العثور على جثث ‬25 رهينة آخرين.. واعتقال ‬5 خاطفين أحياء

«القاعدة» يتبنى هجوم عين أميناس.. ويعرض التفاوض على الجزائر والغرب

عدد من الرهائن الفلبينيين المحررين قبل عودتهم إلى بلادهم أمس. أ.ب

أعلن مختار بلمختار المكنى خالد أبوالعباس أمير كتيبة «الملثمون»، ومؤسس كتيبة «الموقعون بالدماء» عن تبنيه عملية الهجوم على منشأة نفطية واختطاف رهائن غربيين بمنطقة تيجنتورين ببلدة عين أميناس بولاية اليزي، مبدياً استعداده للتفاوض مع الجزائر والغرب، فيما أكد تلفزيون «النهار» الجزائري الخاص أنه تم العثور، أمس، على ‬25 جثة لرهائن في مصنع الغاز بعين امناس، ما يرفع حصيلة القتلى التي أعلنتها وزارة الداخلية، بعد أن انتهت عملية الاختطاف بشكل دموي، بعد هجوم نهائي شنه الجيش على آخر موقع تحصن فيه الاسلاميون المسلحون، ما أدى إلى مقتل ‬23 رهينة و‬32 مسلحاً، وعثرت القوات الخاصة للجيش الجزائري على خمسة خاطفين احياء تم اعتقالهم، بينما يجري البحث عن ثلاثة آخرين.

وتفصيلاً، قال مختار بلمختار، في تسجيل مصور بثه موقع «صحراء ميديا» الموريتاني، أمس، وعرف فيه نفسه لأول مرة بأنه من تنظيم القاعدة الأم، وذلك بعد أشهر من انشقاقه من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي «إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبني هذه العملية الفدائية المباركة».

وعبر بلمختار في التسجيل الذي كتب أنه سجل في ‬17 يناير ‬2012، عن استعداده للتفاوض، شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال «نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري، بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم، خصوصاً إقليم أزواد، واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد».

وأضاف بلمختار أن عملية الهجوم على مصنع تيجنتورين «قادها ‬40 مجاهداً مهاجراً وأنصار من بلاد إسلامية شتى، بل وحتى من بلاد الغرب باسم (الموقعون بالدماء)»، مؤكدا أنها تأتي انتقاما من النظام الجزائري «لسماحه لمستعمر الأمس باستعمال أرضنا وأجوائنا لقتل أهلنا وإخواننا في مالي».

وعبر أمير الكتيبة عن استعداده للتفاوض، شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال «نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري، بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم، خصوصاً إقليم أزواد، واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد».

وأضاف «أما بالنسبة للأميركيين فنقول إننا على استعداد لمبادلة جميع رهائنكم عندنا مقابل إطلاق سراح الشيخ والعالم الصابر عمر عبدالرحمن، وإرجاعه إلى أهله وذويه في مصر، ولو كان لدينا ‬1000 منكم لفديناه بهم وفاءً لعلمه وهجرته وجهاده وأختنا الصابرة عافية صديقي».

وكانت السلطات الجزائرية أعلنت، أول من أمس، أن قوات خاصة في الجيش أنهت هجومها على المنشآة الغازية، وهو الهجوم الذي أسفر في حصيلة مؤقتة عن مقتل ‬32 مسلحاً ووفاة ‬23 ضحية (رهينة).

فيما أكد وزير الاتصال، محمد السعيد اوبلعيد، أن المسلحين ينتمون إلى ست جنسيات من عرب أفريقيا وحتى خارج القارة السمراء.

وقال التلفزيون الحكومي الجزائري نقلاً عن «مسؤولين عسكريين كبار» ان محتجزي الرهائن يحملون جنسيات «ليبية وهولندية وتونسية وسورية ومصرية ومالية ويمنية وكندية».

وكانت «مصادر جهادية» ذكرت لوكالة أنباء موريتانية خاصة أن المجموعة المهاجمة بقيادة عبدالرحمن «النيجيري» وتتألف من نحو ‬40 شخصاً قدموا من النيجر.

في السياق، أكد شاهدا عيان من بين الرهائن المحررين لوكالة «فرنس برس»، أمس، أن الإسلاميين المسلحين أعدموا الاربعاء الماضي عند اقتحامهم مصنع الغاز تسعة يابانيين. وأوضح أحدهما، ويدعى ابراهيم «في المجمل قتل تسعة يابانيين».

وأكد تلفزيون «النهار» العثور، أمس، على ‬25 جثة غير محددة الهوية بتقنتورين». وأوضح مدير التلفزيون، انيس رحماني، أن الامر يتعلق «رهائن» بحسب مصادر امنية تحدث اليها.

وبين الرهائن الذين تأكد مقتلهم حتى الآن رعايا من فرنسا والولايات المتحدة ورومانيا وبريطانيا.

وقالت بريطانيا إن ستة من رعاياها قتلوا او فقدوا، بينما أعلنت النرويج انها قلقة على خمسة من رعاياها. ولايزال مصير ‬10 يابانيين ايضاً مجهولاً، وفق ما أعلنت الشركة اليابانية التي يعملون فيها.

من جهتها، أعلنت السلطات الجزائرية انها صادرت كمية كبيرة من الاسلحة الحربية، منها «ستة صواريخ من نوع سي-‬5 مع منصة إطلاق ومدفعا هاون عيار ‬60 ملم وست بنادق رشاشة من نوع اف ام بي ك و‬21 بندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف وبندقيتان بمنظار وصواريخ ار بي جي و‬10 قنابل يدوية مجهزة في احزمة ناسفة».

وأضافت في بيان لوزارة الداخلية الجزائرية بعد انتهاء عملية احتجاز الرهائن أنها صادرت ايضاً «ألبسة عسكرية لدولة اجنبية وشحنة من الذخيرة والمتفجرات».

وقد رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الجزائر تصرفت في ازمة الرهائن بافضل شكل يلائم الظروف خلال ازمة احتجاز الرهائن في موقع ان امناس، معتبرا انه «لم يكن بالامكان التفاوض» مع الخاطفين.

من جهته، حمّل الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت «الارهابيين» مسؤولية مقتل الرهائن في الجزائر، معتبراً أن الهجوم على منشأة الغاز في البلاد يذكر باستمرار تهديد القاعدة. وهي أول تعليقات يدلي بها اوباما حول أزمة الرهائن، وذلك في بيان نشر بعد ساعات على هجوم الجيش الجزائري.

 

تويتر