أهالي المُدانين يحاولون اقتحام السجن.. والجيش يرسل تعزيزات لإعادة الهدوء إلى المدينة

‬26 قتيلاً بينهم شرطيان عقب الحكم بإعـدام ‬21 متهماً في «مجزرة بورسعيد»

صورة

قتل ‬26 شخصاً بينهم شرطيان في اشتباكات عنيفة في مدينة بورسعيد بعد إصدار محكمة مصرية، أمس، أحكاماً بإعدام ‬21 من أبنائها متهمين بالتورط في قتل ‬74 شخصاً العام الماضي في استاد المدينة معظمهم من مشجعي فريق الأهلي لكرة القدم «ألتراس أهلاوي»، وقرر الجيش المصري الانتشار في المدينة للسيطرة على الموقف فيها.

وجاء الحكم والاشتباكات التي أعقبته في أجواء من التوتر السياسي غداة مقتل تسعة اشخاص في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين المنتمي اليها في الذكرى الثانية لانطلاق الثورة التي أسقطت حسني مبارك عام ‬2011.

وقضت محكمة الجنايات التي انعقدت في ضاحية التجمع الاول بشرق القاهرة إحالة أوراق ‬21 من إجمالي ‬73 الى المفتي، ما يعني الحكم بإعدامهم. ولم يشمل الحكم أياً من ضباط الشرطة المتهمين في القضية، ومعظم المحكوم عليهم من رابطة مشجعي النادي المصري. وبعد دقائق من صدور الحكم حاولت مجموعة من اهالي المدانين اقتحام السجن المحبوس فيه أبناؤهم في بورسعيد مطلقين النيران على قوات الأمن، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أوقعت، بحسب مصدر طبي، ‬26 قتيلاً على الاقل بينهم شرطيان و‬200 جريح.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مقتل ضابط شرطة برتبة ملازم أول، ومجند، وإصابة عدد من أفراد قوات الأمن المركزي أثناء تصديهم لمحاولات اقتحام سجن بورسعيد العمومي من جانب أهالي المحافظة الغاضبين من حكم مذبحة استاد بورسعيد.

فيما أفادت تقارير أخرى غير مؤكدة من جهات رسمية بمقتل خمسة أشخاص بينهم ضابط ومجند، وإصابة ‬75 آخرين في اشتباكات أمام سجن بورسعيد العمومي خلال محاولة أهالي المتهمين تهريب أقاربهم من داخل السجن.

ووسع الجيش المصري انتشاره في المدينة للسيطرة على الموقف فيها، كما انتشرت البوارج الحربية في مناطق متفرقة من المجرى الملاحي لقناة السويس، تحسباً لوقوع أعمال تخريبية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» ان الرصاص دوى في جميع انحاء محافظة بورسعيد، خصوصاً أمام السجن واقسام شرطة الشرق والعرب والمناخ. واضاف ان بعض المحتجين هاجموا بعد الحكم مبنى السجن برشاشات ثقيلة متبثة على شاحنات صغيرة، بينما اعتلت الشرطة اسطح المنازل المجاورة لمبنى السجن، وكانت ترد على المحتجين بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع.

وأوضح أن المحتجين الغاضبين حاولوا اقتحام مبنى ادارة قناة السويس في بورسعيد، إلا أن الشرطة تصدت لهم قبل وصول الجيش الذي طوق المبنى تماماً وتولى تأمينه. كما تعرض مبنى شركة الكهرباء الحكومية للهجوم وأضرم بعض المحتجين النيران في مبنى اداري تابع لها.

وأعلن الجيش المصري بعد ظهر أمس، أنه سينتشر في بورسعيد للسيطرة على الموقف. ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية عن قائد الجيش الثاني الميداني اللواء احمد وصفي، أنه تقرر الدفع بعدد من وحدات الجيش الثاني للعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار في مدينة بورسعيد وحماية المنشآت العامة.

في المقابل، عمت فرحة عارمة أهالي ضحايا مأساة بورسعيد الذين تجمعوا داخل المحكمة وخارجها فور صدور الحكم ورددوا هتافات «يحيا العدل.. يحيا العدل». وقالت والدة محمد شكري، وهو شاب من مشجعي الاهلي قتل في استاد بورسعيد، إنها سعيدة بالقصاص، مضيفة «اليوم سأنام بارتياح فحق ابني عاد».

وأكد والد محمد مصطفى وهو أحد الضحايا والدموع تنهمر من عينيه «الحكم مرض لكني أنتظر القصاص لمن دبر القتل»، في اشارة الى مسؤولين في الداخلية يتهمهم مشجعو الاهلي وأسر الضحايا بالتحريض على على هذه المأساة. وتشمل قائمة المتهمين في القضية تسعة من رجال الأمن. إلا ان المحكمة لم تصدر بعد الحكم بحقهم، وأعلنت أن الحكم النهائي شاملا كل المتهمين سيصدر في التاسع من مارس الماضي بعد ان يرد للمحكمة رأي المفتي في أحكام الاعدام، وهو إجراء روتيني، إذ جرى العرف على موافقة الاخير على أحكام القضاء.

وصدر الحكم في اجواء من التوتر بعد ان هدد مشجعو فريق الاهلي المعروفون بـ«التراس أهلاوي» بإشاعة الفوضى ما لم يقتص القضاء من المسؤولين عن مجزرة بورسعيد.

وفي القاهرة تظاهر بضع مئات من المصريين، امس، أمام مبنى مجلس الشورى، مطالبين بإسقاط النظام. وانطلقت المسيرة من أمام مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير، باتجاه مبنى مجلس الشورى بشارع قصر العيني، مطالبين بإسقاط الدستور وبتشكيل حكومة إنقاذ وطني، معتبرين أن النظام الحالي عجز عن إدارة شؤون البلاد.

وشبَّ حريق محدود بمدرسة الفلكي في شارع يوسف الجندي المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة، خلال مناوشات تدور بين عناصر من الأمن ومئات من المتظاهرين يحيون الذكرى الثانية لثورة ‬25 يناير.

من جهتها، هددت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة، أمس، بمقاطعة الانتخابات البرلمانية ما لم تستجب السلطة لمطالبها، خصوصاً تعديل الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإقالة النائب العام، وإخضاع جماعة الاخوان المسلمين للقانون.

وقالت الجبهة في بيان إنها «قررت عدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة الا في إطار الحل الوطني الشامل»، الذي تقترحه ويتضمن تشكيل لجنة قانونية لتعديل الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وازالة العدوان على السلطة القضائية، وإقالة النائب العام الحالي، وإخضاع جماعة الاخوان المسلمين للقانون. وتأتي اشتباكات بورسعيد غداة تظاهرات وأعمال عنف في القاهرة ومحافظات مصرية عدة أوقعت تسعة قتلي واكثر من ‬500 جريح. وأعلن رئيس هيئة الاسعاف محمد سلطان، صباح أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا اشتباكات الجمعة الى تسعة قتلى و‬543 جريحاً من بينهم ثماني حالات وفاة في مدينة السويس (شرق)، وواحدة في مدينة الاسماعيلية (على قناة السويس).

وتعد مذبحة بورسعيد أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، ووصفها كثيرون بالمذبحة أو المجزرة. وبدأت الاحداث بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة في بورسعيد عندما اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة. وتكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف، بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصياً بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة بفوز المصري على الاهلى ‬3-‬1، وقاموا بالاعتداء على جماهير الاهلي. وترددت انباء عن نقص الإجراءات الأمنية والتفتيش أثناء دخول المشجعين مدرجات الاستاد.

تويتر