لقطة من فيديو لسحل متظاهر «الاتحادية». أ.ف.ب

الرئاسة المصرية «آلمها المقطع الصــادم» لسحل متظاهر.. و«الإنقاذ» تطالب بمحاكمــة مرسي

قالت الرئاسة المصرية في بيان أصدرته أمس، إنها «آلمها ذلك المقطع الصادم» الذي يصور تجريد رجل من ملابسه وضربه من قبل قوات الشرطة في مواجهات قصر الاتحادية، أول من أمس، فيما وصف مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية، عصام الحداد، استخدام المتظاهرين المولوتوف والأسلحة النارية بأنه «أعمال إجرامية»، بينما أعلنت «جبهة الإنقاذ الوطني» تأييدها الكامل لـ«مطالب الشعب المصري بإسقاط نظام الاستبداد وهيمنة (الإخوان المسلمين) على الحكم»، ودعت الى محاكمة الرئيس على «جرائم القتل والتعذيب»، وذلك غداة مقتل شخص وإصابة ‬53 آخرين في مواجهات القصر.

وتفصيلاً، أكد البيان الرئاسي أنه «في إطار متابعة رئاسة الجمهورية لمجريات الأحداث المؤسفة التي وقعت أمام قصر الاتحادية، فقد آلم مؤسسة الرئاسة ذلك المقطع الصادم الذي يصور تعامل بعض أفراد الشرطة مع أحد المتظاهرين، بشكل لا يتفق مع الكرامة الإنسانية أو حقوق الإنسان».

وأضاف البيان ان مؤسسة الرئاسة تؤكد حرصها وكل اجهزة الدولة على تفعيل ما ورد في الدستور المصري من ضمانات للمواطن، تحظر تعذيبه او ترهيبه أو اكراهه او إيذاءه بدنياً أو معنوياً.

وعرضت قنوات التلفزيون المصري الخاصة، الليلة قبل الماضية، مشاهد كان لها تأثير الصدمة في مصر، اذ ظهر فيها رجال شرطة عدة يسحلون رجلاً وقد جرد تماماً من ملابسه، ثم يركلونه ويضربونه ويضعونه بعد ذلك في سيارة شرطة.

وتابع البيان، ان «مؤسسة الرئاسة تشيد بتأكيد وزارة الداخلية في ما يتعلق بمقطع الفيديو الذي بثته وسائل الإعلام، أن ما حدث هو تصرف فردي، ولا يعبر بأي حال عن عقيدة جموع رجال الشرطة، وأنه سيكون محل تحقيق». وشدد البيان على انه «في سياق ما سبق فإنه ليس مقبولاً من احد ان يزايد على اخطاء فردية مشجوبة من الجميع، ليبرر جريمة الاعتداء على منشآت الدولة، وتبني أسلوب العنف والتخريب بدلا عن سلمية التعبير عن الرأي».

وكانت الرئاسة حمَّلت، في بيان صحافي سابق نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، القوى السياسية المسؤولية السياسية الكاملة، انتظاراً لنتائج التحقيق في أحداث العنف حول قصر الرئاسة. وألمحت الرئاسة إلى أن القوى السياسية «يمكن أن تكون قد ساهمت في التحريض».

وقال عصام الحداد، إن ما حدث، أول من أمس، في محيط ميدان التحرير وقصر الاتحادية وغير ذلك من أعمال في اماكن متفرقة في الإسماعيلية والفيوم، واستخدام المولوتوف والأسلحة النارية، لا يعد تعبيراً عن مواقف سياسية، وإنما هو «أعمال إجرامية». وأضاف الحداد، في بيان، أن الشرطة تعاملت مع هذه الأحداث في إطار من ضبط النفس، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تحقق في واقعة قيام أفراد من الشرطة بضرب وسحل احد المواطنين. وأشار إلى أن مصر ماضية قدماً على طريق استكمال رحلتها نحو الديمقراطية، بإجراء انتخابات مجلس النواب المقررة بعد نحو شهرين.

في حين طالب رئيس حزب غد الثورة، أيمن نور، بإقالة وزير الداخلية فوراً على خلفية سحل المواطن، واصفاً هذا التصرف بأنه «عمل غير مبرر». وقال نور، في تصريحات تلفزيونية، إن «ما حدث غير مبرر على الإطلاق، وهو سلوك حيواني، ولا أتصور أن هذا يحدث في مصر بعد الثورة، وقال إنه ينتظر من رئيس الجمهورية أن يقيل وزير الداخلية فورا. وأشار إلى أنه يرفض ما حدث من إلقاء مولوتوف على قصر الاتحادية، لكنه يرفض تماماً ما حدث لهذا المواطن، وما حدث سلوك إجرامي.

من جانبها، قالت الجبهة في بيان إنها «تنحاز انحيازاً كاملاً لمطالب الشعب المصري وقواه الحية التي تنادي بإسقاط نظام الاستبداد وهيمنة (الإخوان المسلمين) على الحكم، وتؤيد كل أشكال التعبير السلمي لتحقيق هذه المطالب». وطالبت بـ«تحقيق قضائي محايد في جرائم القتل والتعذيب والاحتجاز من دون وجه حق، وتقديم كل المسؤولين عنها للمحاكمة العادلة، بدءاً من رئيس الجمهورية ووزير داخليته، وكل شركائه في الجريمة».

ودعت الجبهة «المصريين إلى الاحتشاد السلمي في كل ميادين مصر دفاعاً عن كرامة الإنسان المصري».

وأكدت أنها «لن تخوض في ملف الحوار في ظل الدم، وقبل إيقاف نزيفه والمحاسبة عليه، والاستجابة لمطالبها». وطالبت أيضاً بـ«إنهاء معاناة المواطن المصري بسبب الفقر وارتفاع الأسعار نتيجة السياسات التي لا تلبي طموح المصريين الى عدالة اجتماعية حقيقية».

وندَّد عشرات المصريين بواقعة سحل المواطن.

ونظم عشرات من المصريين، أمس، مسيرة من ميدان التحرير باتجاه مكتب النائب العام في «دار القضاء العالي»، وسط القاهرة، تنديداً بضرب أحد المتظاهرين وسحله، مطالبين بإقالة وزير الداخلية و«تطهير الوزارة»، فيما تقدَّمت جمعيات حقوقية ومحامون ببلاغات رسمية إلى النائب العام للتحقيق في الواقعة.

وأدَّى متظاهرون مصريون بميدان التحرير صلاة الغائب على (القرني) الشهير بـ«محمد كريستي».

كما أدى عدد كبير من المصريين صلاة الغائب عليه بالقرب من قصر الاتحادية، حيث وصلت مسيرة إلى المنطقة تحمل نعوشاً رمزية لشهداء ثورة ‬25 يناير، التي أطاحت بالنظام السابق.

وفي غضون ذلك، عزَّزت عناصر الأمن المركزي من وجودها حول قصر الرئاسة، وأقامت حواجز إسمنتية وأسلاكاً شائكة خشية تجدّد المظاهرات.

إلى ذلك، ذكر تلفزيون محلي ان متظاهرين رشقوا موكب رئيس الوزراء، هشام قنديل، في ميدان التحرير في القاهرة بالحجارة والقنابل الحارقة. وبحسب قناة «دريم لايف» التلفزيونية، فقد غادر قنديل الميدان، بينما اعلن مكتبه في بيان مقتضب ان رئيس الوزراء كان عرضة لمثيري شغب اثناء زيارة ميدان التحرير. وقال رئيس الوزراء على صفحته في التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «فضلت ان أتجنب مواجهة بين هؤلاء الأشخاص وعناصر الأمن».

وكان نائب رئيس هيئة الإسعاف أعلن، أمس، ان الشاب محمد حسين القرني (‬23 عاماً) قضى متأثراً بجروح اصيب بها في اطلاق نار قرب القصر الرئاسي، لافتاً الى اصابة ‬53 شخصاً آخرين في الصدامات.

الأكثر مشاركة