عدد من الرهائن الإيرانيين فرحين لدى وصولهم إلى فندق «شيراتون دمشق» عقب إطلاق سراحهم. رويترز

«الحر» يطلق ‬48 إيرانياً مقابل ‬2130 معتقلاً لدى النظام

أطلق الجيش السوري الحر، أمس، ‬48 إيرانيا كان يحتجزهم منذ أغسطس الماضي، مقابل إفراج النظام السوري عن ‬2130 معتقلا سورياً «بينهم أسماء مهمة»، و‬84 امرأة وطفل، في أكبر عملية تبادل أسرى في النزاع المستمر منذ ‬21 شهرا، في وقت أعلن فيه عن لقاء جديد بين مسؤولين روس وأميركيين غداً في جنيف، بحضور مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، بينما قصفت القوات السورية مناطق عدة بريف دمشق، مع محاولتها السيطرة على مواقع للمعارضة لاسيما في مدينة داريا.

وأعلن التلفزيون الحكومي الإيراني، أمس، أن المقاتلين المعارضين «أفرجوا عن الزوار الإيرانيين»، من دون أن يوضح متى ولا بأي شروط تم الإفراج عنهم.

وكان مقاتلون معارضون ينتمون إلى «كتيبة البراء»، التابعة للجيش السوري الحر، بثوا على الإنترنت في الخامس من أغسطس الماضي، شريطا مصورا أعلنوا فيه خطف الإيرانيين، قائلين إن من بينهم ضباطاً في الحرس الثوري الايراني.

ونفت ايران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد أيام، إن من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين «متقاعدين». وطلبت إيران مساعدة الأمم المتحدة لإطلاقهم، وتواصلت للغاية نفسها مع تركيا وقطر، الداعمتين للمعارضة.

من جهته، تكلم المتحدث باسم الجيش الحر في دمشق وريفها، أحمد الخطيب في اتصال مع «فرانس برس»، في بيروت، عن «اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية»، لإطلاق سراح ‬2135 معتقلا لدى النظام «بينهم أسماء مهمة»، وذلك مقابل الأسرى الإيرانيين.

ورفض تقديم أي تفاصيل، قبل إنجاز الصفقة التي تمت «برعاية قطرية تركية، وتدخل إيراني مع النظام».

وأكّد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد، لوكالة «أنباء الأناضول» التركية، أن صفقة التبادل انتهت وبنجاح، لافتاً إلى أنّه ومن ضمن السوريين المفرج عنهم ‬84 امرأة وطفل (دون الـ‬16 عاماً).

وأشار المقداد إلى أن الصفقة شملت أيضاً الإفراج عن أربع ناشطات سوريات، تم اعتقالهن وسط العاصمة السورية دمشق، خلال اعتصام في نوفمبر ‬2011، وهنّ ريما الدالي، ورؤى جعفر، والشقيقتان كندا ولبنى الزاعور.

وأوضح المقداد أن من بين المفرج عنهم أشخاصاً يحملون جنسيات أجنبية، وناشطين في الحراك المدني والإغاثي، ومقاتلين لـ«الجيش السوري الحر».

ولفت إلى أن الصفقة تمّت بوساطات تركية ـ سعودية ـ قطرية.

وفي ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، على الحدود الشمالية السورية، أوضح المقداد أن الجيش الحر عاد يتوسط للإفراج عنهم، مشيراً إلى أن هذا الملف في طور الحل.

ووصل الرهائن الإيرانيون المفرج عنهم على متن حافلات صغيرة إلى فندق شيراتون وسط دمشق، حيث كان في انتظارهم السفير الإيراني محمد رضا شيباني، بحسب ما أفادت صحافية في «فرانس برس». وكان الناطق باسم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية سيركان نرجس، قال لـ«فرانس برس»، أمس، إن النظام السوري بدأ، أمس، الإفراج عن ‬2130 معتقلا مدنيا، بمدن سورية عدة «مقابل إطلاق سراح ‬48 إيرانيا بين أيدي المعارضين». وأكد أنها «ثمرة مفاوضات، أجرتها منظمتنا لأشهر، في إطار نشاط دبلوماسي أهلي».

وأوضح، أن إطلاق سراح المعتقلين المدنيين يتم، خصوصا في دمشق وحمص (وسط)، وإدلب (شمال)، واللاذقية (غرب)، وطرطوس (غرب)، ومن بينهم أربعة أتراك، ويدل العدد الكبير للمعتقلين، الذين وافق النظام السوري على إطلاقهم، على استعداده لتقديم الكثير في سبيل مصلحة طهران، أبرز حلفائه الإقليميين.

وفي محاولة متجددة، للتوصل إلى حل للنزاع السوري، المستمر منذ ‬21 شهرا، وأدى إلى مقتل أكثر من ‬60 ألف شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن الاجتماع الثلاثي، بين بوغدانوف و(مساعد وزيرة الخارجية الأميركية) وليام بيرنز، والأخضر الإبراهيمي مقرر في ‬11 يناير (غدا)، بجنيف»، بعد اجتماع أول في المدينة نفسها، بالتاسع من ديسمبر الماضي.

ويأتي الاجتماع بعد خطاب الرئيس بشار الأسد، الأحد الماضي، الذي قدم فيه «حلا سياسيا»، يقوم على الدعوة إلى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية، بعد وقف العمليات العسكرية، يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.

وأكد الأسد أن أي مرحلة انتقالية يجب أن تتم عبر «الوسائل الدستورية»، متجاهلا الدعوات الموجهة إليه للتنحي، ومشددا على ضرورة أن تستند أي مبادرة إلى ما تقدم به.

وقوبل طرح الأسد، الذي تنتهي ولايته الحالية عام ‬2014، برفض من المعارضة السورية في الداخل والخارج.

على الصعيد الميداني، تعرضت مناطق عدة في ريف دمشق للقصف، مع استمرار القوات النظامية في محاولتها السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.

وأفاد مصدر عسكري سوري بأن نحو ‬4500 مقاتل معارض لايزالون موجودين في محيط دمشق، منهم ‬150 من «جبهة النصرة» الإسلامية في مدينة داريا (جنوب غرب)، وتعرضت مدينة داريا، أمس، للقصف من قبل القوات النظامية، رافقه قدوم تعزيزات جديدة مؤلفة من عدد من الجنود والمركبات، إلى المدينة التي تحاول القوات النظامية فرض سيطرتها الكاملة عليها.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأنه تم العثور الليلة قبل الماضية على جثماني كادرين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مخيم الحسينية.

وبحسب ناشطين، فإن القوات النظامية أعدمتهما ميدانيا، بعد اعتقالهما، وألقت بجثمانيهما قرب مسجد عائشة، في مخيم الحسينية بريف دمشق الجنوبي.

الأكثر مشاركة