نتنياهو يتعهد عدم تفكيك أي مستوطنة

شاب فلسطيني يواجه بتحدٍ جندياً إسرائيلياً خلال تظاهرة ضد الاستيطان في قرية المعصرة بالضفة. أ.ف.ب

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أنه لن يفكك أي مستوطنة في حال فوزه بولاية جديدة في انتخابات الثلاثاء المقبل، مشدداً على تمسكه في سياسته الحالية تجاه الفلسطينيين والاستيطان، وتوقّع في الوقت نفسه حروباً مقبلة مختلفة عن الحروب التقليدية.

وقال نتنياهو في مقابلة نشرتها صحيفة «معاريف»، أمس، حول العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، «إنني واقعي، والفلسطينيون يضعون شرطاً أولياً للمفاوضات ولا يمكننا قبوله»، في إشارة إلى تجميد الاستيطان، «وفي المقابل أضع شرطاً نهائياً»، في إشارة إلى اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل.

وأضاف أن «مطالبهم للدخول في مفاوضات ليست مقبولة عندي، ومطلبي النهائي ليس مقبولاً عندهم، وهذا هو الواقع الحقيقي، وكل واحد يدرك هذا، ولا أرى أن بين رؤساء الأحزاب حولي أحداً بإمكانه الادعاء بأنه قادر على إدارة الأمور بالمسؤولية والخبرة ذاتها» التي لديه.

واعتبر نتنياهو أن تجميد الاستيطان «استنفد نفسه، وأثبت أن الفلسطينيين ليسوا معنيين، وأن موضوع الاستيطان هو تضليل بقدر كبير، وموضوع الاستيطان هو نتيجة للصراع وليس سبب الصراع، إذ إن الصراع استمر نصف قرن، من عام ‬1920 حتى عام ‬1967، ولم تكن في حينها أية مستوطنة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فعلى ماذا خاضوا حرباً حينها؟».

وأوضح أنه «عندما أخلت إسرائيل من جانب واحد قطاع غزة، استمر الفلسطينيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وأوضحوا أن نيّتهم ليست بتحرير يهودا والسامرة، وإنما تحرير أسدود وبئر السبع، هذه هي فلسطين الحقيقية».

وأضاف نتنياهو أن المشكلة هي رفض السلطة الفلسطينية التنديد في أساليب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتنكر لميثاق «حماس»، ورفض الاعتراف بإو على أن حكومة برئاسته لن تفكك أية مستوطنة، بقوله إن «أيام البلدوزرات التي تقتلع اليهود أصبحت وراءنا وليست أمامنا».

وأضاف «لم نقتلع اي مستوطنة، لقد عززنا المستوطنات»، مذكراً بأن حكومته أنشأت في مستوطنة «أريئيل» أول جامعة اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال «لا يمكن لأحد ان يعطيني دروساً في حب أرض إسرائيل، او الالتزام حيال الصهيونية والمستوطنات».

وكان نتنياهو يلمح الى لائحة «البيت اليهودي»، وهو حزب قومي ديني يترأسه نفتالي بينيت، الذي يدعو الى تسريع الاستيطان في الضفة الغربية، والذي تتوقع له استطلاعات الرأي تحقيق تقدم على حساب تكتل « الليكود ـ اسرائيل بيتنا»، لائحة اليمين التي يترأسها نتنياهو.

وحول انتهاء عهد الحروب التقليدية، الشبيهة بحرب عام ‬1973، قال نتنياهو إنه «ما كنت سأقول أمراً كهذا، ليس بالنسبة لمصر التي ننوي تطبيق معاهدة السلام معها، وعلى الرغم من أن مصر تعاني صعوبات اقتصادية، إلا أن جيشها يقف متأهباً».

وأضاف أن «سورية في حالة تفكك بكل تأكيد، لكن سلاحها لم يختفِ، ويمكن أن ينتقل إلى أيادٍ أخرى»، مشيراً إلى أن «وجه الحرب تغير، ونحن ننتقل إلى عصر الصواريخ، ونحن نواجهها».

من ناحية أخرى، اعترفت حكومة إسرائيل بعد ‬67 عاما على إقامة مستوطنة «مسغاف عام» في الجليل الأعلى، أنها مقامة على أرض لبنانية، من خلال رفض طلب المستوطنة بناء وحدات سكنية جديدة.

وقدمت المستوطنة خرائط للجنة التنظيم والبناء في وزارة الداخلية لبناء وحدات سكنية إضافية، إلا أن اللجنة رفضت الطلب قائلة «على الكيبوتس (المستوطنة) أولا الانسحاب إلى الحدود الإسرائيلية قبل أن تنظر اللجنة بالطلب». وأعلن أعضاء المستوطنة الواقعة على الحدود اللبنانية أنهم سيقدمون دعوى ضد حكومة إسرائيل لأنها لا تستطيع أن تساعدهم على تغيير الوضع.

تويتر