الجيش يفتح النار على المتظاهرين في الفلوجة
قتل أربعة متظاهرين عراقيين وأصيب 19 آخرون بجروح، أمس، في اشتباكات مع الجيش في مدينة الفلوجة غرب بغداد، وذلك خلال تظاهرة معارضة لسياسة الحكومة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وفقاً لمصادر أمنية وطبية، في وقت تواصلت التظاهرات والاحتجاجات المعارضة لسياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي تتهمه بتهميش العرب السنة، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء مواد دستورية، في محافظات سنية شمال وغرب بغداد.
وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الفلوجة إن أربعة من المتظاهرين قتلوا واصيب 19 آخرون من رفاقهم بجروح اثر وقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش في الفلوجة (50 كلم غرب بغداد).
وأضاف أن الاشتباكات وقعت اثر قيام قوات الجيش بمنع متظاهرين من الوصول إلى موقع للتجمع عند المدخل الشرقي لمدينة الفلوجة.
وتابع أن بعض المتظاهرين قاموا بعد ذلك برشق قوارير مياه واحذية على الجنود الذين ردوا بإطلاق الرصاص في الهواء وبشكل عشوائي، ما أدى الى وقوع القتلى والجرحى. وأكد طبيب في مستشفى الفلوجة، طلب عدم كشف اسمه، انه تلقى جثث اربعة متظاهرين، ومعالجة 19 شخصاً آخرين أصيبوا بالرصاص.
وفرضت قيادة عمليات محافظة الأنبار حظر التجوال على مدينة الفلوجه حتى إشعار آخر، على خلفية الاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين المحتجين.
وشكل رئيس الحكومة نوري المالكي لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها المدينة، أمس. وهذه أول اشتباكات تؤدي إلى وقوع ضحايا منذ اندلاع التظاهرات والاعتصامات في مناطق متفرقة شمال وغرب بغداد قبل أكثر من شهر.
وناشدت الحكومة وزعماء سياسيون ورجال دين بشكل متكرر قوات الامن والمتظاهرين على حد سواء، بالابتعاد عن العنف والتظاهر بشكل سلمي.
وخرجت، أمس، العديد من التظاهرات في بغداد ومحافظات صلاح الدين والانبار وديالى السنية، تؤكد المطالب ذاتها، لكنها تطالب بإسقاط النظام كذلك.
ففي سامراء خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين من مختلف مدن محافظة صلاح الدين يحملون إعلاماً عراقية ولافتات كتب على واحدة منها «ارحل يا مالكي» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وفي مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، تظاهر آلاف آخرون بعد صلاة الجمعة وهم يحملون إعلاماً عراقية ولافتات تطالب باطلاق سراح المعتقلين.
وفي مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى تظاهر آلاف من اهالي المدينة في مناطق متفرقة وهم يحملون اعلاما عراقية ولافتات كتب عليها «الشعب يريد اسقاط النظام» و«لا للطائفية ولا للتفريق.. نعم لعراق موحد». ورفعت عشائر لافتة تقول «كفى تهتفون اكسروا باب السجون».
وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، تظاهر آلاف في مناطق متفرقة من المحافظة مطالبين بإسقاط الحكومة وتغيير دستور البلاد، ففي بعقوبة كبرى مدن ديالى تظاهـر مئات من أهالي المدينة بعد صلاة الجمعة.
وقد رفعوا اعلاما عراقية ولافتات تطالب بتغيير النظام وتغيير الدستور. وقال أحمد الجبوري احد رجال الدين المتظاهرين في المقدادية «نطالب بإسقاط النظام وتغيير الدستور وإلا سنقوم بثورة لإسقاط هذا النظام».
من جهته، أكد حسن الزيدي، أحد زعماء العشائر في بعقوبة أن «الحكومة يجب ان تلبي طلبات المتظاهرين فوراً، قبل ان يبدأوا ثورة ليسقطوها».
واكتفى مئات آخرون بالتظاهر عند جامع الامام ابي حنيفة في شمال بغداد، وهم يحملون أعلاماً عراقية ولافتات بالمطالبة باطلقوا سراح المعتقلين والغاء المادة (4) إرهاب.
ويواصل آلاف العراقيين التظاهر والاعتصام في مدن ذات غالبية سنية شمال وغرب بغداد منذ اكثر من شهر، رفضاً لسياسة الحكومة.
من جانبها، قامت الحكومة العراقية بتشكيل لجنة وزارية في السابع من يناير الجاري، برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، لمتابعة طلبات المتظاهرين من خلال زيارة مواقع التظاهر مقابلة مملثي المتظاهرين، خلال الايام الماضية.
وفي كربلاء حذرت المرجعية العليا بزعامة علي السيستاني، أمس، من خطورة حصول تداعيات خطيرة في حال عدم اتخاذ الحكومة وأجهزة الامن العراقية إجراءات لحماية التركمان من العمليات الاجرامية المتكررة التي حصدت آلافاً من القتلى طوال السنوات الماضية.
وقال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، أمام آلاف من المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة، إن «ما حصل من تفجير بحزام ناسف في طوز خرماتو، الذي أدى إلى مقتل 43 شخصاً وإصابة نحو 85 آخرين هو جريمة مروعة».