33 قتيلاً بانفجار 5 سيارات مفخخة في العراق
قتل 33 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 100 آخرين بجروح في انفجار خمس سيارات مفخخة، أمس، في بغداد وجنوبها. فيما خرج عشرات آلاف العراقيين في تظاهرات حاشدة للأسبوع السابع على التوالي للمطالبة بإجراء اصلاحات وإلغاء القوانين التي تحرمهم المشاركة في العملية السياسية، والتمتع بحقوقهم التقاعدية وإطلاق سراح المعتقلين.
وأعلن مصدر أمني عراقي مقتل 33 شخصاً على الاقل في انفجار خمس سيارات مفخخة في بغداد وجنوبها.
ففي بغداد، قال مصدر في وزارة الداخلية، ان 17 شخصاً قتلوا وأصيب اكثر من 40 آخرين بجروح، جراء انفجار سيارتين مفخختين».
وأضاف أن الانفجار الأول وقع عند سوق لبيع الطيور في منطقة الكاظمية، في شمال بغداد. بينما انفجرت سيارة ثانية في المكان نفسه بعد دقائق، ما ادى الى وقوع الضحايا. وأكد مصدر طبي في وزارة الصحة تلقي مستشفى الكاظمية 17 قتيلاً و43 جريحاً اصيبوا في الانفجارين.
وأكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية ان بين القتلى امرأتين، وبين الجرحى ست نساء وعنصران من شرطة المرور.
وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد) قال ضابط برتبة نقيب في شرطة الحلة، إن 14 شخصاً قتلوا وأصيب 47 آخرون بجروح في انفجار سيارتين مفخختين.
وتحدثت حصيلة سابقة عن مقتل 13 شخصاً وجرح 26 في الانفجارين.
وأوضح الضابط ان «سيارة مفخخة مركونة انفجرت عند مدخل ناحية الشوملي (35 كلم جنوب الحلة) اعقبها بوقت قصير انفجار سيارة ثانية عند سوق شعبي وسط الناحية». وأكدت مصادر طبية في مستشفيات الحلة والشوملي تلقي 13 قتيلاً بينهم امرأة وطفل، ومعالجة 47 جريحاً بينهم اربع نساء وأربعة اطفال. وفي هجوم آخر، قتل شخصان وأصيب ما لا يقل عن ستة آخرين في انفجار سيارة مفخخة على جانب الطريق في ناحية طويريج، الواقعة شرق مدينة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، حسبما افاد ضابط في الشرطة.
وتتزامن الهجمات مع توتر الأوضاع السياسية في العراق جراء استمرار الاعتصامات والتظاهرات في محافظات سنية، شمال وغرب بغداد، ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تتهم بـ«تهميش السنّة»، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين خصوصاً النساء.
وفي هذا الإطار، تظاهر عشرات آلاف العراقيين السنّة للاسبوع السابع على التوالي في مدن الأنبار والفلوجة وكركوك وسامراء والموصل وعدد من احياء بغداد للمطالبة بإجراء اصلاحات وإلغاء القوانين التي تحرمهم من المشاركة في العملية السياسية.
وخاطب رجال الدين جماهيرهم بالقول إن التظاهرات ستستمر لحين تلبية جميع المطالب المشروعة للشعب العراقي من دون تمييز، وعلى المجتمع الدولي التدخل لحماية الشعب العراقي من الحكومة العراقية. وأضافوا ان «شعب العراق شعب واحد، لايمكن ان يتفرق، وسنعمل على تحقيق تطلعاته المشروعة».
وردد المتظاهرون شعارات مثل «بالروح بالدم نفديك ياعراق»، و«إخوان سنّة وشيعة، هذا البلد ما نبيعه»، وهم يلوحون بأعلام العراق وأعلام ملونة ولافتات كتب عليها شعارات تطالب بإصلاحات في جميع المجالات. ومنعت القوات العراقية من الجيش والشرطة وصول المتظاهرين الى عدد من المساجد في أحياء المنصور والجهاد لمنع اقامة صلاة جماعية يليها الخروج في تظاهرات حاشدة.
في سياق متصل، دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، أمس، إلى تبني لغة الخطاب الذي «يدعو إلى وحدة النسيج الاجتماعي العراقي من جميع الطوائف والابتعاد عن اقحام الشعب في حالات الشد الطائفي والنفسي».
وقال ممثل المرجعية الشيعية الشيخ عبدالهادي الكربلائي أمام آلاف من العراقيين في خطبة صلاة الجمعة في مرقد الإمام الحسين وسط مدينة كربلاء، إن «الخطورة تكمن حينما يراد اقحام الشعب العراقي في شد طائفي ونفسي واجتماعي بين مكونات المجتمع».
وأضاف أن «المطلوب من رجال الدين والخطباء يكون خطابهم يحمل شيئاً من الشدة والقسوة والجرح بمشاعر الآخرين، لان مثل هذا الخطاب وان يراد منه ان يلهب عواطف الجماهير، لكن قد يثير حفيظة الآخرين ويستفزهم».
من جهته، قال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أمس، إنه لا يخشى على التظاهرات التي تشهدها مدينة الأنبار وغيرها من المدن من اختراق تنظيم القاعدة والإرهابيين لها.