الخطيب مستعد لمحاورة الشرع ممثلاً للنظام.. وهولاند قريباً إلى موسكو لـ «إحياء اتفـاق جنـيف»
مسلّحو المعارضة يسيطرون على «ســدّ البعث» في الرقة
حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً على الأرض في محافظة الرقة في شمال سورية باقتحامهم «سد البعث» الاستراتيجي غرب مدينة الرقة، بعد معارك دامية مع القوات النظامية، فيما طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب، أمس، النظام السوري بـ«موقف واضح» من موضوع الحوار لحل الأزمة في سورية، موجهاً نداء الى الرئيس بشار الأسد «لإيجاد حل»، و«التساعد لمصلحة الشعب»، معربا عن استعداده للحوار مع نائب الرئيس فاروق الشرع «على مبدأ رحيل النظام». في حين أعلنت باريس «زيارة قريبة» للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى موسكو لإعطاء زخم «لاتفاق جنيف».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بيان إن مقاتلين من «جبهة النصرة» الإسلامية وكتيبة أحرار الطبقة سيطروا الليلة قبل الماضية على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة.
ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة، اللتين لاتزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف بين ايدي المقاتلين المعارضين.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، ان اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الاستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه.
وأشار في الوقت نفسه الى اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب عدة مقاتلة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري الواقعة شمال مدينة الرقة.
وفي ريف دمشق، نفذت طائرات حربية، أمس، غارات جوية على بلدة كفربطنا والمناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وزملكا ومدينة دوما، ترافقت مع اشتباكات في مناطق اخرى من الريف الدمشقي. ووقع انفجار في سيارة في حي الميدان في دمشق، بالقرب من المتحلق الجنوبي، صباح أمس، ما أدى الى إصابة السائق بجروح، بحسب المرصد.
وكان حي الحجر الأسود في جنوب العاصمة تعرض لقصف فجر أمس، من القوات النظامية تسبب في مقتل ثلاثة مواطنين بينهم طفل، بحسب المرصد الذي إشار أيضاً إلى اشتباكات في حي القابون في شرق العاصمة.
سياسياً، طالب أحمد معاذ الخطيب النظام السوري بـ«موقف واضح» من موضوع الحوار لحل الأزمة في سورية، ورد بشكل غير مباشر على منتقديه، رافضاً «تخوين» من يتكلم بالتفاوض.
وقال الخطيب في مداخلة مع «قناة الجزيرة» الفضائية، «أنا أقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك، وحاول ان تجد حلاً وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد».
وأضاف أن «النظام عليه ان يتخذ موقفاً واضحاً، نحن سنمد يدينا لأجل مصلحة الشعب، ولأجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام، المبادرة الآن عند النظام، اما ان يقول نعم أو لا». وأكد الخطيب ان «النظام اذا أراد ان يحل الأمور يستطيع ان يشارك، ولن يلقى اذا كان جاداً وصادقاً، إلا الترحيب من قبل المعارضة».
وقال «إذا أراد النظام اخراج الشعب من هذه الأزمة، فسنتساعد كلنا لمصلحة الشعب ورحيل النظام بشكل يضمن اقل خسائر ممكنة في الأرواح والخراب والتدمير».
وأكد الخطيب أنه «لا يجب تخوين»، من يتكلم بالتفاوض، مشيراً الى ان بعض المعارضين استدرجوا الى هذا الموقف، مضيفاً أن «شعبنا يموت ولن نسمح بذلك». وقال إن القوى الكبرى ليست لديها رؤية لحل الأزمة السورية.
إلى ذلك، طلب الخطيب من النظام السوري انتداب الشرع للتحاور مع المعارضة.
وقال في حديث الى قناة «العربية» الفضائية «أطلب من النظام ـ اذا كان النظام سيقبل طبعا الفكرة ـ أن يرسل الاستاذ فاروق الشرع، ويمكن ان نجلس معه».
وأضاف أنه طلب من ايران نقل مبادرته الى حكومة الأسد، بعد وقت قصير من اعلانه مد اليد الى النظام للتحاور حول رحيله وإنهاء الازمة.
وكان الخطيب اعلن في 30 يناير استعداده «للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام»، مسجلاً خيبة أمله من غياب الدعم الدولي للمعارضة وعدم الايفاء بالوعود. وجوبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية، ان «أي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام».
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن هولاند سيتوجه قريباً إلى موسكو لإعطاء زخم لاتفاق جنيف لحل الأزمة السورية، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض.
وقال فابيوس في حديث لراديو «فرانس إنتر»، «نسعى لإعطاء دفعة لاتفاق جنيف، ولهذا السبب يتوجه فرانسوا هولاند قريباً إلى موسكو».
وأضاف أنه «إذا أردنا محاربة التطرّف في سورية فعلينا دعم الائتلاف الوطني السوري» المعارض، مرحباً باللقاءات الأخيرة التي جرت بين الخطيب ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأشار فابيوس إلى أنه والرئيس هولاند لطالما دعوا مختلف القوى لاسيّما روسيا، إلى الحوار مع ممثلي الائتلاف الذين وصفهم بأنهم «ديمقراطيون».
وجدد ترحيبه باستعداد الخطيب إلى الدخول في حوار مع بعض العناصر من النظام السوري، واصفاً ذلك بأنه «أمر جيد».
من جهته، اعلن صالحي، أمس، في برلين ان بلاده «ستواصل المحادثات مع المعارضة السورية»، التي اجتمع معها رسمياً في نهاية الأسبوع للمرة الاولى.
وقال خلال مؤتمر امام المعهد الألماني للسياسة الخارجية «لقد أجرينا محادثات استمرت 45 دقيقة الى ساعة، وكانت مثمرة جداً، وقررنا مواصلة هذه المحادثات».
وكان صالحي وصف الاحد المحادثات مع الخطيب بأنها «اجتماع جيد جداً»، و«خطوة جيدة الى الأمام».
بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، إن الأزمة السورية تهدّد صدقية مجلس الأمن.
ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي قوله، إن «تقاعس مجلس الأمن تجاه الأزمة السورية وآثارها المأساوية الإنسانية» ينطوي على «تكلفة عالية لسياسية المنظمة، من حيث الصدقية وقدرتها على أداء مهامها على نحو فعال».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news