تونس: المعارضة تحتج.. وأنصار الحكومة يحتفلون في ذكرى الثورة
نزل آلاف المعارضين العلمانيين، أمس، إلى شوارع العاصمة التونسية، يحتجون على الحكومة التي تقودها حركة إسلامية في اليوم نفسه، الذي أطيح فيه بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل عامين، بينما خرج أنصار الحكومة يحتفلون بهذه الذكرى، في أقوى اشارة للانقسام في تونس مهد الربيع العربي.
واحتشد أكثر من 8000 متظاهر من أحزاب علمانية معارضة عدة، أمام مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة، وهو نقطة محورية في احتجاجات أجبرت الرئيس السابق على ترك الحكم والهروب خارج البلاد قبل عامين.
وردد المتظاهرون شعارات منها «النهضة ارحل»، و«يسقط حزب الإخوان»، في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية و«الصدام الصدام حتى يسقط النظام»، و«لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب»، و«الشعب يريد الثورة من جديد».
وقالت الأمين العام للحزب الجمهوري، مية الجريبي، التي شاركت في التظاهرة مع قيادات من المعارضة «قبل عامين كنت هنا في المكان نفسه، ورحل الطاغية ونلنا حرية التعبير، لكننا لازلنا نواجه عديدا من الصعوبات، مثل تفشي العنف، ونقص الأمن، واستمرار البطالة وغلاء المعيشة». وفي الشارع نفسه تجمع نحو 2000 من أنصار الحكومة، للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، من دون حدوث أي اشتباكات بين الطرفين، رغم الاستفزازات المتبادلة، في ظل حضور مئات من رجال الشرطة، الذين حالوا بين الفريقين.
وأمام المسرح البلدي، نظمت تظاهرة ثقافية، ورفع أنصار النهضة أعلام تونس ورايات حزبهم، ورددوا شعارات ضد المعارضة. وهتف أنصار النهضة «الشعب يريد النهضة من جديد»، و«لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية».
وحيا رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، ورئيس الجمهورية المؤقت، المنصف المرزوقي، في موكب رسمي، أمس، العلم الوطني بساحة القصبة بالعاصمة على أنغام النشيد الرسمي.
بعد ذلك توجه قادة البلاد إلى مقر المجلس الوطني التأسيسي، حيث وقع الجبالي والامين العام للاتحاد العام للشغل حسين عباسي، ورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وداد البوشماوي على «عقد اجتماعي». وقال وزير الخارجية، خليل الزاوية، إن العقد يعزز الحوار الاجتماعي المنظم والمستمر بين الاطراف الثلاثة بما يضمن «السلام والاستقرار الاجتماعيين». وقال حمادي الجبالي «آمل أن تشهد الفترة المقبلة تقدما ملحوظا في مستوى وضع الدستور، تمهيدا لإجراء الانتخابات المقبلة».