المعارضة المصرية تنزل إلــى الشوارع فـي مليونيـة «جمعـة الخـلاص»
نظمت قوى المعارضة السياسية في مصر مسيرات سلمية عقب صلاة الجمعة، أمس، في ميدان التحرير وأمام القصر الرئاسي (قصر الاتحادية)، فيما سميت مليونية «جمعة الخلاص»، للمطالبة باستكمال تحقيق أهداف الثورة.
وتفصيلاً، تظاهر آلاف من المصريين، بعد ظهر امس، بميدان التحرير في وسط القاهرة، وفي الميادين الرئيسة في عدد من المحافظات مطالبين بإسقاط النظام.
وتوافد المتظاهرون إلى ميدان التحرير منذ صباح امس، في سياق إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، التي أطاحت النظام السابق، مطالبين بإسقاط النظام، وبتولي نظام جديد يحقق أهداف الثورة وشعارها (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية).
وأقام المتظاهرون منصة رئيسة بأحد جوانب الميدان، وحواجز على جميع مداخله تقوم عليها لجان أمن للتدقيق بهويات الداخلين وتفتيشهم ذاتياً.
واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه وأطلقت النار في الهواء لتفريق متظاهرين كانوا يلقون على عناصرها قنابل حارقة وحجارة قرب القصر الرئاسي في القاهرة. ووقعت صدامات متفرقة أيضاً بين قوات الامن ومتظاهرين في شارع مجاور لميدان التحرير في القاهرة على مقربة من سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا، كما أفاد شهود. وأطلقت قوات الأمن طلقات خرطوش (تستخدم في بنادق الصيد) فأصابت اثنين على الأقل من المتظاهرين بجروح ونقلا الى المستشفى بسيارة إسعاف، كما قال احد الشهود لوكالة «فرانس برس».
وفي غضون، ذلك احتشد آلاف المتظاهرين أمام عدد من المساجد الرئيسة بالقاهرة الكبرى (تشمل محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية)، وفي عدد من المحافظات في شمال البلاد وجنوبها في اطار التظاهر. وردَّد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط يسقط حُكم المرشد».
وكانت قوى سياسية وأحزاب مدنية وحركات ثورية عدة أصدرت. اول من أمس، بياناً أكدت فيه حقها في التظاهر السلمي استمراراً للتصعيد، بعد تجاهل الرئيس المصري محمد مرسي لمطالبهم.
وجدَّدت تلك القوى والأحزاب والحركات دعوتها للشعب المصري، إلى النزول في كل ميادين مصر للمشاركة في تظاهرات «جمعة الخلاص»، لتحقيق جملة من الأهداف هي اختيار رئيس جديد للبلاد، ووضع دستور جديد توافقي، واختيار نائب عام جديد، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ورفض ما سموه الوصاية الأميركية على الثورة المصرية، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الاخيرة ومحاسبة المسؤولين عنها، واخضاع
جماعة الاخوان المسلمين للقانون وإلغاء حالة الطوارئ بمدن القناة.
ويطالب المشاركون في المسيرات بتشكيل حكومة انقاذ وطني، ولجنة لتعديل المواد الخلافية بالدستور، وازالة آثار الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر الماضي، وإقالة النائب العام.
وشارك شباب ائتلاف الثورة وحركة 6 أبريل وجبهة الانقاذ الوطني وقوى المعارضة في محافظة الأقصر بصعيد مصر في تظاهرات جمعةالخلاص. وقال شعبان هريدي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن القوى الثورية وأحزاب المعارضة وجهت دعوات لجماهير الأقصر، التي خرجت في التظاهرات بعد صلاة الجمعة، واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، وانطلقت تظاهراتها من ميدان وساحة سيدي أبي الحجاج الأقصري وطافت شوارع وميادين الأقصر.
وأضاف أن جميع فعاليات وتظاهرات جمعة الخلاص بالأقصر، والتي تقدم صفوفها شباب الثوار كانت سلمية، وسط دعوات للحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة.
في غضون ذلك، كثفت أجهزة الأمن من وجودها أمام مبنى محافظة الأقصر، وحول المباني الشرطية والمنشآت الحيوية، تحسبا لأية أحداث طارئة.
وأكد مدير أمن الأقصر اللواء أحمد ضيف صقر، التزام الشرطة بتأمين المواطنين وممتلكاتهم وممتلكات الدولة وتأمين التظاهرات.
وقالت هبة ياسين المتحدثة باسم التيار الشعبي، وهي من الجهات الرئيسة الداعية الى الاحتجاجات، ان التظاهرات مستمرة، لان وثيقة الازهر دعت الى نبذ العنف، ومتظاهري المعارضة لا يلجأون اساسا الى العنف. ونظمت تظاهرات في مدن القناة الثلاث بورسعيد والسويس والاسماعيلية، حيث وقعت أكثر اعمال العنف دموية في الايام الثمانية الماضية.
وقال علي فتحي، وهو ناشط من الاسماعيلية «نشارك في التظاهرات للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ التي اعلنها الرئيس مرسي، واضاف «سقف المطالب قد يزيد».
وسقط في الاحتجاجات التي نظمت في الذكرى الثانية للانتفاضة التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك نحو 60 شخصا منذ يوم 25 يناير. ودفع ذلك وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي الى التحذير من ان الدولة على وشك الانهيار.
وجمع شيخ الأزهر أحمد الطيب، الزعماء السياسيين المتناحرين في محادثات أزمة، اول من امس، وأقنعهم بالتوقيع على وثيقة لنبذ العنف، والالتزام بالحوار وسيلة للخروج من المأزق.
ومن بين من حضروا اجتماع الأزهر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود عزت، ورئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان محمد سعد الكتاتني، وأظهرتهما لقطات تلفزيونية يجلسان في مواجهة المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي، والعضو القيادي في الجبهة عمرو موسى، والسياسي اليساري حمدين صباحي، والثلاثة معارضون بارزون لمرسي.
وتتهم المعارضة مرسي بخيانة روح الثورة، من خلال تركيز السلطة أكثر ما ينبغي في يديه وأيدي قادة جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت محظورة في عهد مبارك.