الجيش الإسرائيلي يطرد معتصمي «النواطير» جنوب نابلس
طرد الجيش الإسرائيلي بالقوة مئات الفلسطينيين لدى اعتصامهم، أمس، داخل خيام في منطقة مهددة بالمصادرة لمصلحة البناء الاستيطاني جنوب نابلس بالضفة الغربية.
وأعلنت مصادر طبية إصابة فتى بعيار ناري ونحو 50 آخرين بحالات اختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، انتهت بطرد جميع المعتصمين داخل الخيام خارج المنطقة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات من الجيش الإسرائيلي تصدت لمحاولة عشرات الفلسطينيين إقامة بؤرة عشوائية في جنوب نابلس.
وأعلن نشطاء في لجان المقاومة الشعبية في وقت سابق، أمس، إقامة هيكل لقرية تحمل اسم «النواطير» في قرية بورين جنوب نابلس، وذلك استمراراً للحملات المناهضة للاستيطان.
وأقام هؤلاء ثماني خيام رفعوا عليها الأعلام الفلسطينية ولافتات مناهضة للتوسع الاستيطاني. وطوق الجيش الإسرائيلي على الفور منطقة الاعتصام وعمد إلى إغلاق كل المداخل المؤدية إليها.
وقالت عبير قبطي الناشطة في لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، إن نحو 200 من النشطاء الفلسطينيين اعتصموا داخل المخيم استمراراً لحملات مناهضة الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وأضافت قبطي في تصريحات للموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت»، أن المستوطنين في الموقع ظلوا يرشقون النشطاء بالحجارة إلى ان جاءت قوات الجيش الإسرائيلي وأوقفت أعمال الشغب .
وتقع منطقة الاعتصام في المناطق المصنفة (ب) في الضفة الغربية، ما يعني أنها تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية، علماً بأن نحو 80٪ من أراضي قرية بورين جرى مصادرتها لمصلحة الاستيطان.
وأقام محتجون فلسطينيون الشهر الماضي قريتين مصغرتين: الأولى أطلقوا عليها اسم «باب الشمس» في منطقة «إي 1» قرب القدس، والثانية «باب الكرامة» بقرية «بيت اكسا» شمال القدس، إلا أن الجيش الإسرائيلي هدمهما بالقوة.
ويقول الفلسطينيون، إن هذه الفعاليات تندرج في إطار المقاومة السلمية لأنشطة الاستيطان الذي يعتبرونه يقوض فرص إقامة دولة مستقلة لهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ناصر اللحام، إن إقامة قرى للاعتصام سلمياً في مناطق مهددة بالمصادرة تعد فكرة رائعة وريادية وعميقة وناجحة، وقد حرقت قلب الاحتلال، وتجتذب العالم مع القضية الفلسطينية.
وكانت إسرائيل أعلنت في ديسمبر الماضي اعتزامها بناء نحو 6000 وحدة سكنية في أراض فلسطينية، رداً على حصول فلسطين على دولة غير عضو بصفة مراقب بالمنظمة الدولية في نوفمبر الماضي.