليبت فعلت ذلك وجلست مع ميشيل زوجة أوباما خلال آخر مناظرة رئاسية. ولد هاغل عام ‬1946، ونشأ في نبراسكا، وكان الابن الأكبر وحقق ثروة من خلال إطلاق شركة للهاتف المحمول في الثمانينات.

كما كان والده رجلاً عسكرياً ومن قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، وتوفي مصابا بأزمة قلبية، عندما كان هاغل في سن ‬16 عاماً تطوع وأخوه الأصغر توم في فيتنام، وأنقذ حياة توم هناك، عندما سحبه من سيارة محترقة.

تويتر