انتخابات إسرائيل تتجه لمصلحة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو
أدلى نحو 5.6 ملايين إسرائيلي، أمس، بأصواتهم لانتخاب اعضاء الكنيست الـ120 في انتخابات تشريعية يتوقع ان يفوز فيها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بأغلبية تميل نحو اليمين، فيما دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الى تبني استراتيجية موحدة لمواجهة حكومة اسرائيلية اكثر تطرفا بعد الانتخابات.
وشهدت مراكز الاقتراع، امس، منذ افتتاحها صباحا حتى اغلاقها مساء، اجراءات امنية مشددة، وارتفعت نسبة المشاركة ارتفاعاً طفيفاً، مقارنة مع الانتخابات التشريعية في 2009، بحسب اللجنة الانتخابية.
ونهار الانتخابات يوم عطلة في اسرائيل، لكن وسائل النقل العام كانت تعمل كالمعتاد، وفتحت المتاجر ابوابها، فيما استفاد الكثير من الاشخاص من الطقس الجيد للتنزه مع عائلاتهم.
وفي مكتب اقتراع في وسط القدس، وصل الناخبون فور فتح الصناديق، لكن دون ان تتشكل صفوف انتظار طويلة، بينما في عكا (شمال غرب)، حيث تقيم أغلبية من عرب 48، كانت مكاتب الاقتراع شبه خالية، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وقال جو دجيمال، الطبيب البالغ من العمر 55 عاما، في القدس، لوكالة فرانس برس، «لا اتوقع تغييرا كبيراً، لكنني آمل على الدوام انتقالاً نحو اليسار الذي اصوت له»، معبرا عن اسفه «لعدم مبالاة» القاعدة الناخبة.
وأدلى نتنياهو بصوته باكراً، صباح أمس، برفقة زوجته سارة وابنيهما، في مكتب تصويت في ريحافيا، الحي الراقي في وسط القدس، حيث مكان اقامته الرسمي.
ثم توجه الى حائط البراق في المدينة القديمة، حيث ادخل ورقة بين الحجارة بموجب التقليد اليهودي، وكتب عليها «من اجل مستقبل اسرائيل»، بحسب وسائل الاعلام.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي التي نشرت الجمعة الماضي، فإن لائحة الليكود اليمينية برئاسة نتنياهو، وحليفه حزب اسرائيل بيتنا القومي، برئاسة المتشدد افيغدور ليبرمان، ستحصل على 32 إلى 35 مقعداً من أصل 120 في الكنيست، وهي نتيجة تشكل تراجعا للتنظيمين اللذين كانا يشغلان 42 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.
وإلى يمين هذه القائمة برز حزب البيت اليهودي المقرب من مستوطني الضفة الغربية، بزعامة نفتالي بينيت، الذي يتوقع ان يحصل على 15 مقعدا، بحسب الاستطلاعات، يضاف اليها مقعدان آخران للحركة اليمينية المتطرفة المعادية للعرب (القوة لاسرائيل).
ومن جهة الوسط، تشير الاستطلاعات الى ان حزب العمل (يسار الوسط) سيحصل على ما بين 16 و17 مقعداً، وحزب الوسط الجديد «يش عتيد» (هناك مستقبل)، سيحصل على ما بين 10 و13 مقعداً، وحزب الحركة (هاتنوا) الذي تقوده تسيبي ليفني على ما بين سبعة وثمانية مقاعد.
إلا ان الرهان الفعلي يبقى تشكيلة الائتلاف المقبل واستقراره كما يرى خبراء.
ويتوقع سياسيون ومعلقون ائتلافاً يضم الليكود، اسرائيل بيتنا، البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت نجم الحملة التي كانت باهتة حتى الآن، ويحتمل ايضا ان يكون معهم وسطيو «يش عتيد»، وانضمام حزب ليفني ليس مستبعداً.
ومثل هذه الأغلبية مع نحو 75 الى 80 نائباً ستجعل من الكنيست المقبل احد البرلمانات الاكثر ميلاً الى اليمين في تاريخ اسرائيل.
وستعلن النتائج النهائية مطلع الاسبوع المقبل، وسيبدأ الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز حينئذ مشاوراته لتحديد من ستكون له الحظوط الاقوى في تشكيل الائتلاف الجديد، ومن غير المرتقب ان يعلن قراره قبل نهاية الاسبوع المقبل.
وفي غزة، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، ان الانتخابات الاسرائيلية ستؤدي الى حكومة اكثر تطرفاً في اسرائيل، داعياً الفلسطينيين والعرب والمسلمين الى بناء استراتيجية موحدة لمواجهة التطرف الصهيوني.