محمد بن زايد يدعو العالم إلى توفير حماية يستحقها المدنيون السوريون
دعا الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، المجتمع الدولي إلى تأمين الحماية التي يستحقها المدنيون السوريون، وعدم البقاء مكتوف الأيدي أمام «مسؤولية شرعية وإنسانية وأخلاقية»، معلناً في الوقت نفسه تقديم دولة الإمارات 300 مليون دولار مساعدات مادية لدعم الوضع الإنساني في سورية، فيما جمع «المؤتمر الدولي للمانحين» الذي استضافته الكويت، نحو 1.5 مليار دولار مساعدة للسوريين الذين يعانون مباشرة النزاع الدامي المستمر منذ 22 شهراً.
وأعلنت دولة الإمارات تقديمها مساعدات مادية قدرها 300 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سورية.
وأكد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس وفد الدولة إلى «المؤتمر الدولي للمانحين» في الكويت، في كلمة وزعت خلال المؤتمر، أن دولة الإمارات، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «بادرت منذ بداية الأحداث في سورية إلى الوفاء بمسؤولياتها في تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار».
وقال سموه إن دولة الإمارات شاركت في كل الجهود الهادفة إلى مساعدة الشعب السوري الشقيق، ودعمت المبادرات العربية والدولية بأمل وضع حد للمأساة التي يتعرض لها وتحقيق تطلعاته المشروعة في حياة حرة وكريمة، مؤكداً سموه «أن مبادرة دولة الإمارات اليوم هي استمرار في طريق مؤازرتنا ودعمنا لشعب سورية الشقيق». ووصف سموه الأحداث المروعة التي تمر بها سورية والمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب هناك «بالكبيرة والفظيعة» بكل المقاييس، «فهذا الدمار اليومي الذي يتعرض له البشر والحجر يهز المشاعر الإنسانية، ويضع الضمير الإنساني العالمي أمام تحدٍّ كبير».
وأكد سموه «أن المحنة التي يتعرض لها المدنيون في سورية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية شرعية وإنسانية وأخلاقية، ويتوجب عليه عدم البقاء مكتوف الأيدي في تأمين الحماية التي يستحقها المدنيون السوريون».
ودعا سموه «إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين وتوفير الإغاثة العاجلة لهم لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشونها، وضمان إيصالها إلى المستحقين من اللاجئين والنازحين والمدنيين المتضررين، خصوصاً في ظل الأجواء القاسية لهذا الشتاء الشديد البرودة». وأكد سموه «المسؤولية الجسيمة التي تقع على المجتمع الدولي في نجدة الشعب السوري انطلاقاً من التزاماته الشرعية والإنسانية والأخلاقية»، مشيراً إلى أنه «حانت ساعة الوفاء بهذه الالتزامات».
وكانت الأمم المتحدة أعلنت خلال شهر ديسمبر الماضي ضرورة توفير التمويل الكافي لتلبية احتياجات النازحين واللاجئين السوريين بمبلغ مليار ونصف المليار دولار، حتى شهر يوليو المقبل.
ويشارك في المؤتمر وفود تمثل 59 دولة على مستوى رؤساء دول وحكومات ووزراء وكبار المسؤولين، بمشاركة 13 منظمة ووكالة وهيئة تابعة للأمم المتحدة معنية باللاجئين، بجانب منظمات إقليمية ومنظمات غير حكومية، بحضور أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، الذي وصف الأمين العام للأمم المتحدة الوضع في سورية بأنه «مأساوي»، ودعا الى تقديم المساعدات بشكل عاجل، محذراً من انه في حال الفشل في جمع الموارد اللازمة، فإن «المزيد من السوريين سيموتون».
ودعا كي مون طرفي النزاع في سورية الى «وقف القتل»، وأشار إلى أنه استناداً الى تقارير الأمم المتحدة، اسفر النزاع عن تدمير نصف المستشفيات وربع المدارس في سورية، فضلاً عن أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنشآت الحيوية الأخرى. واعتبر أن المساعدة الإنسانية لا يمكن ان تحل الأزمة التي هي بحاجة الى حل سياسي.
وأعلن أن إجمالي تعهدات الأطراف المشاركة في مؤتمر المانحين لمصلحة المدنيين السوريين «تخطت الهدف» المحدد بـ1.5 مليار دولار.
وأوضح أنه «تم جمع تعهدات بأكثر من 1.5 مليار دولار، بينها 184 مليون دولار تعهد بتقديمها مؤتمر المنظمات غير الحكومية» الذي عقد في الكويت، أول من أمس. ووصف كي مون مؤتمر المانحين في الكويت بأنه «أكبر مؤتمر إنساني في تاريخ الأمم المتحدة».
وقال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر «في ظل الأوضاع المأساوية التي يعانيها إخوتنا في سورية، وإيماناً منا بأهمية وضرورة انجاح هذا التجمع الدولي، فإنه يسرني أن أعلن عن مساهمة دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري».
وأعلنت السعودية تقديم 300مليون دولار مساعدات للسوريين.
كما اعلنت البحرين عن تقديم مساعدات بـ20 مليون دولار لمصلحة الشعب السوري، فيما تعهدت ألمانيا بتقديم 10 ملايين يورو.
من جهتها، قالت منسقة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، ان ثلاثة ملايين سوري نزحوا داخل الأراضي السورية، فيما يحتاج 2.3 مليون سوري على الأقل إلى مساعدات أساسية عاجلة.
وأكدت انه سيتم تخصيص 519 مليون دولار من الأموال التي ستجمع في المؤتمر للمناطق الأكثر تأثراً بالنزاع.
ويفترض ان يخصص قسم آخر من المساعدات لأكثر من 700 الف سوري لجأوا الى الدول المجاورة، فيما تتوقع الأمم المتحدة ان يصل عدد هؤلاء الى 1.1 مليون نسمة في يونيو المقبل ما لم يتوقف النزاع.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، انتونيو غوتيريش، امام المؤتمر في الكويت، ان عدد اللاجئين المسجلين في الدول المجاورة لسورية بلغ 712 الف شخص، الا انه قدر عدد السوريين الذي غادروا بلادهم بمليون شخص.
وألقى العاهل الأردني، عبدالله الثاني، والرئيس اللبناني ميشال سليمان، اللذين تستضيف بلادهما قسماً كبيراً من النازحين السوريين، كلمتين شددا فيهما على ضرورة مساعدة البلدين على تحمل اعباء استضافة اللاجئين. وقال الملك عبدالله الثاني ان «الأردن استقبل مئات الآلاف، وتحمل ما هو فوق طاقاته وامكاناته».
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني ان بلاده بحاجة الى 370 مليون دولار لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين في لبنان. وإذ أكد أن حدود لبنان ستظل مفتوحة، قال انه لا «يسع لبنان الا ان يدعو المجتمع الدولي الى تقاسم الأعباء معه»، مشيراً خصوصاً الى الأعباء المادية، وامكانية استيعاب بعض النازحين في دول عربية اخرى، وانما «ليس على قاعدة الترحيل».