العثور على 65 جثة لشبان «أعدموا ميدانياً» في حلب
عثر على 65 جثة على الأقل في نهر قويق بمدينة حلب شمال سورية، لشبان «أعدموا برصاصات في الرأس»، اتهم مقاتلون معارضون، النظام بقتلهم، فيما قال مصدر أمني رسمي، إنهم قتلوا «على أيدي مجموعات إرهابية». في حين استولى مقاتلو المعارضة، أمس، على مركز للأمن السياسي وجسر أساسي في مدينة دير الزور شرق سورية بعد معارك عنيفة، مقلصين بذلك المساحة التي لاتزال تسيطر عليها القوات النظامية في هذه المدينة الاستراتيجية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود عيان العثور على 65 جثة على الأقل في حي يقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب، لشبان «أعدموا برصاصات في الرأس».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إنه تم انتشال 65 جثة على الأقل من نهر قويق في مدينة حلب «ومعظمهم مكبلو الأيدي، وأعدموا برصاصات في الرأس».
وأشار المرصد الى أن ناشطين وعناصر في مجموعات مقاتلة معارضة في المنطقة يواصلون انتشال المزيد من الجثث. وأوضح أن معظم الضحايا هم شبان في العشرينات. وأكد ضابط في الجيش السوري الحر في المكان لـ«فرانس برس»، أنه «تم انتشال 68 جثة حتى الآن من النهر».
وقال الضابط الذي عرف عن نفسه باسم أبوصدى «بعضهم مجرد أطفال»، متهماً النظام «بإعدامهم». وذكر أبوصدى، ان الضحايا «مدنيون»، وانه يصعب التعرف عليهم بسبب أثر الرصاصة على وجوههم.
وذكر مصدر أمني كبير في حلب لـ«فرانس برس»، أن «المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات إرهابية بتهمة الموالاة للنظام».
وأشار الى أنه «تم تنفيذ حكم الإعدام بهم في حديقة طلائع البعث في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة» هذه المجموعات «ليل البارحة (الاثنين)، وإلقاء الجثث في النهر»، مشيراً الى ان «الارهابي حفص أبوإسلام التونسي الجنسية نفذ العملية».
واتهم المصدر «المجموعات الارهابية» باستدعاء وسائل الإعلام صباح أمس، «وانتشال الجثث أمامها من نهر قويق».
وأشار الى «معلومات أكيدة» مفادها أن «بين المقتولين أناسا تم خطفهم وأهاليهم يعرفون بوجودهم لدى المجموعات الارهابية المسلحة، وقد حاولوا التفاوض معهم أكثر من مرة». وقال احد المتطوعين الذين أسهموا في انتشال الجثث «لا نعرف من هم، إنهم لا يحملون بطاقات هوية».
وقال مقاتل في الجيش السوري الحر يدعى أبوأنس، وهو يتفحص جثة لفتى في الـ12 مصاب في عنقه، «ليست المرة الاولى التي نعثر فيها على جثث، لكننا لم نعثر يوما على مثل هذا العدد».
وفي شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب»، يمكن رؤية عشرات الجثث على ضفة نهر، مع آثار دماء من رؤوسهم. وتبدو جثثهم منتفخة على الأرجح كونها كانت في المياه. ويرتدي عدد كبير من الضحايا سراويل جينز.
إلى ذلك، استولى مقاتلو المعارضة السورية أمس، على مركز للأمن السياسي وعلى جسر أساسي في مدينة دير الزور.
وقال المرصد السوري في بيان، إن «مقاتلين من لواء الفرقان وجبهة النصرة ولواء القادسية والمجلس الثوري وكتائب أخرى، اقتحموا فرع الأمن السياسي في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ أيام عدة». وكان هذا المركز محاصراً منذ نحو ثلاثة أسابيع، وهو ليس الاول الذي يستولي عليه مقاتلو المعارضة في المدينة.
وسيطر المقاتلون المعارضون في محيط المركز على جسر السياسية عند المدخل الشمالي الشرقي لدير الزور المؤدي الى محافظة الحسكة، وعلى جسر الدرة الاصغر الموازي. وتعرضت أحياء في المدينة للقصف من القوات النظامية قبل ظهر أمس، ومنطقة الجسر لغارات جوية.
وأوضح مدير المرصد، أن «هذا التقدم في دير الزور مهم جداً، لأنه تقدم في مدينة استراتيجية تعتبر مدخلاً الى المنطقة التي تحوي الثروة النفطية والغازية الاساسية في سورية». كما ان السيطرة على جسر السياسية «تعني قطع الامدادات بشكل كبير عن القوات النظامية في الحسكة» في شمال شرق البلاد.
ويقع كل ريف دير الزور الشرقي تحت سيطرة الكتائب المقاتلة المعارضة. بينما يتنازع الطرفان السيطرة على المدينة.
وأوضح عبدالرحمن، انه «اذا واصلت الكتائب تقدمها في اتجاه السيطرة على ما تبقى من مراكز عسكرية لاتزال توجد فيها القوات النظامية وعلى معسكر الطلائع ومطار دير الزور العسكري، فستكون أول مدينة مهمة تسقط بين أيدي الثوار».
وفيما ذكر المرصد أنه لم يعرف بعد حصيلة ضحايا معارك دير الزور الاخيرة، إلا انه اشار الى مقتل 16 شخصاً في محافظة دير الزور أول من أمس، هم 10 عناصر من قوات النظام وأربعة مقاتلين معارضين ومدنيان.
وفي إدلب (شمال غرب)، تمكن مقاتلو المعارضة صباح أمس، من السيطرة تقريبا على مجمل سجن إدلب الذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات من المدينة التي لاتزال تسيطر عليها قوات النظام. وأوضح عبدالرحمن ان «اشتباكات لاتزال تسمع عند بعض أطراف السجن»، إلا ان الجزء الاكبر من قوات النظام انسحب من السجن ومعه عدد من السجناء، بحسب المرصد الذي كان أشار قبل يومين إلى فرار عدد كبير من المعتقلين بعد دخول المجموعات المقاتلة الى السجن.
وأشار الى أن السجن تعرض، أمس، لقصف مدفعي من قوات النظام.
من جهة ثانية، أفاد المرصد بـ«مقتل ضابط حرس حدود تركي إثر اطلاق نار على الحدود التركية السورية بالقرب من معبر باب الهوى، تبعه استنفار للقوات التركية على الحدود ومنع دخول اللاجئين غير الشرعيين الى الأراضي التركية في تلك المنطقة».
ولم تعرف بالضبط ظروف إطلاق النار، فيما نفى مسؤول تركي رداً على سؤال لـ«فرانس برس» وقوع الحادث.
وفي محافظة حمص (وسط)، أفاد المرصد باستقدام القوات النظامية لتعزيزات الى ريف القصير، في حين يستمر القصف من القوات النظامية على أحياء جوبر والسلطانية ومحيطهما في وسط مدينة حمص. وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة دوما لقصف من القوات النظامية فجر أمس، بحسب المرصد.
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، دارت، أمس، اشتباكات عنيفة جداً بين مقاتلين أكراد وآخرين معارضين للنظام السوري في مدينة رأس العين، بحسب المرصد الذي أفاد بخسائر في صفوف الطرفين، وبسيطرة المقاتلين الاكراد أول من أمس، على «مراكز الأمن العسكري والأمن السياسي والتجنيد والمجمع الحكومي في المدينة».