«الحر» يقتحم أجزاء من مطار منغ بحلب.. وواشنطن تفكر في «مبادرة» وترفض تسليح المعارضين
الأسد يجري تعديـلاً وزاريـاً.. ويقبـل بحــوار غير مشروط
أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، تعديلاً وزارياً لا يشمل الوزارات السيادية، وارتكز على وزارات ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، عقب إعلان دمشق عن استعدادها للحوار مع المعارضة لكن «من دون شروط مسبقة»، في رد على طرح لرئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب. بينما اقتحم المقاتلون المعارضون أجزاء من مطار منغ العسكري في ريف حلب (شمال)، إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخل المطار، بينما شن الطيران الحربي غارات على مناطق في ريف دمشق، مع استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. في حين وعدت واشنطن بمبادرة «دبلوماسية» لمحاولة وقف النزاع، ورفضت في الوقت نفسه تسليح المعارضة السورية، حرصاً على الشعب السوري وإسرائيل والولايات المتحدة.
وأصدر الأسد مرسوماً يقضي بإجراء تعديل وزاري لا يطال الوزارات السيادية، وقرر بموجبه استبدال خمسة وزراء وتعيين أربعة جدد، إضافة الى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا).
وبموجب التعديلات الجديدة، عين اسماعيل اسماعيل وزيراً للمالية، وسليمان العباس وزيراً للنفط والثروة المعدنية، وأحمد القادري وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيراً للاشغال العامة. كما عين الأسد وزير الدولة حسين فرزات وزيراً للاسكان والتنمية العمرانية، وسمى كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية، وحسن حجازي وزيراً للعمل.
إلى ذلك، أعلنت دمشق عن استعدادها للحوار مع المعارضة «من دون شروط مسبقة».
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في حديث مع التلفزيون السوري الرسمي «الباب مفتوح والطاولة موجودة وأهلاً وسهلاً وبقلب مفتوح لأي سوري يريد ان يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا، وبأي غيور وبأي حريص، ونحن جادون في مسألة الحوار».
وأضاف «إننا عندما نتحدث عن حوار نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي أحداً، هذا هو الحوار وهذا مفهوم لم أخترعه انا، أما ان يقول لي أحدهم أريد ان أحاورك في الموضوع الفلاني فقط او أطلق النار عليك، فهذا ليس حواراً».
وقال «في النقاش لا إقصاء لموضوع ولا شروط مسبقة»، في ما يشكل أول رد فعل رسمي سوري على طرح رئيس الائتلاف المعارض.
وكان الخطيب أبدى في 30 يناير الماضي استعداده المشروط لمحاورة ممثلين لنظام الأسد، مقترحاً في مرحلة لاحقة اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كطرف محاور، مشدداً على أن الحوار سيكون على «رحيل النظام». وقوبل الخطيب بانتقادات لاذعة داخل الائتلاف لاسيما من المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات المعارضة، الذي رفض أي تفاوض مع النظام. وأمهل رئيس الائتلاف النظام حتى اليوم لإطلاق كل السجينات في المعتقلات السورية، وإلا يعتبر مبادرته لاغية. من جهة أخرى، أبدى الزعبي استعداد النظام السوري لمحاورة حتى «المجموعات المسلحة». وقال «نحن مستعدون للجلوس معهم والنقاش معهم عندما يرمى هذا السلاح، ويصبح السلاح خارج المعادلة، وعندما تكون هذه القوى مستعدة لمناقشة المسألة السياسية الوطنية بكل جدية والتزام». وحذر الزعبي من أن انعكاسات «الفوضى» في سورية ستكون سيئة على الدول المجاورة، لأن الحدود «ليست جدرانا عازلة أو مناطق فاصلة». وقال «إذا سادت الفوضى في سورية لن ينجو أحد منها».
وفي واشنطن، وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أول من أمس، بمبادرة «دبلوماسية» لمحاولة وقف النزاع في سورية، لكن الولايات المتحدة لاتزال تستبعد تسليح المعارضين، وهي الفكرة التي كانت تثير في 2012 انقساماً على اعلى المستويات في واشنطن.
وفي أول مؤتمر صحافي له كوزير للخارجية، أكد كيري أن «الجميع داخل الحكومة وفي كل مكان في العالم روّعه العنف المستمر في سورية».
وأضاف بحضور نظيره الكندي جون بيرد «نجري الآن تقييماً (للوضع)، ونفكر في ما هي الخطوات، إن كان ذلك ممكناً، الدبلوماسية بشكل خاص، التي يمكن اتخاذها من اجل خفض ذاك العنف والتعامل مع ذاك الوضع».
ويأتي تصريحه بعد أن دافع البيت الأبيض عن موقفه المعارض لتسليح المعارضة السورية، ورفضه خطة بهذا المعنى أيدتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن المشكلة في سورية ليست في نقص السلاح، ملمحاً الى أن المعارضين يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة، وان نظام الأسد يتلقى الدعم من ايران.
وقال كارني ان الأولوية بالنسبة لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن «الولايات المتحدة وسورية او إسرائيل».
على الصعيد الميداني، استمرت أعمال العنف في مناطق واسعة من البلاد. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المقاتلين المعارضين اقتحموا «أجزاء من مطار منغ العسكري في ريف حلب (شمال) إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخل المطار».
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس» أن المقاتلين دخلوا «الى أطراف المطار»، وذلك للمرة الثانية «خلال الاشهر الماضية»، علماً بأن القوات النظامية قامت بصدهم في المحاولة السابقة.
كما شنت المقاتلات السورية غارات عدة في محيط دمشق، منها مدينتا زملكا (شرق) ودوما (شمال شرق)، إضافة الى مناطق الى الجنوب من العاصمة.
وإلى الجنوب الغربي من العاصمة، تتعرض مدينة داريا (جنوب غرب) لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وشهدت الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، تصعيداً في الأيام الاخيرة، إن لجهة المعارك أو القصف الذي طاول أمس، أحياء في جنوب دمشق. وفي محافظة حمص (وسط)، قتل أربعة مقاتلين معارضين في قرية كفرعايا على أطراف مدينة حمص التي يتعرض حيّا جوبر والسلطانية فيها للقصف، بحسب المرصد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news